* يعلم الجميع أن الرياضة لم تعد ضربا من اللعب واللهو وتزجية الوقت وما لها من فوائد صحية وبدنية فقط تعود على ممارسيها بالنفع بل نجدها في هذا الزمن أصبحت من الأهمية بمكان حيث تلعب أدوارا مهمة بين الدول على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لذلك نجد الاهتمام بها من معظم الدول بات كبيرا حيث تخصص لها ميزانيات ضخمة وتصرف عليها الأموال من أجل التمثيل في المحافل الخارجية بصورة مشرفة وهذا الصرف يكون تحت رقابة ومتابعة الجهات المسؤولة وهناك مراجعة تتم في هذا الخصوص وعلى صعيد النتائج أيضا هناك متاب?ة ومراقبة ومراجعة ومن ثم تحفيز في حالة النجاح ومحاسبة ومعاقبة في حالة الفشل. هكذا تسير الأمور في الدول من حولنا بنظام ومؤسسية في الرياضة لذلك نشاهد الآن ونتابع تفوق الجارة الشقيقة مصر في دورة الألعاب العربية رقم 12 التى تختتم اليوم بدولة قطر وأيضا نتابع تفوق تونس والمغرب والجزائر وكلها بلدان لا تبعد عنا كثيرا وإمكاناتها المادية ليست بأفضل منا غير أن القائمين على أمر الرياضة فيها يخططون ويحسنون التنفيذ. * سقت هذه المقدمة بمناسبة الفشل الذريع الذي لازم بعثة السودان الرياضية في دورة الألعاب العربية رقم 12 بدوحة العرب فالفشل لم يكن فنيا فقط وإنما إداريا أيضا ففي معظم الملاعب وفى الرياضات المختلفة كانت فرقنا مسار تندر وتهكم وسخرية من الرياضيين العرب وفى نفس الوقت كانت مبعثا للالم والحزن والحسرة للجالية السودانية الكبيرة بقطر، وقد شاهدت رجالا يبكون من ألم الهزائم المرة ويتحدثون بحسرة عن الحال الرياضي بالسودان بعد أن كان قائدا ومعلما لكل الدول العربية كيف لا ورياضيو السودان ومنذ خمسينات القرن الماضي احترفوا كرة?القدم وغيرها من المناشط بمصر والسعودية والامارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والكويت وغيرها من الدول ولكن المؤسف اننا وبعض ان اسسنا لرياضتنا جيدا ووضعنا لبنات متينة للدول العربية الاخرى تخلفنا وتقدمت هى ليصبح الحال مقلوبا الدول التى جاءت بعدنا الآن هى فى أعلى الترتيب بينما سوداننا الحبيب يقبع مع دول الصومال وموريتانيا وجزر القمر فى ذيل الترتيب!! * أسباب تخلفنا وتراجعنا عن ركب التطور الرياضي كثيرة لايسع المجال لذكرها ولكن هنا اود أن اتطرق لسبب اعتبره مهماً الا وهو الشق الاداري الذى اعتبره أس البلاء فى الرياضة السودانية فحتى الآن لم تستطع الساحة الرياضية انجاب رجالا يستطيعون القيادة فى المجال الرياضي من أمثال الدكتور عبدالحليم محمد والاستاذ هاشم ضيف الله وعبدالرحيم شداد ومحمد طلعت فريد ومحمد كرار النور وغيرهم من الافذاذ الذين خلفوا لنا ارثا طيبا ولكن اضعناه.. اضاعه اداريو هذا الزمن الذين قبل أن يجتهدوا ويتعبوا ويخططوا التخطيط السليم للرياضة السودان?ة ويحسنوا ويتقنوا التنفيذ نجدهم ما أن يسمعوا بقرب موعد مغادرة بعثة رياضية للخارج الا ونجدهم يحزمون حقائبهم ويصطحبون بعض افراد اسرهم لا لخدمة الرياضة ولا لتحقيق نتائج مشرفة من شأنها ان تضيف لوطننا الحبيب ولكن بسبب عشقهم وحبهم للتجوال والترحال فى كل ارجاء العالم بغرض النزهة والسياحة ولا بأس من نثريات دولارية تزيد من ارصدتهم البنكية وللاسف عندما يتم النزال داخل الملعب وتقع الهزيمة نجد ان اوجه اولئك مجلدة ومبررات الفشل لديهم جاهزة فهى لا تخرج من التحكيم او الطقس او قلة الامكانات او اخفاق المدربين والغريبة انه? لا يتحدثون عن ذلك قبلا اي فى فترة الاعداد ففى ذلك الوقت تصريحاتهم مختلفة اي أن كل الامور عال العال وهكذا هم. وحقيقة فى دورة الالعاب العربية التى جرت بمصر فى العام 2007 شاهدت اولئك عن قرب ووقفت على تهافتهم على السفر دون ان يحققوا نتائج مشرفة وحينها توقعت ان تتم المراجعة والمحاسبة من قبل المسؤولين فى الدولة ولكن لم يحصل شيء من هذا القبيل وبعد اربع سنوات تتكرر المأساة مأساة رياضتنا السودانية التى ليس لها وجيع والا بماذا نفسر وجود كم هائل من الاداريين بقطر ووصولهم الى العاصمة الدوحة حتى قبل وصول لاعبيهم والمد?بين لتبدأ فصول الهزائم بالاشكال والالوان حتى أن بعض تلك الخسائر لم تحصل فى تاريخ البطولات العربية فمثلا فى منشط كرة اليد يتلقى منتخبنا الخسارة فى الشوط الاول صفر/26 ورغم تلك الهزائم الموجعة لم يتكرم احد من الاداريين فى المؤسسات والاتحادات الرياضية حتى من باب أدب الاستقالة بتقديم استقالته فكل متشبس بمنصبه رغبة فى رحلة اورحلات قادمات يشبعون بها نهمهم نحو السفر.! ونواصل