بدأت فكرة رابطة الجزيرة للآداب والفنون في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكانت هناك أكثر من جماعة تعمل في داخل المدينة، ومنها رابطة تهراقا، وبدأت اتصالات مكثفة لتوحيد الجهود في رابطة تجمع الكل. وكان من حسن الحظ ان كان على رأس القسم الثقافي بإعلام مدني الأستاذ محمد الحاج محمد صالح الذي ترأس الرابطة في بدايات عهدها. والآن والرابطة التي يتواصل نشاطها الأسبوعي، وقد بلغت سن الأربعين، وهي تعد لاحتفالية كبرى وانطلاقة جديدة في ذكرى مرور أربعة عقود على انشائها وتأسيسها، نأمل أن تخرج عن الأطر التقليدية التي تصاحب هذه الاحتفالات، وللرابطة مشروعات طموحة ورؤى متجددة نرجئ الافصاح عنها إلى حينها.. ولكننا هنا نؤكد أن هذه المشاريع في حاجة إلى الدعم والاسناد من كافة قطاعات المجتمع السوداني.. فالرابطة لم تكن لود مدني وحدها، بل كانت للجزيرة وللسودان كله.. وامتد اسهامها إلى منابر واصدارات ثقافية منذ السبعينيات في مناطق مختلفة من الوطن العربي الكبير. وميزة الرابطة انها كانت كياناً جامعاً لمبدعي الجزيرة، وكانت لها أوثق الصلاة بأدباء وكتاب سودانيين كبار نذكر منهم: الراحلين المجذوب ومحمد عبد الحي والأستاذ عبد الله محمد ابراهيم، ومن الأحياء: أ.د. عبد الله علي ابراهيم وأ.د. محمد المهدي بشرى ومحمد عوض عبوش، الذي صار عضواً أصيلاً فيها لأكثر من عقدين من الزمان وغيرهم. وقد كانت الرابطة حفية بالنشاط التشكيلي والمسرحي والترجمة، إلى جانب الرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي والتراث الشعبي.. وتميزت الرابطة بتوثيق الصلات مع الروابط الاقليمية الأخرى شريكتها في الهم الثقافي خاصة رابطة سنار الأدبية وأولوس وغيرها.. كما اجتهدت في بعض الفترات لانشاء فروع لها في الجزيرة.. وقدم بعض أفرادها: الراحل طه كرار وعبد الحليم سر الختم وبابكر صديق برنامجاً ثقافياً تلفزيونياً لازال مشاهدوه يذكرونه بكل خير.