في الذاكرة العطرة.. قبل ثلاث سنوات مضت.. مشهد تلك الجموع التي تنادت في ذلك اليوم العظيم.. معبرة في تلقائية عن حب عظيم.. وتقدير كبير لهذا الرجل الوطني المخلص.. لوحة رائعة جسدها ذلك المشهد المهيب الذي تجلى وفاءً للقائد.. كان حتى وهو فوق نعشه مهيباً وعظيماً.. وتلك الدموع السخية التي انهمرت كالمطر من عيون أولئك الذين أحبوه وناصروه.. وعرفوه كأعظم ما يكون الرجال.. كان بحق مشهداً لأجل رجل قامة.. وقائد فذ ورئيس شجاع.. وابن بار بوطنه وشعبه.. جعفر نميري.. عليه رحمة الله.. يظل أبداً ذلك القائد الذي أعطى كرسي الحكم وهجه.. وقيمته.. وهيبته.. رجل لا يغيب عن الذاكرة أبداً.. عليك رحمة الله ورضوانه يا جعفر الله أكبر .. الله أكبر .. يا جعفر بين القصر .. ولحد القبر .. تاريخ من الأمجاد والانجاز والنصر.. وأعمال خالدة تراها على مدى البصر كنت الوهج والاشراق كنت الشمس والقمر فيك شجاعة الفرسان أوسمة مرصعة كما الدرر وسماحة أهلنا الطيبين عند النيل والبحر وملامح سيرة الأبطال .. قائد فذ لا يقهر سيان قلنا .. نميري أو جعفر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر تركت لنا من الأعمال.. تحدث عنك يا جعفر منارات هنا وهناك.. معالم للوطن تبهر هنا (كنانة) حيث الخضرة والاعمار والسكر هنا طرق وعمران.. هنا كبري.. هنالك جسر هنا (القاعة).. جمال في ملتقى النيلين يتمخطر هنا (مجلس الشعب) حضارة وحدة السودان والمنبر هنا (مسجد النيلين) عمارة بيوت الله بالآذان نتذكر هنا (قصر الشباب) دار لها شأن وأوقات لا تهدر هنا (الهيلتون) عند النيل يشير إليك يا جعفر هنا (قصر الصداقة) في بحري.. لو تسهر ومنتزه.. في مقرن النيلين للترويح به نفخر.. (حدائق مايو..) جمال.. يا لروعة المنظر.. أين هي!! يا أبريل!! كل الشعب يتحسر؟! هنا كانت ليالينا الثقافية في الموسيقى وآلات تتعطر هنا كانت مواسمنا الرياضية في الدورات بالأشهر هنا كانت حانات وبارات نزيلها.. نهلل ونكبر وفي النيل زجاجات سكبتها تلعن المنكر.. وهنا كانت بيوت دعارة بجوار دور العلم تتجذر.. تمحوها بايمان.. تعيد كرامة الانسان ما أقواك يا جعفر هنا كانت ملامحنا في شرع الله للحكم لنا مصدر هنا كانت قيادات رشيدة بحق لا سكر ولا خمر هنا كانت مجالس حكمنا الشعبي تجربة لكل العصر هنا التعليم ننشره (مجاناً) وفي حزم يكون الأمر هنا الريف نطوره.. وللخدمات نتصدر هنا مشروع.. هنا مرعى.. هنا مستقبل أخضر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر هنا في (أديس) سلام يوقف الحرب والارواح لا تهدر سلام دون شروط.. وبالاقناع يتدثر.. في يوم وداعك.. ذرفت الدمع كان مطر رأيت جموعاً في (ود نوباوي) بالهيبة المنظر كهول، رجال، نساء، وأطفال للموكب تتصدر بكاءً.. فيه حب الناس.. وجلال الموقف الأكبر وفي مثواك.. آيات ودعوات نسمعها فنتأثر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر أنت عظيم.. فيك العظمة بر.. وبحر أنت جميل.. خصال الرحمة والايمان والبر أنت نبيل.. فيك النيل يتأصل مد وجزر أنت كريم.. سجاياك سجل فيه كم نبحر أنت عفيف.. طردت المال.. بستر الحال تتدثر وأنت فقير.. رحلت بكفن ما أغناك يا جعفر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر هنا.. وهناك وهنالك.. ماذا أقول يا جعفر أمن عهد الصحابة كنت.. أم جاورت سيدي عمر ففي طول البلاد وعرضها.. انجاز وتنمية لا تنشر لك التاريخ يدون هذه الثمرات بل أكثر وفي قلوب الناس مفخرة بالتقدير لك تذكر هنا مايو.. هنا التاريخ والانجاز والدفتر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر سأوصي كل أحبابي.. كل أبنائي أستحضر بأنك لم تزل فينا.. مثل النور ووهج الفجر وان (الدرس) في مايو تاريخ به تزخر وانك رمز للوطنية والاخلاص عنوان به نفخر نذكر هذه الأجيال ما جهلوا.. من تاريخك الأخضر سلالات من الابداع والقيم التي لا تحصى لا تحصر وهذا (عهد) من وقفوا فداك.. لآخر لحظة في العمر.. الله.. الله يا مايو.. من ذا يزيل آثارك من يقدر؟! الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر عليك الرحمة والرضوان.. وعال جنان يا جعفر ودعوات وتسبيح بها الله لك يغفر جزاك الله كل الخير كلمات من الأعماق تتفجر ووفاء من الأحباب.. مقيم فينا أبد الدهر عليك الرحمة والرضوان يا جعفر الله أكبر .. الله أكبر يا جعفر يوسف محمد عبد الله حقار أمين المنظمات الجماهيرية لمنطقة الخرطوم (بين النيلين) للاتحاد الاشتراكي السوداني (سابقاً)