أجمع قادة القوى السياسية السودانية على ان مقتل زعيم حركة العدل والمساواة الدكتور خليل ابراهيم ليس هو نهاية المطاف لتاريخ حركة العدل المساواة السودانية، وحملوا الحكومة السودانية مسؤولية مقتل زعيم حركة العدل والمساواة باعتباره قياديا يحظى بقبول واسع في المجتمع السوداني ودارفور على وجه الخصوص على حد قولهم «للصحافة» ، واعتبر كمال عمر عبدالسلام الامين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض عن مقتل دكتور خليل ابراهيم محمد ضربة للعمل السياسي في السودان من شأنها اعادة البلاد سياسيا الى الوراء .موضحا انهم يختلفون مع ?كتور خليل في وسائل التعبير في مواجهة النظام الا انهم كقوى سياسية يشهدون للرجل على انه يمثل رقما كبيرا في وجدان الشعب السوداني وانه ذو تأثير وبعد كبير جدا في كل المحافل الدولية والاقليمية، وان مقتله بهذه الصورة امر بالغ الحساسية وسيزيد من زمن المعاناة والحرب. وابان عمر الذي كان يتحدث «للصحافة » عبر الهاتف ان خليلاً رجل مصابر وصابر ومحرك اساسي لقوى المقاومة المسلحة في دارفور وكردفان والنيل الازرق وفقدان حركة العدل والمساواة له في هذا الوقت سيؤثر على الاوضاع العسكرية في دارفور وغيرها من المناطق التى وصفها بالملتهبة في السودان. وزاد عمر قائلا ان مقتل خليل يجعل افق الحلول للأزمة السودانية بعيدة جدا ويفاقم من سوء اوضاع الاتفاقيات الموقعة مع الحركات الدارفورية الاخرى. فيما اعتبر صديق يوسف القيادي البارز بالحزب الشيوعي السوداني مقتل خليل يضاف الى مقتل آلاف ومئات البشر الذين قتلوا من اجل قضية دارفور من اجل تحقيق مطالب شعب دارفور . ويقول يوسف انه على الرغم من انهم في القوى السياسية ضد استخدام القوة المسلحة في مواجهة النظام (الا اننا نعتبر ذلك خسارة بالنسبة الى الشعب السوداني كله باعتبار ان الراحل خليل زعيم حركة مسلحة اعترف به المجتمع الدولي والدولة ممثلة في حكومتها الحالية بدليل انها جلست معه للحوار)، ويضيف يوسف قائلا ان رحيل خليل بهذه الطريقة مؤسف للغاية ونحن في القوى الس?اسية السودانية يتوجب علينا جميعا ان نحمل مسؤولية اغتياله الى الحكومة السودانية باعتبار ان الحكومة الحالية تستثمر في الحرب وبأبناء الشعب السوداني. واعتبر القيادى فى الحزب الشيوعى استمرار الحرب الحالية في السودان لايحقق الامن ولا الاستقرار ولا التنمية. ودعا جميع السودانيين الى العمل الى بذل مزيد من الجهد لاحداث تغيير في السودان يجعل البلاد تعيش في سلام ووئام بين جميع اقاليمه . ولكن الدكتور قطبي المهدي رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني اعتبر مقتل خليل زعيم حركة العدل والمساواة يمثل شهادة وفاة وموت لحركة العدل والمساواه وموت لكل التمرد في السودان ودارفور، موضحا ان زعيم العدل والمساواة جاء من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي فارا ليثبت على ارض الواقع ويهنئ نفسه بالمساعدات التي طلبها من الخارج . وقال قطبى ان حركته فقدت الاثر بعد القضاء على رئيسها لانه يمثل القضاء على حركة العدل والمساواة مبينا ان القوة التي هاجم بها خليل شمال كردفان هي القوة الحقيقية لحركة العدل والمساواه وماتبقى ل?ا في وادي هور قليلة ليست ذات اثر . معتبرا ذلك بمثابة شهادة وفاة للحركة . من جانبه، اعتبر الدكتور علي السيد عضو المكتب السياسي بالحزب الاتحادي الاصل مقتل خليل لا يعني نهاية حركة العدل والمساواة ولكنه سيصعب الأزمة السودانية برمتها، مبينا ان حركة العدل والمساواة في الاصل حركة منظمة ولديها نظام اساسي ودستور ينظم مؤسساتها وستخرج الحركة من أزمة القيادة فى اقرب وقت ممكن ولكنه توقع انها ستوسع من دائرة حرب العصابات في البلاد «ومعروف ان المرحوم خليل كان يمثل قائدا شرسا له كاريزما واستطاع ان ينشئ حركة العدل والمساواة، و يقود حركته في اصعب الحقب التي عرفها كل العالم بعد وصولها امدرمان في ص?ف عام «2008» والآن حركة العدل والمساواة تمتلك رصيدا وافرا من القادة العسكريين والسياسيين». ودعا السيد الحكومة الى عدم التباهي بمقتل خليل باكثر مما هو مطلوب، والافضل ان تجلس مع جميع اهل السودان لحل المشكلة السودانية وبشيء من العقلانية، موضحا ان العدل والمساواة حركة صعبة ولها قوى لايستهان بها والتقليل من شأنها يعتبر ضربا من المفاخرة، مؤكدا انهم كقوي سياسية يرفضون استهداف اية قيادات لان استهدافها يوسع دائرة العنف ويخرج بالامور عن السيطرة . اما حركة التحرير والعدالة فاعتبرت على لسان ناطقها الرسمي أحمد فضل مقتل دكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية بانه فقد عظيم وجلل للحركة والسودان واهل دارفور. ويقول فضل ل «الصحافة» عبرالهاتف ان مقتل خليل لايثني الحركة عن دورها، مبينا ان الحركة غنية بالقيادات والايام القادمة ستأتي بمن يقود حركة العدل والمساواة لمواصلة مسيرتها سلما اوحربا، قائلا «لكن يجب ان تتخذ الحركة من مقتل الدكتور خليل بداية لصفحة جديدة وفرصة للمضي قدما لترتيب الاولويات في مسيرتها ولتقييم الفترة الماضية ومراجعة جداول اعما?ها للمرحلة القادمة»، وطالب فضل الحكومة وحزب المؤتمر الوطني بالجلوس مع حركة العدل والمساواة وطرفي حركة تحرير السودان للدخول معهم في مفاوضات تحقق السلام العادل والشامل في دارفور، واعتبر فضل اي حديث عن نهاية حركة العدل والمساواة بموت خليل سابق لاوانه، مبينا ان حركة العدل والمساواة معروفة ولها وجود دولي ومحلي، موضحا ان الحلول العسكرية لاتجدي نفعا وان الخاسر الوحيد منها هو السودان وتزيد الوضع تأزما، مشيرا الى ان حل المشكة يتطلب حوارا مع الآخر. الى ذلك قال الاستاذ ياسر جلال كمبال رئيس دائرة الاعلام بحزب الامة القومي ان حزبه يترحم على روح الفقيد الدكتور خليل ابراهيم معتبرا مقتل خليل او غيره لاينهي قضية دارفورموضحا ان موت القادة خليل أو غيره لا ينهي قضية ومطالب اهل دارفور واشار الى ان حمل السلاح في دارفور تم لاسباب موضوعية وان خليلاً وغيره من رصفائه هم من ابرزوا قضية دارفور وان مقتله قد يضعف القضية الى وقت وجيز ولكن اذا لم تحل بشكل عادل وعاجل فان الامر سيزداد تأزما في دارفور وغيرها، ودعا جلال الحكومة السودانية الى اتخاذ وفاة خليل فرصة لمراجعة حسا?اتها والاستجابة الى مطالب دارفور والشعب السوداني.