*جاء حفل القرعة الذى نظمه اتحاد الكرة أمس الأول راقيا ورفيع المستوى وبنفس الطريقة التى تنتهجها المؤسسات العالمية والقارية التى تدير منشط كرة القدم فى العالم . كان التنظيم جيدا درجة الامتياز والمكان مرتبا ولائقا بعظمة المناسبة وزاد من جماله الحضور الكبير والمتميز، وقد أكد الاتحاد اهتمامه و احترامه لهذه المنافسة من واقع أنها البطولة الأولى فى البلد. *عملية القرعة تمت بهدوء وشارك فى سحبها المعنيون بالأمر وهم ممثلو أندية الدرجة الممتازة ويحسب للجنة المسئولة أنها وضعت فى الاعتبار الظروف الجغرافية والمساحة وصعوبة الحركة وبُعد المسافات بين مدن الممتاز ووضعت كافة المحاذير تحسبا لأى خطأ قد يؤثر سلبا على جريان البطولة وعدالتها. *الكلمة « الارتجالية » التى الغاها الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد جاءت شاملة وقوية ومبشرة ومليئة بالحقائق ومطمئنة وفيها كثير من الاشارات التى تدعو للتفاؤل ويحسب له أنه ابتدر حديثه بالترحم على أبناء الوسط الرياضى الذين رحلوا من دنيانا ، وكشف خلالها عن المردود الايجابى لمشاركة المنتخب الوطنى فى النهائيات الأفريقية والتهانى التى تلقوها من قادة الكرة فى القارة بعد النتيجة العامة التى حصل عليها صقور الجديان، وكان أبرز ما كشف عنه الدكتور معتصم هو توصلهم لاتفاق مع شركة سوداني لرعاية الدورى الممتاز، وهنا لابد لنا أن نشيد بادارة سوداتل على هذه الخطوة التى تؤكد وطنية هذه الشركة وقوميتها وانفعالها مع حركة المجتمع ودعمها للمؤسسات والأنشطة التى تستحق . *رعاية شركة « سوداتل » للدورى الممتاز تعتبر انجازا للاتحاد ودعما للبطولة الكروية الأولى فى السودان على اعتبار أن فيه دعما ماديا مباشرا لنشاط كرة القدم على أعلى مستوى كما فيه اسهام وتشجيع وتطوير اللعبة على اعتبار أن الدورى الممتاز هو المنافسة التى تسمى الأبطال الذين يمثلون السودان خارجيا وهو الشريان الرئيسى والوحيد الذى يتغذى منه المنتخب الوطنى بالتالى فان دعم « سوداني » ورعايتها للدورى الممتاز هو مشاركة فعلية لها فى تسيير وتطوير المستوى العام لكرة القدم فى السودان وهذا ما يجعلنا نشيد بهذه الشركة واسهامها المتواصل فى شتى الضروب واهتمامها المتعاظم بالمؤسسات والمشروعات وانفعالها الدائم مع قضايا وهموم المجتمع دون أن تنظر لمبادئ الربح والخسارة وهذا ما يميزها عن نظيراتها الأخريات، ونرى أن فى رعايتها للدورى الممتاز يعتبر مكسبا كبيرا لها ومن شأنه أن يضاعف من حجمها وقيمتها واحترامها ويخصص لها موقعا فى قلب وعقل كل سوداني من واقع اسهاماتها الوطنية المتعددة والمستمرة، فشركة سوداتل ظلت تجسد « سودانيتها ووطنيتها وقوميتها » فى كافة المناسات التى لها علاقة بالمواطن السوداني، وهذا الانفعال الايجابى والتجاوب يحسب للقائمين على أمر هذه الشركة العملاقة والتى ظلت تؤكد فى كل مرة أنها « سودانية الأصل وطنية الهوى » وهى بالحق مفخرة لكل سوداني . *التحكيم أساس الاستقرار *لا يختلف اثنان على أهمية الدور الكبير الذى يلعبه حكام كرة القدم فى اللعبة حيث يعتبرون من الركائز الأساسية فى العملية ، وان كان اللاعب هو العنصر الرئيسى فى اللعبة فان الحكم هو عامل لابد منه فيها « أي اللعبة » ومن دونه لن يكون هناك نشاط . هذا من جانب ومن اخر فان تطور اللعبة أو تدهورها - استقرارها أو عدم استمرارها أو توقفها - جودتها أو فشلها - نظافتها ونزاهتها أو بطلانها كل ذلك مرهون بأداء الحكام، فان جاء سليما وصحيحا وعادلا فان ذلك سيؤدى الى قوة المنافسة والعكس ففى حالة أن يجئ الأداء رديئا وضعيفا فسيؤثر ذلك وبسرعة على كل المنافسة وقد يقتلها. *بعد أيام قلائل ستنطلق منافسة الدورى الممتاز للعام 2012 ولا تحتاج هذه البطولة منا للحديث عن مدى أهميتها وكم دفعت ادارات الأندية من أموال فى سبيل الاستعداد لها وتحضير فرقها ومن الممكن أن يبقى كل ذلك بلا قيمة اذا لم يأت أداء الاخوة الحكام بالمستوى المطلوب ، وما نود قوله ونتمناه هو أن يجتهد الحكام « بقدر الامكان » فى بسط العدالة واداء واجبهم بالمستوى الذى يجعل الجميع يرضون عنهم. *لقد كثر الحديث فى المواسم الماضية عن سوء أداء الحكام وظل البعض يحملهم مسئولية التردى العام فى المنشط وأنهم هم الذين يحددون بطل المنافسة ويسمون الهابطين منها وباتوا محل ترصد واستهداف معظم الاداريين والأقلام و بمثابة « شماعات يعلق عليها الفاشلون اخفاقهم » ، وحتى يثبت الاخوة الحكام أنهم العنصر الأساسى فى اللعبة وأنهم قضاة ملاعب فعليهم أن يجتهدوا فى تجويد أدائهم وأن يعطوا كل ذى حق حقه، وحتى يكونوا كذلك فعليهم التحلى بالشجاعة والصرامة، وألا يجاملوا أو يحابوا وأن يحرصوا على تطبيق القانون وقبل كل ذلك عليهم أن يرفعوا لياقتهم . *فى سطور *ان كنا قد رأينا أن البث التلفزيونى لمباريات الممتاز يقلل من العائد المادى للمريخ والهلال وان كنا قد ساندنا طرفى القمة فى مطالبتهما فى هذا الشأن فهذا لا يعدو أن يكون « مجرد وجهة نظر حرصنا على دعمها بالأرقام » وهذا الرأى قد يكون صائبا وأيضا قابلا للخطأ ولا نرى فيه اساءة أو مساس بالاتحاد العام، ونرجو أن يميز البعض ويعيد القراءة بدلا من « العتاب والكلام غير المسئول والتعليقات السخيفة ».