كل من يشنف أذنية اسم مهيد يتبادر له بأنه من الأسماء العربية الفصيحة المصدر، لكن علمت بأن مهيد معناه بالدارجة المرتب أو المنظم، وأيضاً كل من تكتحل عيناه بفتى في ريعان شبابه كالغصن اخضرارا واثق الخطو عالي كالطلع النضيد، باسم كأنما به يورث الازهار التفتح والانشراح. داني كقطوف الجنان للمحتاج والضعيف. وأبعد من سهيل عند العفة وصون الارض والعرض. قسى فالأسد تنفر من قواه ورق حتى خشيت ان يذوبا أشد من الرياح الهوج بطشاً وأسرع في الكرى منها هبوبا نعم لقد ملأ فضاءاتنا حيث وحين كان بيننا كالنسيم العليل، وإعصار تسونامي قد هز واقتلع خيامنا وكناسنا برحيله، وخلف سحبا داكنة من الحزن والكآبة خيمت على سماواتنا الدنيا بالرغم من انشغال الاصغرين به «القلب بالتذكر واللسان بالذكر» لما تركه من حسن السجايا والنوافل التي تزين القول وتحليه في أذن المستمع. يممنا صوب قريتك الراحلاب في قلب بادية البطانة وقد كنت بيننا ولم تكن، كنت بجسدك الطاهر ولم تكن بروحك السمحة المضيافة، ويشهد خير الشاهدين أولاً وزملاؤك عندما علمت انهم بمدينة مدني لعزاء، وبالرغم من ان المسافة بينكم تفوق اربعين ميلا فمازلت تغلظ عليهم بالحلف وتتابعهم بالتلفون الجوال حتى استضفتهم في رحاب داركم العامرة بسيرتكم وبرهطكم وعشيرتكم التي ورثتكم الطبع والتطبع ونعم الإرث والميراث. وصلنا الراحلاب وتيقنا بان الارض الطيبة لا تنبت الا طيبا وقد كانت حبة انبتت سبع سنابل وفي كل سنبلة مائة حبة وكانت مضاعفة من المولى عز وجل وتمثلت في الرائد مهيد أحمد الشيخ رجل يمثل أمة بحالها. وقد كان يماثل الاشارة في بهائها حيث حل بدوحها فحنت عليه حنو المرضعات على الفطيم، وها هي اليوم نائحة ثكلى. نتمنى من المولى العلي القدير ان تكون لنا العبرة بفراقك وكأنك الفاروق عمر رضي الله عنه حينما كان اسلامه فتحا، وهجرته نصرا، وولايته رحمة. بالرغم من اننا لن نتجاوز السنة الحميدة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، عند وفاة ابنه ابراهيم وقد حزنت قلوبنا وفاضت مآقينا بسخين الدمع عليك، والقول الفصل لخالقنا وواجدنا من عدم سبحانه وتعالى «إنا لله وإنا إليه راجعون». صدق الله العظيم.