ناشد عدد من الشماليين والجنوبيين المقيمين بالسعودية الرئيس عمر البشير رئيس جمهورية السودان ونظيره سلفا كير ميارديت رئيس دولة الجنوب «الوليدة»، العمل الجاد والمخلص من اجل ابعاد شبح الخلافات بين الخرطوموجوبا، والسعي الحثيث لترسيخ عرى الإخوة الصادقة، في ظل العلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين. وشددوا في إفاداتهم ل «الصحافة» على ضرورة ابتعاد جوباوالخرطوم معا عن أي دعم او مساندة، حتى ان كانت معنوية لأية جماعات او حركات مسلحة تسعى لا لالحاق الضرر بالبلد الآخر، حتى لا تتأزم القضايا بين البلدين. واعتبروا قرار الرئيس عمر البشير بالإفراج عن بواخر تحمل النفط الجنوبي بالإبحار، فعلاً إيجابياً يعزز حسن النوايا، ويتوجب على جوبا ان تقابله بخطوات مماثلة. وطالبوا بأن تجد قضية النفط الحلول العاجلة واللازمة، بعيداً عن التوترات وردود الافعال التي من شأنها ان تغذي الخلافات التي لن يستفيد منها إلا أعداء البلدين. وقال دينق ألور: لن أستطيع أن اخفي انني كنت سعيداً بالانفصال، غير انني كنت انظر الى هذا الانفصال على انه سيكون انفصالاً جغرافياً فقط، خاصة أننا مازلنا وسنبقى نتواصل ونتعامل مع الشماليين كما هو حال اهل الشمال مع الجنوبيين .. وقد حزنت جداً لما وصلت اليه الاحوال بين البلدين، في ظل خلافات حول عائدات النفط، فضلا عن قضية أبيي. وأضاف: أدعو القائد سلفا كير ميارديت، والرئيس عمر البشير الى العمل الجاد والمخلص من اجل شعبي البلدين، خاصة أن الحرب التي كانت مندلعة طوال السنوات الماضية احدثت خراباً كبيراً، وبالتالي يجب توظيف الوقت من أجل الوصول الى اتفاقيات دائمة وسلام متواصل، حتى تتحقق التنمية المنشودة في البلدين. واعتبر الإفراج عن نقالات النفط الجنوبي عملاً إيجابياً من شأنه أن يعزز حسن النوايا، مطالبا بالمضي قُدماً في هذا الطريق. وقالت لبنى محمد الحسن: نحن لا نريد لهذا الوطن الا ان يعيش واهله في سلام وامن، ورغم حزننا على فقد جزء عزيز علينا، الا اننا لا نملك غير الامتثال لارادة سكان الجنوب، ومن هذا المنبر ادعو القيادة السياسية في الخرطوموجوبا لاعمال حسن النوايا، وبذل الجهود لردم الهوة، ومحو الخلافات من أجل شعبي البلدين. وأكد صديق عبد الحي الماحي أن أية خلافات بين جمهورية السودان ودولة جنوب السودان تعتبر خصماً من مسيرة الشعوب الباحثة عن حياة كريمة، لذلك يبقى من الغباء السياسي أن تترك هذه الخلافات دون إيجاد حلول حاسمة وعاجلة. وأضاف: نحن نعوِّل كثيراً على استئناف المفاوضات في العاشر من هذا الشهر باديس ابابا ن بحثاً عن حلول ستكون متاحة ان صدقت النوايا بين المفاوضين، الذين نود ان نذكرهم شمالا وجنوبا بأن شعبي البلدين يتطلعان لحسن الجوار والافادة من خيرات بلديهما، كما يجب أن تبعتد جوباوالخرطوم معاً عن التعاطف او دعم أية جماعات او حركات مسلحة من شأنها الحاق الضرر بالبلد الآخر. وأوضحت أقينس لوكا أن حالة الغبن يجب أن تختفي الى الأبد، ويجب أن يكون شمال السودان وجنوبه نموذجاً لبقية الشعوب التي تتطلع لحياة كريمة على اراضيها، ويجب أن تحسم مسألة النفط باتفاق مرضٍ للبلدين، حتى تختفي الاتهامات المتبادلة بين الخرطوموجوبا. وقالت: نحن بوصفنا جنوبيين لن نستطيع أن نستغني عن مساعدة الشمال، كما أن الشمال يصعب عليه أن يترك الجنوب، وبالتالي يكون التعاون المشترك هو أقصر الطرق لتحقيق المصالح الشعبية المشتركة. وتساءل أحمد فضل السيد قائلاً: لمصلحة من تتوتر العلاقات بين جوباوالخرطوم، وقال: «لو أجري استفتاء بين شعبي الجنوب والشمال سيتبين للسياسيين ان الشعبين يتطلعان للعيش بسلام وأمن، حتى ينصرف الجميع لمشروعات التنمية»، مؤكداً أن الحرب اضرت بالشمال والجنوب معا، وجعلت الشعبين يعيشان المعاناة، في حين أن الموارد كافية لتحقيق العيش الكريم. وذكر خالد صافي الدين أن الخلافات الدائرة حالياً حول النفط يجب أن تصل الى تسوية مرضية للبلدين، فالجنوب ليس في مقدرته بين ليلة وضحاها أن ينشئ أنابيب لنقل النفط، كما يصعب على الشمال ان يتخلى فجأة عن نفط الجنوب، وهذا يعني أن البلدين في حاجة لتعاون حقيقي بعيدا عن المهاترات التي لا تجدي نفعاً. وشدد جيمس أندلوق على حتمية إيجاد حلول سريعة لحالة التوتر التي تظلل سماء جوباوالخرطوم، مؤكدا ان البلدين لا فكاك لهما البتة من التعاون المشترك بما يخدم مصالح الشعبين. وقال: ينبغي ألا يكون الانفصال بداية لحالة تناحر تبلغ حد الحرب، خاصة ان الشمال والجنوب معا اكتويا من نار الحرب، واحسب انه قد آن الاوان لإنهاء حالة الاحتقان بالوصول الى اتفاق مرضٍ للطرفين، والمضي قُدماً في تحقيق شراكة اقتصادية وسياسية. وطالب عبد السيد الوسيلة القيادة السياسية في الخرطوموجوبا بأن تدفع مسيرة التفاوض المرتقب في العاشر من الشهر الحالي باديس أبابا، حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي وملزم يتم بموجبه نقل نفط الجنوب عبر الشمال. وقال: لقد تعبنا من الحرب وتبعاتها، وكنا نتطلع إلى أن تكون نيفاشا آخر محطات التفاوض حول القضايا الخلافية، وبطبيعة الحال فإن أهل الشمال كما هو حال أهل الجنوب يتطلعون لإنهاء حالة الاحتقان والتوتر، حتى ينعم الشعبان بخيرات بلادهم، دون إتاحة الفرصة لمن يريد النيل من هذه العلاقات، واستحسن الإفراج عن بترول الجنوب بالسماح للبواخر بالابحار، ولعل ذلك سيدفع المفاوضات القادمة إلى الأمام.