رغم ان الممثل والمخرج ياسر عبد اللطيف قد يكون صاحب عطاء قليل في الساحة الدرامية بالسودان لكنه من المشاهير في المنطقة العربية وله حضور كبير في الدراما السورية والمصرية وقد تابعنا في ملف «قرية الفنون» يوم الأحد الماضي تجربته في سوريا حيث سجل موقفا غريبا خلال تمثيله واخراجه لمسرحية «عدو الشعب.. ليس إلا..» على مسرح «الأسد» في «دمشق» ، وهي عن نص للكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن حيث اعلن وهو بالخشبة توقف العرض وسط دهشة الجمهور. ياسر عبد اللطيف من مواليد ولاية سنار لكنه عاش ونشأ وترعرع بمنطقة شمبات الزراعية بالخرطوم بحري حتى المرحلة الثانوية حيث ظهرت موهبته في العزف على بعض الآلات الموسيقية مثل الجيتار وشارك بالدورات المدرسية في مجالات المسرح والغناء ثم كوّن مع يحيى فضل الله والرشيد احمد عيسى فرقة اتحاد الشباب السوداني للمسرح التي قدمت عدداً كبيراً من العروض المسرحية في الاندية والجامعات والمراكز الثقافية في فترة الثمانينات رغم المضايقات التي كانت تجدها من بعض التنظيمات السياسية التي كانت تصنفهم مرة مع اليمين ومرة مع اليسار وتارة ختمية واخرى تبع انصار الامام المهدي. بعد الثانوية كانت رغبته السفر الى الهند لدراسة السينما وكانت اسرته تريده طبيبا او مهندسا او ضابطا في الجيش لكنه درس في معهد الموسيقى والدراما وجلس احتياطيا لعام كامل ثم انتقل اساسيا مع ابناء دفعته صالح عبد القادر وعبد الحكيم عامر ولؤي حامد وابوبكر الشيخ وابراهيم عوض وهادية بدر الدين وسمية قسم وتهاني عبد الله وايمان ابراهيم، ووقتها حدثت مشاكل كثيرة بالمعهد تمثلت في اعتصام الطلاب بسبب عدم وجود مقر للمعهد ودراسة السنة الاولى في مدرسة المزاد الابتدائية والثانية في شمبات والثالثة في الفنون الشعبية اضافة الى ان سياسة التعليم العالي الجديدة بعد الانقاذ قضت بدخول 60 طالبا بدلا عن 20 طالبا وبسبب الاعتصام تم ايقاف الدراسة في المعهد وهو في السنة الثانية. سافر ياسر عبد اللطيف الى سوريا ليكمل دراسته للتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية ومعه فقط 50 دولارا سمحت بها اجراءات السفر وكان يريد الدراسة في مصر لكن سوء العلاقات بين الخرطوموالقاهرة حال دون ذلك ودرس سنتين في دمشق وتخرج فيها عام 1993 وتم تعيينه في المعهد في وظيفة معيد ومساعد تدريس واستقر به المقام في الشام ومنذ عام 1991 لم يرجع الى السودان الا عام 2009 م. اشتهر في سوريا مدرسا في المعهد وممثلا في المسرح القومي والتلفزيون والاذاعة وقدم اعمالا كثيرة في عدد من الدول العربية منها تونس والمغرب ولبنان والاردن ونجحت تجاربه المسرحية الأولى و هي أربعة عروض بدءاً من مسرحية «النّو» التي حازت على جائزة أفضل عرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1993 ، و«الليلة الثانية عشرة» لشكسبير تحت إشراف المخرج البولوني يان مسكو فيتسكي ، و «تقاسيم على العنبر» للمخرج العراقي جواد الأسدي اضافة الى نجاح المسلسلات التي قدمها حيث قام بدور مؤتمن الخلافة جوهر في مسلسل صلاح الدين الأيوبي وياقوت في الزير سالم وجبر في مطلوب رجال وقدمّ افلاما كثيرة مع المخرج السوري الشهير نجدت انزور منها «ملك الرمال» تم تصويره في بيروت ومسلسل بعد السقوط والسلسلة الكوميدية بقعة ضوء وشارك بمسلسل «الحسن والحسين» وهو انتاج سوري كويتي تم تصويره في المغرب واثار جدلا فقهيا وهاجمه رجال الدين الذين رفضوا اول الامر تجسيد صور احفاد الرسول صلى الله عليه وسلم في المسلسل ولكن تم حسم الامر بعد نقاش وفتاوي كثيرة وعرض المسلسل ومثل ياسر دور الملك الحبشي النجاشي وشارك بالمسلسل التاريخي «كليوباترا» السوري المصري بطولة سلاف فواخرجي وبرز في دور «هيرجو». وشارك في مسلسل «قمر بني هاشم» وهو انتاج سوري سوداني وقام هو بدور بلال بن رباح وقدم محمد عبد الرحيم قرني دور ابرهة وقدم مكي سنادة دور النجاشي وشارك عام 2012 في المسلسل الشهير «عمر بن الخطاب» وقام بتمثيل دور النجاشي. وكان من المفترض ان يشارك في مسلسل «الخواجة عبد القادر» في دور الشيخ عبد القادر احد شيوخ الطرق الصوفية مع النجم يحيى الفخراني الا انه لم يشارك في المسلسل بسبب ارتباطه بعمل درامي آخر وشارك فقط بتقديم النصح والارشاد وشرح اللغة الدارجية السودانية والتعريف باسرار الطرق الصوفية بصفته متصوفا وصاحب خبرة ودراية باحوال اهل الليل والطار والسبحة والمديح.