غيب الموت رقية الرشيد نمر، بعد رحلة قصيرة مع المرض وصراع لم يدم طويلا غادرت بعده دنيانا الفانية زادها في الرحلة الابدية دعوات صالحات تفيض رحمة تنزل شآبيبها علي قبرها الذي ضم الخير الماطر مع نسمات صبح باردة تسارعت فيها الخطى عند صلاة الفجر في مدينتها الواعدة التي خبرت دروبها وازقتها وحيشانها، وتركت في كلٍ ذكرى وضحكة . كانت رقية سيدة نساء القبيلة، ماحلت في جمع منها الا وشغلت القوم بنقاء السريرة ومدد الحضور وحلو الحديث وروح الدعابة. كانت نخلة شماء تقتني الخضرة وتهدي اطيب الثمرات تطوي مسافات الحرمان لطارق بابها بعطاء كثير يحكي وفير الزاد المتوارث ابا عن جد، في زمان توصد الابواب فيه عند صوت السائل فتجفل الملائكة من دار لم تعد بنعمة ربها تحدث وتخرج معلوم نصابها . رحلت رقيه فافتقدنا البدر المنير .... وجها تفرد بالضياء .... وافتقدناها عند المساء والشمس تزحف نحو بيتها في ذاك المكان الذي عطرت شذاه بضحكتها فدخلت القلوب التي تمزقت اليوم وهي تجترع مر الصور . كان لرقية رصيد وافر من محبة الناس امتلأت به خزائنها العتيقة حتى فاضت، فامتدت لتكون واحة في خصر الجزيرة البعيدة التي تشهق عند الصبح فتمتلئ بموج البحر الصافي الذي استوى مع قلب رقية في نبض لم يتوقف عن التدافع بجميل يطوق اعناق الجميع . كانت رقية مثل رمال مدينتها لونا وصفا مغسولا ونقيا ممهورا بفراق الاحباب، مجدولا عند الركن الغربي مبعثرا عند رحيل القماري، مختلفا عند الغوص فيه، محمولا عند التسفار بعيدا، ملتحما مع دفء قلبها عند الصباح والريح تبعث السلام تنقش تقاطيع وجهها علي باب غرفتها التي لم يدخلها احد منذ ان غادرت رقية ظل المدينة والشجر. في حلكة الظلام تسربت رقيه مقسمة الا ترى الشمس ثانية ولاتجمع الامنيات مرة اخرى ولاترشف الكأس الملئ بالحليب عند الطاولة القديمة، ولاتمشى علي اثنين في ازقة (أليس) التي فارقها الصباح وعلا فيها الصياح الموجع فأثقل النواح عيون عاشقيها وخلت المدينة من نيام .. وثب الجميع يودع البحر العريض المملوء بالورود .. رقية النبع والشجر. همسة بين الرحيل والاياب مدائنا تنزف،،،، جروحا من عذاب ،،،،،،،،،،،،، فترتوي ارضي بلوعة الشجن المقيم،،،، يا حاطبا في الليل اجنحة الرحيل،، وداعا فالقلب بعدك ينطوي علي عمق المصاب