توقع الخبير في مجال انتاج وتصنيع اللحوم ابراهيم شمبول ان تشهد اسعار اللحوم مزيدا من الارتفاع خلال شهر رمضان، وقال ان ارتفاع الاسعار يتناقض مع نظرية العرض والطلب يدل على وجود مضاربات من قبل التجار وعدم وجود خطة واضحة من قبل الولاية للتغلب على مسألة موسمية ارتفاع الاسعار، داعيا الولاية لان تقوم بشراء الحيوانات من مناطق الانتاج مباشرة و يتم حفظها في مزارع الولاية والاراضي الهامشية بالقرب من مصانع السكر. وللوقوف على واقع انتاج وتصدير اللحوم اجرينا معه هذا الحوار وكانت افاداته كالاتي : = حدثنا عن واقع انتاج اللحوم في السودان؟ يغلب على انتاج اللحوم الحمراء في السودان التربية التقليدية والتي تتم في مراعي مفتوحة وتربي بطريقة غير علمية اما الدواجن يتم تربيتها في مزارع مقفولة او مفتوحة ويتم استيراد كل مدخلات الدواجن من الخارج اما الاسماك هي مورد متاح في المياه البحرية والمياه العذبة والان توجد مزارع لتربيتها حول بعض المدن وعلى الرغم من وفرة الثروة الحيوانية في السودان الا اننا نعاني من ارتفاع في اسعار اللحوم غير مبرر خاصة في الوقت الراهن في ظل تقلص المرعي بسبب خروج مراعي الجنوب وعدم استقرار الحالة الامنية في جنوب كردفان والنيل الازرق باعتبارها اهم مناطق انتاج الثروة الحيوانية والتي كان من المفترض ان تسهم في طرح كميات كبيرة من الماشية الامر الذي يسهم في خفض الاسعار و في ظل الوضع الراهن على ملاك البهائم التخلص من الجزء الاكبر من الحيوان لضيق المرعى. = ماذا تقول حول ارتفاع اسعار اللحوم الذي يحدث الان ؟ ارتفاع اسعار اللحوم يتناقض مع نظرية العرض والطلب و يعكس عدم منطقية ارتفاع الاسعار ويوضح وجود مضاربات من قبل التجار وكثرة الوسطاء والسماسرة و عدم وجود خطة واضحة من قبل الولاية للتعامل مع موسمية ارتفاع الاسعار الامر الذي ادى الى مايحدث الان كذلك ضعف مهنية اللجان المتخصصة وقلة تجربتها لان المعايير العامة في تقنينها وتكليفها ضعيفة ومهزوزة باعتبار ان المجتمع ما زال في طور التكوين ويخلط بين الواجب الوطني والعمل السياسي وحتى الان لم نصل مرحلة النضج المجتمعي الذي يمكنا من تقديم الكفاءات في مجال العمل العام ، كما نعاني من عدم كفاية المعلومة التي تمكن صانعي القرار من اتخاذ القرار الصحيح مما ادى لان تكون الحلول احتفالية اكثر منها معالجات جذرية بالاضافة لمسألة ضعف الارادة وعدم الجدية في اتخاذ القرار. = إذن كيف ترى الحل للأزمة الآن ؟ هناك حلول واضحة جدا في مجال ضبط اسعار اللحوم وارتفاعها الموسمي ونتوقع ان ترتفع خلال شهر رمضان ومن الحلول المتاحة الان ان تدخل الدولة في شراء الحيوانات من مناطق الانتاج مباشرة ويتم حفظها في مزارع الخرطوم والاراضي الهامشية بجوار مصانع السكر حيث توجد الاعلاف كذلك استيراد الدواجن والتركيز على الانتاج السمكي، وهناك ملاحظة البعض يتحدث عن ان الصادر ادى لرفع الاسعار وهذه المعلومة غير دقيقة لان سلالة الضأن المصدر ليست هي المستعملة للحوم في الاسواق المحلية ولابد ان يكون هناك برنامج طويل المدى حيث ان الولاية تمتلك اراضي زراعية تكفي لتربية الاف من العجول والضأن وقد بدأت الولاية بمشروع سوبا غرب الزراعي والذي خصص لتسمين ألف عجل بالاضافة لاقامة مزارع تسمين حول مناطق الاستهلاك لوجود الاراضي و توفر الاعلاف الخضراء. = ارتفاع اسعار الاعلاف من النقاط المؤثرة على اسعار اللحوم ماذا تقول حول ذلك؟ اعتقد ان صادر الاعلاف من الاشياء التي تؤثر على اسعارها وانا لا اقول الحجر على صادر الاعلاف ولكن لابد من التخطيط العلمي السليم في الزراعة وتنظيم الصادر خاصة للمملكة العربية السعودية والخليج باعتبار ان معظم الاعلاف تذهب لهذه الدول الامر الذي يرفع الاسعار داخليا. = هناك فوضى في اسواق الماشية الرئيسية كيف يمكن معالجة هذا الامر؟ اعتقد انها ناتجة عن مضاربات التجار وكثرة السماسرة خاصة في سوقي المويلح والشيخ ابو زيد باعتبار ان الماشية التي تأتي لهذه الاسواق عن طريق الضمان الشخصي مما يجعل التاجر المحلي لا يتحمل اي نوع من التكلفة وفي نفس الوقت يبيع باسعار عالية وهذا الامر في ظل قوانين التجارة الحرة يصعب السيطرة عليه لذلك فان مسألة تنظيم الاسواق مهمة لضبط الاسعار كما ان مسألة ضعف اللجان المتخصصة في مجال اللحوم باعتبار ان معظمها قليلة الاهتمام بهذا الشأن لان مسؤوليتها غير مباشرة والمسؤولية تقع على التنفيذيين واصحاب القرار وهناك ضعف في التنسيق بين اللجان المتخصصة و متخذي القرار. = ماهي الكيفية التي يمكن عبرها تطوير الانتاج؟ تطوير الانتاج من سياسات المدى الطويل لان ملكية الحيوان تقليدية وهذا الامر تتم معالجته عبر اقامة مزارع رعوية ومزارع ماشية وتحسين النسل وهذا الامر يحتاج لتخطيط وتنسيق و تمويل و نحن نعاني من مشكلة في التنسيق والتمويل لان القطاع تقليدي و التمويل يأتي من مؤسسات بنكية وهناك اشكالية عدم و جود صيغ تمويلية لقطاع الانتاج الحيواني والمسيطرون على البنوك ليس من ثقافتهم دعم الانتاج الحيواني وهذا الامر لابد ان تتولاه الدولة بارادة سياسية لتفعيل قطاع الانتاج الحيواني وتطوير انتاج اللحوم. = ما تقييمك للوضع الصحي للماشية السودانية؟ اذا نظرنا للوضع الصحي من ناحية رعاية فهو ممتاز ولكن في مجال تطوير ابحاث الانتاج الحيواني هناك ضعف واضح و اعتقد ان تطوير الانتاج ليس من اولويات الاقتصاديين السودانيين وهذا ناتج عن خلل هيكلي في الاقتصاد؟ = كيف ترى واقع صناعة اللحوم الان؟ عدم تطوير انتاج اللحوم ينتج في الاساس لقلة الوعي الحضري باللحوم المصنعة حيث ما زال المواطن يحبذ استخدام اللحوم الخام اما الانواع الاخرى لا تشكل طبقا اساسيا في المائدة السودانية بالاضافة لمشاكل التسويق و مشاكل الصناعة الاخرى، و من الاشياء التي اسهمت في ضعف قطاع اللحوم المصنعة عدم دخول المستثمرين في هذا المجال وارتفاع نسبة المغامرة لان اللحوم سريعة التلف ونسبة المخاطرة في الدخول في صناعتها اعلى. = ماذا تقول حول مراكز البيع المخفض واسهامها في خفض اسعار اللحوم؟ اعتقد ان الولاية لاتمد هذه المراكز باللحوم باسعار مخفضة والمجهود الظاهر الان في محلية الخرطوم حيث توجد شركة « الجزار» والتي تقوم بتوزيع لحوم باسعار مخفضة وهو مجهود فردي وهنا فان المحلية تبنت طرح المواطن ولم تطرح حلا لمشكلة الارتفاع كما ان اللحوم التي توزعها الشركة لحوم درجة ثانية و هو نوع من التخلص من اللحوم غير الجيدة . لايوجد حل واضح تبنته الولاية سوى انها في رمضان الماضي استوردت فراخا بسعر 12 جنيها للكيلو بينما كان سعر الفرخة المستوردة 7 جنيهات و اعتقد ان صناعة الدواجن صناعة استيراد وصناعة تجميع دواجن وليس لدينا صناعة انتاج دواجن، ومن الافضل ان نستورد الفراخ من الخارج ، اما في مجال الاسماك لا نبذل اي مجهود منظم في قطاع انتاج وصيد الاسماك ولو بذل مجهود بسيط لساعد كثيرا في تخفيض اسعار اللحوم الحمراء.