عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!! (2/2)    المسابقات تجيز بعض التعديلات في برمجة دوري الدرجة الأولى بكسلا    صلاح-الدين-والقدس-5-18    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتشار الجيش خارج أبيى تم بشروط وضمانات
والي جنوب كردفان أحمد هارون ل الصحافة 1 - 2
نشر في الصحافة يوم 30 - 05 - 2012

هل من تسوية بموجبها انسحب الجيش السودانى خارج أبيى؟ هل أصبحت كاودا عصية عسكريا؟ هل ستتفاوض الحكومة مع الحركة الشعبية الشمالية وفق الاتفاق الاطارى؟ هل من تنازلات حكومية فى شأن العون الإنسانى؟ كيف ينظر للعلاقة بين شعبى البلدين السودان وجنوب السودان؟ كيف ينظر الوالى لحراك أبناء جبال النوبة؟ وضعت كل هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عليها لاحقا في الحلقة الثانية من هذا الحوار على منضدة مولانا أحمد محمد هارون والى جنوب كردفان فالى افاداته.
* نبدأ معك السيد الوالي من آخر حدث في ولاية جنوب كردفان وهو انسحاب الجيش خارج أبيى هل من شروط أو ضمانات ؟
عملية انتشار الجيش السودانى خارج أبيى مرتبطة ارتباطا لا يقبل التجزئة بانشاء الهياكل الادارية لأبيى من حكومة تنفيذية ومجلس تشريعى وشرطة وكل المتطلبات التى تتصل بحياة المواطنين وقد تلقت رئاسة الجمهورية ضمانات كافية بذلك القرار .
* ضمانات من من ؟
رد بحسم من كل الأطراف المعنية وكل الوسطاء وغيرهم ، والضمان الأكبر ان عدتم عدنا !
* هل عجز الجيش عن تحرير كاودا ؟
لا أبدا ! كل الجهود والقدرات محشودة تماما لانفاذ توجيه قرار رئيس الجمهورية «استعادة كاودا » وقد بدأت الحركة الميكانيكية لذلك ،وقريبا قريبا سيوضع قرار السيد رئيس الجمهورية موضع التنفيذ وسيحتفل الشعب السودانى بذلك ولا محالة ،فكاودا عائدة .. عائدة .
* ماهى مهام وطبيعة زيارتكم لأرتريا ضمن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية؟
الزيارة كانت لمشاركة الشعب الارترى الشقيق احتفاله بالعيد الوطنى بمناسبة استقلال ارتريا وكانت أيضا لبحث العلاقات بين البلدين على النهج الذى عبر عنه وزير الخارجية وأيضا لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية تنمية وتطوير تلك العلاقات والدفع بها الى الأمام .
* لماذا السرية فى اعلان مرافقة شخصكم للرئيس ؟
لا أعتقد أن هنالك سرية أو خصوصية حول الزيارة وقد شمل التصوير أثناء جلسة المباحثات كل أعضاء الوفد بمن فيهم أحمد هارون .
* هناك تسريبات تفيد بأنكم التقيتم الحلو ونفر من أبناء النوبة أثناء هذه الزيارة بارتريا ؟
لم يكن ذلك واردا ولم يكن مخططا له وليس هنالك أدنى صحة لمثل هذه الأحاديث .
* هل زار عبد العزيز الحلو فى هذه اللحظات ارتريا ؟
عبد العزيز الحلو لم يزر ارتريا اطلاقا.
* هناك معلومات تفيد بأن ارتريا دربت أفرادا عسكريين للحركة الشعبية ؟
أبدا ! بالعكس ارتريا أولا ليس فيها أى وجود لحركات معارضة داخل ارتريا ولم ألاحظ ذلك من خلال النقاشات التى تمت ،العلاقات السودانية الارترية فى أفضل حالاتها وأوقاتها الآن .
*هل ستجلس الحكومة مع الحركة الشعبية الشمالية بموجب قرار مجلس الأمن 2046 ؟
قرار المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى واضح أكد ونص بوضوح على تحفظه ورفضه لهذه الفقرة من قرارات مجلس الأمن ولن يفرض علينا مجلس الأمن ما لا نريده ،وهذا ما أكده أيضا السيد رئيس الجمهورية .
- ولكن الرفض سيفرض عقوبات على السودان ؟
ما هو أى قرار انت بتتخذه بتعمل حساباتك وبتحسب فيه حسابات الكلفة والخسائر فيه .
- فهل الحكومة أحكمت حساباتها ؟
بالطبع بالطبع المؤتمر الوطنى والحكومة لديها أجهزة تدرس وتحلل وتقيم وفق الدراسات والتقويمات التى تتم يكون اصدار القرارات ،لأنه من ناحية اجرائية خارطة الطريق تتحدث عن مشكلات بين دولتين ،أما هؤلاء فقضيتهم قضية داخلية بالتالى السودان هو من يحدد وسيرتب كيفية الحديث معهم ان رغب أن يتحدث معهم ان كانت ثمة مقتضيات لذلك .
* ظللتم ترفضون الاتفاق الاطارى منذ أن ظل يردده ليمان مبعوث الرئيس الأمريكى للسودان منذ فترة كاطار للحل بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية لماذا ؟
اعتدل فى جلسته وقال بحزم شديد وتوعد! شوف رؤيتي واضحة، الوثيقة المتفق عليها والتي عكفنا علي انفاذها ست سنوات هى الأساس «ZERO POINT» وأردف نقطة الانطلاق من الصفر ،بعد كدا فى هذا السياق اذا ظهرت أي مستجدات أخرى تقتضى حلها فى حينها والتعاطى معها يمكن أن يتم ذلك،ولكن تقييمى الشخصي ليمان مطالب قبل أن يظهر بدور الحكيم والناصح والمرشد عليه أن «يطلع الدرب من بيته أولا» وقد عرضت عليه خطة الحرب الأخيرة فى جنوب كردفان واحتلال كادقلى من قبل الحلو، وقال «هذا مشجع جداً» «ENCOURAGING» ،وهى ذات العبارة التى قالتها السفيرة الأمريكية عندما عرض عليها صدام خطة اجتياح الكويت .
* ليمان المبعوث الأمريكى نفسه ؟
نعم ليمان نفسه !خاصة خطة احتلال كادقلى واتخاذها رأس جسر مثل بنغازى للزحف الى الامام لاسقاط النظام ككل ، علي ليمان أن يبرر موقفه هذا !حتى يصبح أخلاقيا مؤهلا لتقديم نصائح أخرى بشأن السلام ،الآن هو أحد المحرضين الأساسيين ومن المشجعين على الحرب في الولاية ،وبالتالى يصعب قبول أى أطروحة منه بشأن السلام .
* لماذا تحفظ المؤتمر الوطنى على الاتفاق الاطارى ؟
فى حينها أبان المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى أسباب تحفظاته ورفضة لهذا الاتفاق لأسباب قدرها وهذه هى المؤسسة الحاكمة والقائدة لمؤسسية الفعل السياسى والتنظيمى فى المؤتمر الوطنى ،حيث أنه لا يزال قرارها ساريا ،فيبقى من العبث أى حديث عن تجاوز ذلك القرار .
* ولكن ماهى الأسباب تحديدا ؟
الأسباب كانت واضحة وتم بيانها فى حينها ولا جديد حتى الآن .
* ما هى تلك التحفظات ؟
مضمون تحفظ المكتب القيادى على الاتفاق الاطارى ،انو يعيد لتأسيس علاقة شبيهة بالأوضاع التى تأسست مع الجنوب وفق اتفاق نيفاشا السابق ،وهناك فارق ما بين تلك الأوضاع والأوضاع الناشئة حاليا ،ليس رفضا للسلام كمبدأ ولكن حسب علمى هو التحفظ الأساسى الذى بنى المكتب القيادى قراره عليه .
* هل هنالك مسائل سياسية لم تكن واضحة الرؤى ؟
كما ذكرت لك مضمون قرار المكتب القيادى أن الاتفاق الاطارى من شأنه أن يؤسس لأوضاع شبيهة بالتى أسستها نيفاشا ،فنيفاشا فيما أسسته من أوضاع وفق المعطيات الموجودة أمامها كان ذلك مقبولا وصحيحا .
* هل معنى ذلك أنه بمثابة نيفاشا تو كما يسمونه ؟
أما السعى لتأسيس وضع شبيه بذلك مع الحركة الشعبية شمال السودان لم يكن ذلك مقبولا ،يعنى المكتب القيادى مارفض نيفاشا كرفض ولكن دا مقاس جلابية لا يتسق مع الجماعة ديل ،وهذا ليس لأن الجلابية سيئة لكنها ليست مقاسمهم .
* اذا ماهى الرؤية الكلية المطروحة للحل ؟
أولا لابد من فك الارتباط الكامل بين قضايا هذه المناطق وجنوب السودان ،ما يجرى الآن ليس متصلا أصلا بمشكلة جنوب كردفان المعروفة ومشكلة جبال النوبة المعروفة ومشكلة جنوب النيل الأزرق المعروفة ومشكلة دارفور المعروفة أيضا فما يجرى الآن عبارة عن ارتزاق لصالح جنوب السودان وما هو مرفوع من أجندة تخص جنوب حكومة السودان وتمثل آمالها وتطلعاتها ،ليست لديهم قضية تخصهم حتى نتعاطى معهم الآن.
* ماذا يشمل فك الارتباط ؟
يشمل فك الارتباط السياسى والتنظيمى وفك الارتباط العسكرى بين الفرقتين التاسعة والعاشرة واللتين تقاتلان فى جنوب كردفان والنيل الأزرق ،كلها عمليات مطلوبة من ثم تحديد ماذا يريدون ،هم الآن يخدمون من تحت أجندة الغير ،فعندما يتحررون ويطرحون قضيتهم الخاصة بهم وحتى التى تخص السودان كدولة مابعد انفصال الجنوب يمكن حينها النظر فى أين نتفق معهم وأين نختلف ولكنهم متماهون تماما الآن مع قضية الجنوب
* اذا ماهو اطار الحل المطروح من قبلكم مع الحركة الشعبية شمال السودان؟
الاطار المطروح وفق ماتبقى من المسائل العالقة فى اتفاقية السلام الشامل ،والترتيبات الأمنية هى القضية المفتاحية التى بحلها سينفتح الباب واسعا لحل القضايا الأخرى .
* لماذا رفضت الحكومة المبادرة الثلاثية ؟
كما صرح المتحدثون باسم وزارة الخارجية وقيادة الدولة والحزب على المستوى الاتحادى أن قرار مجلس الأمن بقدر ما حمل أشياء جيدة ويمكنها أن تسهم فى حل المشكلات أيضا حمل أشياء أخرى سلبية ولم يتحدث أحدا بأن هذا القرار بكامله كان قرارا جيدا ولذلك سنتعامل مع ما هو جيد ونترك ماهو سيئ .
* لماذا تحفظت الحكومة على المبادرة الثلاثية ؟.
لا شك أننا نملك تجربة تراكمية جيدة في التعامل مع الملف الإنساني فلابد من الاستفادة منها جيداً،تجربة شريان الحياة في جنوب السودان وتجربة دارفور، فالأولى قد أطالت أمد النزاع ،حيث عملت علي توفير مواد القتال للجيش الشعبي أكثر من تقديم اغاثة !حيث كانت تذهب كل أو غالبية المعينات الإنسانية لجيش الحركة دون أن تذهب الاغاثة للمتضررين أو المحتاجين وهم اما نزحوا لشمال السودان وهو الجزء الغالب منهم أو صاروا لاجئين لدول الجوار الأفريقى ،وقد أصبحت العملية عبارة عن فرع امداد كامل للجيش الشعبى حتى عمليات الاسقاط الجوى كانت تذهب للجيش الشعبى وقد كان تعبان دينق «والى ولاية الوحدة الحالى » نفسه مسؤولاً عن الامداد في الجيش الشعبي ولا يجد المواطنين الا أن يلتقطوا الجوالات الفارغة ولا يتجاوز نصيبهم 10% فقط من المعينات الإنسانية اما الباقى كله يذهب لعساكر الجيش الشعبى وكان تعبان يقسم منه جزءا للجيش والباقى يذهب به لاستثمارات لمصلحة الحركة الشعبية ، وقد استغلت كل الطائرات والبوارج التي تعمل في العمل الإنساني لتنقلات القادة واخلاء الجرحى وبالتالى أصبحت العملية عبارة عن سلاح طبى وسلاح نقل للجيش الشعبى، وهذا باعتراف تقييم الأمم المتحدة نفسها للطريقة التى نفذت بها العملية وقد كانت الأمم المتحدة تجمع المعينات الإنسانية من الدول والمانحين وتضع برنامجها، وتعتمد فى توزيعها على منظمات أخرى فى الدول المعنية أو منظمات طوعية لتنفيذ العملية لتوزيعها ،فكان التقييم أن معظم المنظمات الطوعية الغربية التى أوكل لها عمليات التنفيذ كانت متحيزة بشكل سافر للجيش الشعبى ،وأن العملية بشكلها فضلا عن المبدأ فى المسار السياسى للجيش الشعبي «قاتل وفاوض» أديا معا الى اطالة أمد الحرب والنزاع في المنطقة لفترة طويلة ، أما في دارفور أصبح التركيز رغم وجود القضية الإنسانية الا أنه تم تضخيمها لدرجة أنها اختطفت القضية الأمنية والسياسية وأصبح «النفخ» فى القضية الإنسانية لدرجة أن المنظمات نفسها فشلت فى تحديد عدد النازحين في دارفور، لأنه نشأت مجموعة طبقات مصالح من الوكالات والموظفين وما يسمى بشيوخ المعسكرات وغيرهم ،وبنيت ملفات حقوقية واعلامية «غبشت» الوعى تجاه القضية الرئيسية ،فالمقارنة التى نريدها ليس التعامل مع الأعراض والآثار ،ومعلوم أن لأى حرب آثارا وعلى رأسها الإنسانية ولكننا نرى أن أفضل طريق للتعامل مع الآثار الإنسانية التركيز على القضية الرئيسة أو المرض الرئيس وهوالحرب،ولذلك الأفضل أن نوقف الحرب ، وبعدها يسهل التعامل مع القضية الإنسانية ،أو على أقل تقدير أن نمتلك تصوراً للمسار السياسي الذى ينهى النزاع وفى سياقه تأتى عملية معالجة الآثار ،ولكن أن نغفل المسار السياسى ونركز فقط على التعاطى مع المسار الإنسانى هو عرض أو أثر ! أرى أننا «رايحين» نوطن للمشكلة ،وهذه هى من القضايا التى يثار حولها الكثير من دغدغة العواطف ، وهذا مثل شخص مريض بمرض رئيس في جسمه وانت ماداير تتعامل معاه فى المرض الأساسى ،بل تحاول أن تعطيه بندول لعلاج صداع فقط ،أعتقد أن هذه نقطة الضعف الأساسية فى المبادرة الثلاثية ، فكونها تسعى لفصل المسارات بشكل مختلف ،مسار إنسانى ماعندو صلة بمسار آخر يؤدى لوقف الحرب ،وحسب تقييمى الشخصي ان المبادرة الثلاثية ما هي الا رؤية امريكية وبعد شوية جاءت تحت لواء الأمم المتحدة ثم جاءت فى شكل سياق ثلاثى ولكنها هى ..هى ولا تغيير الا فى عناوين الأشخاص الذين قدموها.
* اللقاء بين الرئيسين البشير وسلفاكير هل سيتم خلال ايام ؟
حسب معلوماتى أن اللقاء وماهو مخطط له لقاء فريقى قيادة التفاوض الفريق السودانى برئاسة ادريس عبد القادر وفريق جنوب السودان برئاسة باقان أموم لترتيب المسائل التفاوضية وليس هنالك حسب علمى أى مخطط للقاء الرئيسين مع بعض وهذا أمر سابق لأوانه .
* هل لقاء الفريقين سيناقش فقط لترتيب الأجندة أم لبداية الحوار ؟
هو مرتبط بالترتيبات الاجرائية المتصلة باستعادة العملية التفاوضية وقد ينخرط الفريقان فى بحث القضايا ذات الصلة وعلى رأسها الملف الأمني، قد تتمخض هذه الاجتماعات عن بداية فى نقاش الملف الأمنى الأمر الذى يعنى أن تنعقد اللجنة الأمنية السياسية المشتركة .
* ولكن ألا ترى أن ذلك يتوقف على ازالة الجسور وتوفر الارادة لدى الطرفين ؟
بالطبع ستتوقف على مدى توفر ارادة حقيقية لدى الطرف الآخر وتتوقف على مدى جديته فى معالجة القضايا التى تسببت فى الأزمة الماثلة باعتباره هو الطرف المتسبب فيها .
* هل ستشركون الأحزاب والقوى السياسية فى المفاوضات ؟
المبدأ العام الحكومة طارحة برنامجا وطنيا كبيرا يؤسس لتوافق وطنى وواحدة من محطاته حكومة القاعدة العريضة ،هذا يعنى أن الحكومة منفتحة على التعاطى مع الآخر والأخذ والرد معه وتطوير المواقف الوطنية ،ولكن تنفيذ تلك الرؤى مسؤولية الحكومة وهى المسؤولة والمحاسبة وأجهزتها أمام البرلمان والرأى العام ، يجب أن نفرق بين شيئين بين أن نتداول وأن نستصحب أراءك ونتفق حولها ،وبين مسؤولية من يتحمل مسؤولية التفاوض والتوقيع النهائى ، لا أعتقد أنه فى العالم أن هنالك حكومة تتنازل عن مسؤوليتها ولكن فى كيفية أدائها لهذه المسؤولية لا ضير من أن تنفتح على كل الآراء الوطنية المطروحة فى الساحة .
* ماهى المنطقة الخامسة التى دخلت ضمن مناطق النزاع بين الدولتين وهل لدى الحكومة المبررات الكافية ؟
حسب علمى المنطقة الخامسة هى منطقة «ثلاثة عشر ميل» فى منطقة بحر العرب فى ولاية شرق دارفور ،هو ادعاء نشأ مؤخرا بعد أن قامت اللجنة المشتركة لترسيم الحدود باعداد تقريرها واتفقت على كل الشريط الحدودى فيما عدا النقاط الأربعة « وكاكا التجارية والمقينص وكفيا قنجى و حفرة النحاس» ،لاحقا فى اللجنة السياسية الداعمة التى شكلت لدعم أعمال لجنة الحدود تقدم المفاوض الجنوبى وقتها وهو باقان نفسه بطلب لادراج هذه المنطقة ورفض طلبه وبالتالى لا جديد .
* خريطة دولة جنوب السودان ضمت هجليج ماذا يعنى لك ذلك ؟
هو طبعا الاجراء من حيث قيمته القانونية لا قيمة له باعتبار أنك لا تستطيع أن تصطنع الدليل لنفسك ،والا لجاز لنا أن ننتج خرطة ونملك من الامكانات لانتاج الخرط أفضل من الجنوب ونضم لحد نمولى ،ولكن هل سيكون لذلك قيمة قانونية ،هى بتكشف من ناحية ممارسة كرجال دولة عدم ادراكهم بماهية أفعالهم ،ومن ناحية ثانية تدرك مدى سذاجتهم ،هذه الأمور لا تحسم فقط بأن هنالك خرطة تشير الى المواقع كذا وكذا ،فهذا لا ينشئ حقا ولا يبطل حقا وهذه عملية صبيانية بحتة! .
* هل ستشمل المفاوضات الخسائر البترولية التى تعرضت لها هجليج ؟
بالطبع السودان يحتفظ بحقه فى المطالبة بكل الخسائر وبالتالى كل التعويضات الناتجة من الخسائر التى تسبب فيها عدوان دولة الجنوب من المنشآت النفطية فى هجليج .
* قرار الولاية بتفريغ هجليج من السكان والأسواق لماذا ؟
ما تم بواسطة المحلية هو اعادة تنظيم أو اعادة تخطيط للمنطقة حتى أكون دقيقا ،فقد حددت مواقع لسكن المواطنين وأخرى للأسواق والمنظور التخطيطى دوما يتضمن الجوانب الأمنية والبيئية وسهولة المواصلات ،هو بمثابة اعادة تنظيم للأنظمة الحياتية المختلفة داخل منطقة هجليج .
* لماذا التخوف وسط تحالف الجبهة الثورية من أى تقارب بين الدولتين السودان وجنوب السودان ؟
بالطبع مايسمى بتحالف الجبهة الثورية هو عبارة عن واحدة من أدوات حكومة الجنوب لزعزعة الأمن والاستقرار فى السودان وبالتالى هم اصطنعوا الكثير من العراقيل وسيصطنعون لأن الجنوب أيضا هو الحائط الذى يسندون ظهرهم عليه وبالتالى هو المأوى بالنسبة لهم وهو الداعم لامداداتهم والقاعدة لانطلاقاتهم ..
* هناك شكاوى تفيد بأن الأوضاع الإنسانية فى جنوب كردفان ليست جيدة ماردكم ؟
أين فى مناطق سيطرة الحركة أم مناطق سيطرة الحكومة !
* فى مناطق سيطرة الحركة ؟
عليهم أن يرفعوا أياديهم عن المواطنين ،والمبدأ الإنسانى ،المعروف الإنسان عندما يكون حرا سيتخذ قرارا سليما، هم يحتجزون هؤلاء المواطنين فليكفوا عن احتجازهم المواطنين تلقائيا ستعالج المشكلة مرحليا.
* هل لا زالت الحكومة متمسكة بقرارها فى سياسة العون الإنسانى ؟
نعم متمسكون بالمبادئ التى تحكم عمل مفوضية العون الإنسانى السودانى ولا جديد فى سياسة العون الإنسانى فى جنوب كردفان.
* فقط شكاوى عن نقص فى المعينات الإنسانية فيماتبقى من أجزاء الولاية وتخوفات من موسم الأمطار ماهى تحوطات الحكومة؟
نحن نبنى الآن فى احتياطيات الخريف بشكل كامل ليؤمن غذاء المواطنين حتى نوفمبر القادم ،وفق هذه الخطة بناء المخزونات لم تستكمل بعد ولكن تم الشروع فى انفاذها وقد تكون هنالك فجوات هنا أو هناك ولكن الموارد متيسرة والخطة موجودة والتنفيذ لمعالجة أى اشكالات أو اختلالات ظهرت هنا أو هناك جارى فى تنفيذها.
* دعنا نختم هذا الجزء الاول من الحوارحول تفشي الشائعات حول هارون .. من هم وراء هذه المسألة في اعتقادك ولماذا ؟.
هذا نمط من الحرب النفسية والمعنوية التى درجت الحركة الشعبية ،فقد ظلت تستخدمها كواحدة من وسائلها للحرب ،وهى تدل بشكل لا يقبل الشك عن عجزهم أكثر مما تدل على قدرة ، الناس ديل واصلين فى جزء من شائعاتهم أن عبد العزيز الآن مسيطر على كادقلى وفى داخلها وغيرها من الشائعات الكثيرة عن قدراتهم وعن عمليات يتوهمون أنهم يقومون بها فهى دلالة عجز أكثر من دلالة قدرة .
* ولكنها ماذا تعنى أو تسبب لكم شخصيا ؟ .
بالنسبة لى شخصيا لا اكترث لذلك ،لأننى أؤمن أصلا بأن أى إنسان له أجله وله يوم وبالتالى ماهو محتوم لا يشكل مصدر خوف لأى شخص بأى حال من الأحوال ،ومن جانب آخر أنا ماخلاص اتحصنت تجاه مثل هذه الحملات منذ حملات أوكامبو وخلافها وتعتبر هذه مثل التحصين »« أو القروحة » بلغتنا القديمة وليس لديها أثر أو تأثير اللهم الا ما قد تسببه من ازعاج للأقارب والأصدقاء والمعارف والمواطنين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.