*فى الفترة الاخيرة كثر الحديث عن الفساد الذى اصبحت رائحته تزكم الانوف وللاسف نجد أن هذا المرض العضال قد انتشر واستشرى فى عدد مقدر من المؤسسات الرياضية وغير الرياضية وفى كل يوم تأتي لنا الصحف بقضايا الفساد وبعضها يتناول تلك القضايا بتفاصل وافية ونجدها تتعمق اكثر واكثر وتذهب بعيدا لتوضح وتحدد وتبين المواقع التى يجري فيها الفساد واصحابه فردا فردا، ورغم كل ذلك الجهد الضخم الذى تبذله الصحافة فى اطار رسالتها السامية نحو المجتمع نجد صوتها غير مسموع بل ليس مرحبا به والا بماذا نفسر الصمت تجاه الفساد والمتسببين فيه؟ . *نعلم جيدا أن بلادنا العزيزة مستهدفة من قبل الصهاينة وبعض الدول الغربية التى تريد اطفاء نور الاسلام ولكن هيهات لهم ، الا انه للاسف ظهر الفساد فى الفترة الاخيرة وفى ظل غياب الوازع الديني والاخلاقي لدى البعض وكما ذكرت استشرى واصبح أخطر من اولئك الصهاينة الذين يستهدفون سوداننا الحبيب ولذلك آن الاوان لضرب اوكار الفساد حتى تنعم بلادنا بالامن والرخاء لانه فى ظل تنامي الفساد وما يحصل من تجاوزات واستغلال للنفوذ لن ننعم بالطمأنينة وسيكون هناك غبن وبمرور الزمن ستنفجر الاوضاع وتصعب السيطرة عليها مهما فعلنا، لذلك يجب ان يكون التحصن برفع الظلم اولا ومحاربة الفساد وكشف الذين يتاجرون بقوت الشعب وابعادهم والاتيان بالقوي الامين عسى ولعل أن ينصلح حال كثير من مؤسساتنا . *الرياضة لها مؤسساتها التى تديرها وفى أعلى الهرم نجد وزارة الشباب والرياضة بمختلف اداراتها والمتخصصين فيها وحتى فى الولايات هناك وزارات للرياضة والشباب ومجالس عليا وهناك اتحادات رياضية لمختلف المناشط وهناك اندية لها مجالس ادارات، وفى الاحياء نجد روابط الناشئين ايضا لها مكاتب تنفيذية ومجالس ادارات , كل تلك المؤسسات ظلت تدير الرياضة فى بلادنا الحبيبة منذ قديم الزمان لذلك كان السودان من اوائل الدول التى تقدمت الصفوف الافريقية والعربية فى المجال الرياضي، وحققت العديد من الانجازات الخارجية وتم بناء العديد من الاستادات والملاعب الرياضية لمختلف المناشط، كل هذا تم نتيجة لتضافر الجهود والعمل بالمؤسسية حيث كانت كل مؤسسة تؤدي دورها كما ينبغي وفقا للنظام . *فى العقدين الماضيين شهدت الرياضة تراجعا كبيرا واصبح السودان من الدول المتأخرة رياضيا ولهذا اسبابه الكثيرة الا أنني اذكر هنا سببا اعتبره من الاسباب الرئيسية التى أدت الى التراجع رغم ان السودان يملك الخامات والمواهب التى اذا وجدت من يأخذ بيدها حقيقة سنصبح فى أعلى الترتيب الافريقي والعربي ولكن للاسف لم يحدث ذلك وتعامل البعض مع الرياضة بأنها اداءة لهو وبالتالي اوكل امرها لافراد وليس لمؤسسات والشواهد كثيرة على حديثي هذا ففى فترة من الفترات اختذل اتحاد رياضي فى شخص وكذلك احد الاندية اختذل ايضا فى شخص، وفى نفس الوقت نجد وزارة الشباب والرياضة لا تستطيع توفير الاموال اللازمة لدعم الرياضيين الذين يمثلون السودان خارجيا ولا تستطيع اكمال مشروع مدينة السودان الرياضية الذى ظل تحت التشييد لاكثر من 14 عاما، والغريبة يتحدث البعض عن الدعم الذي يقدم لبعض الاداريين لتسيير امور المؤسسة الرياضية المعنية ذلك دون ضوابط او رقابة لذلك تابعنا ظهور الافراد على حساب المؤسسات واذا نظرنا بموضوعية وتجرد لما فعله اولئك الافراد نجد المحصلة صفرا رغم الاصوات العالية هنا وهناك، والتى تحاول ان تجمل وتزين ما ليس صحيحا ومن هنا اهدرت الكثير من الاموال التى كانت الرياضة فى امس الحاجة لها والتى من الممكن اذا استخدمت عبر المؤسسات وبشفافية ان تجني الرياضة منها الكثير . *أرجو ان يعاد النظر فى أمر الافراد، كما أرجو أن تقدم المؤسسات والتى يجب ان تضطلع بدورها كاملا كما أرجو أن يسجل القائمون على امرها مواقف مشهودة فى حالة التعدي على صلاحياتها، وأن نرى فيها استقالات من قبل قادتها احتجاجا على تحجيمها واذا التزم كل بحدود صلاحياته فى ظل وجود ميزانيات معتبرة لانجاز المشاريع وفقا للنظم والوائح لن تكون هناك مشكلة ولن تعاني الرياضة من سطوة الافراد كما عانت، وما زالت تعاني بعض المؤسسات الاخرى .