حينما طرحت قائمة المبدعين في مجال الفن عبر تاريخ توتي القديم والمعاصر امام اللجنة لاختيار رقم فني جدير بتقديمه على غيره في بداية نشاط مركز توتى التوثيقي، لم تجد اللجنة بداً من اختيار الفنان الراحل بجسده، المقيمة آثاره الفنية التوم حسن والتي ظلت وما زالت عنصراً اساسياً مشتركاً يعبر عن ثقافة المغني والمستمع (التواتي)، ذلك بالنظر الى عمره الفني الذي ناهز نصف القرن ولم يدانيه زهاء طول هذه الفترة فنان في الساحة رغم ثراء المجتمع (التواتي) بالمبدعين في مجال الغناء والطرب فجميعهم قد آثروا الانضمام الى فرقته من بين «طبيق وشيال» معتزين وفخورين بذلك مدينين له بحمل الراية، فتعلموا منه اصالة الاداء، فرددوا أغانيه التي كان يتخيرها باقتدار من بين درر الحقيبة الذهبية حتى تغلغلت في داخل وجدان كل التواتة حتى يومنا هذا، فلعل النماذج التي سوف يقدمها من هم في أعمار أحفاد الفنان التوم حسن من أغانيه الخالدة الدليل الكافي على ما تركه من الأثر. أما عن سيرته الذاتية فهو الفنان التوم حسن وجده الامير عبيد الله أحد أمراء المهدية ولد التوم حسن عام 1926م وتوفى عام 1978م مخلفاً وراءه خمس بنات أكبرهن في الرابعة عشر من العمر واصغرهن في الثالثة وتولى رعايتهن جدهن وقد أكملن جميعهن تعليمهن الثانوي بحمد الله بارك الله له في ذريته. ولا بد لنا من وقفة إكبار وإجلال وإعجاب يشوبه التعجب من قدرة هذا الفنان الإنسان الذي أعطى لمجتمعه آنذاك حاملاً ومحتملاً على كاهله أعباء أسرة مثل تلك علماً بأنه كان يعمل مزارعاً نهاراً وفناناً مقتدراً ليلاً دون مقابل مادي. تلقى الفنان التوم تعليمه في خلوة الفكي محيي الدين فتعلم الى جانب علوم القرآن، القراءة والكتابة مما أهله للكتابة والحفظ واستيعاب المعاني الأدبية الراقية في الأغنية القديمة وحسن اختياره لاجودها، أما عن خلقه المفعم بالروح الفنية الشفافة فقد اشتهر بدماثة الخلق والعفة وطيب المعشر حسب ما علمنا من أصدقائه المقربين والذين ما زالوا على قيد الحياة أطال الله بقاءهم، وذهب بعضهم بذكر فضائله على الناس والتي من ضمنها استجابته لاقامة الحفلة لكل من طلب منه دون تخيير أو تمييز وبالطبع دون مقابل، بل أباحوا لنا بسر عفته عن تناول أي نوع من الضيافة في مكان المناسبة بما في ذلك وجبة العشاء واكتفاءه بكوب الشاي باللبن حتى اشتهر بذلك، فيا له من مبدع كريم عفيف جدير بالاحتفاء بذكراه في منابر العفة والكرم والإبداع ولعل ما ذكره بعضهم عن إعجاب الفنان الرقم «كرومة» بالفنان التوم حسن حيثما غنى في زواج الأستاذ الراحل محمد حمزة رحمه الله معبراً عن ذلك باهدائه «الرق» الخاص به بعد انتهاء الحفل، أقول لعل في ذلك التعبير الكافي عن ابداع فنان الاجيال الفائتة والحاضرة والقادمة التوم حسن وتدعم هذا شهادة ملك ملوك فن الغناء «كرومة» الذي خلع له «الرق» تأسياً بسمات الامراء في زمانهم في مثل حالات الإعجاب هذه فوتوغرافيا أخيرة ضمن نشاطاته الساعية لتوثيق تاريخ توتي يقيم مركز توثيق تاريخ توتي ليلة وفاء لكروان توتي التوم حسن فى السابعة والنصف من مساء بعد غدٍ الجمعة بقاعة الشارقة بالخرطوم . حسن الفضل مركز توثيق تاريخ توتي [email protected]