كيف سيبدو وجه الحكومة القادمة ..على صهوة خروقات جواد المفوضية العامة للانتخابات الأجرب ؟ كيف تبدو تقاطيع وجهها حينما يتم تشكيلها ؟ وهل صحيح ان كبار مدبريها قرروا إشراك القوى السياسية فيها كمساحيق تجميلية ورشوة مقدمة على اعتاب المستقبل المجهول ؟ وكيف ستدبر حكومة الأمر الواقع ما سيقع من خلل كبير نتيجة الاستفتاء على تقرير المصير ؟ هل ستنجح الحكومة التي افلحت في إزاحة القوى السياسية عن المشاركة في الانتخابات..في إقناع هذه القوى بالمشاركة في منع تقسيم السودان الى شمال وجنوب في المرحلة الاولى ثم غرب وشرق في المرحلة التي تليها وهكذا دواليك على خلفية تفاقم الأزمات القبيلة والجهوية والعنصرية وفقدان الأهلية القومية وإستشراء الفساد والفقر وتراكم المظالم ؟ نريد إجابات تصدر من أشخاص يتسمون بالحكمة والموضوعية ولا نريد اعلانات عن تقديم رشاوي سياسية للتغطية والتعمية على سقوط النظام الوطني ومنظوماته في الشارع والدولة . إن الفائز برئاسة الجمهورية في ظل الانتخابات الموسومة بالخروقات الجوهرية سيتعين عليه عدم الإلتفات الى الاصوات الصاخبة التي تعبر عن الحزبية الضيقة والإنتهازية والإمعان في الفساد والإستبداد و ركوب السفينة ذات الطوابق والطبقات الإجتماعية وخرقها ، ومن المهم التركيز على إنشاء جهاز قومي لتثبيت دعائم الوحدة والسلام في بلد يتمزق أمام الجميع تحت وطء المخططات الاجنبية وصخب رقصة الشيطان وخيله ورجله ، إن ما يحدث من تمزيق للبلاد على خلفية الإستبداد وحب السلطة والتكالب عليها إنما هو نتاج عمل المفسدين الذين ظلوا يزينون لبعضهم البعض الفعال حتى اوصلوا انفسهم واهليهم الى حافة الجرف السياسي والاجتماعي والجغرافي واستعصموا بأوضاعهم الإقتصادية وهم يغالبون الخوف عليها وعليهم من الزوال مع كامل إدراكهم انه حتمي وأنه مدركهم ولو تحصنوا في بروج مشيدة . لقد كتبنا من قبل وقال كثير من الحادبين على مصلحة العباد والبلاد انه اذا كانت ثمة نية للإصلاح يتوجب ان تبرز في صورة تشكيل حكومة قومية انتقالية ، حكومة قومية انتقالية تناقش القضايا المصيرية ومستقبل السودان على ضوء التحديات الكبيرة الخطيرة التي تداهمه كل حين وفق اتفاق نيفاشا صنيعة الغرب البطالة والمسمار الذي دقه الشيطان في جسد السودان على حين غفلة من الناس ، كان يمكن تلافي السوءات المتتالية بتشكيل حكومة قومية انتقالية بدلاً من مسرحية الانتخابات المضروبة وانتظار تقرير المصير مثل من ينتظر تنفيذ حكم الإعدام ، كان يمكن تلافي الكثير من المشكلات والازمات ولكن من الواضح ان عقل الحكومة كان غائباً او مغيباً او ان من بيده الأمر واقع تحت تأثير قاهر لا فكاك منه ولذلك تأتي اليوم حكاية إشراك القوى السياسية في الحكومة القادمة مثل دعوة خجولة تصدر ممن اكتشف لتوه فداحة الجرم المرتكب ضد الوطن وبدلاً من الاعتراف بالذنب يتلبسه الشعور بالكبرياء فيتوعد بإن القوى التي ترفض المشاركة ستعزل نفسها دون الاجابة على السؤال الجوهري من يعزل من ؟ ومن المعزول اصلاً عن جماهير الشعب السوداني التي تجأر كل يوم بالشكوى من المظالم وتهدد برفع السلاح وقد فعلت احزاب كثيرة ذلك ؟ من الذي أدخل السودان ومقدراته في ( عشرين عاماً ونيف من العزلة ) ؟ هل هو غارسيا دي ماركيز ؟ من الذي مزق النسيج الاجتماعي ونشر العنصرية البغيضة بين مكونات هذا الشعب الذي اروع ما يوصف به انه ( نسيج وحده ) ؟. إن المرارات كثيرة ودعونا نتفاءل مع طبيعة الحياة بأن الله سوف يغيض لهذا الشعب عبداً صالحاً من جملة عباده يعيد للامة السودانية مجدها التليد وشعورها بالعزة والوطنية والوحدة والسلام ويكون راعياً أميناً على جميع السودانيين لا يفرق بين عربي وافريقي او اسود ولا ابيض وليس حزبياً بغيضاً خواناً للرعية ، فارساً سودانياً صميماً يحمل راية الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي ويعيد للبلاد مجدها الآثل الوشيك الانهيار ، نريد الفارس الذي وصفه الشاعر السوداني ( الأممي ) محمد مفتاح الفيتوري حين قال : قادماً من بعيد على صهوة الفرس..الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية يا فارس الحزن..مرِّغ حوافر خيلك فوق مقابرنا الهمجية حرِّك ثراها.. انتزعها من الموت.. كل سحابة موت تنام على الأرض تمتصها الأرض.. تخلقها ثورة في حشاها انتزعها من الموت يا فارس الحزن.. .. أخضر..قوس من النار والعشب..أخضر..صوتك..بيرق وجهك..قبرك..