تعتبر منطقة جبل سقدي من المناطق التي تقع بالريف الغربي لولاية سنار من الحضارات المنسية التي يرجع تاريخها لفترة العصر الحجري الوسيط - اي انها متزامنة مع حضارة الخرطوم القديمة - ولكن يبدو ان الآثار في السودان ليست محل اهتمام او انها اخذت طابع الرفاهية اكثر من التوثيق، ويرجع الفضل في دراسة هذه المنطقة للبروفيسور: يوسف مختار ولكن لم نجد هذا البحث في قسم الآثار جامعة الخرطوم ودار الوثائق السودانية حتى نسرد هذا التاريخ المنسي ،ولكن سوف نتابع عن كثب هذا الموضوع لنؤكد اننا حضارة منسية في سجل الزمن. وكذلك يجب ان لا ننسى بأن خزان سنار تم تشييده بمنطقة جبل سقدي وما زالت آثار السكك الحديدية موجودة حتى تاريخ هذه اللحظة وكل ذلك يبرهن الدور التاريخي لهذه المنطقة باعتبار انها جزء مهم من تاريخ السودان المعاصر ولذلك يمكننا ان نقول اننا ساهمنا في نهضة السودان منذ الازل. وللأسف ان هذه المنطقة لم تشهد اي تنمية حتى هذه اللحظة وما زالت تعيش العزلة والنسيان.. في مرة سابقة تحدثنا عن وجود معاناة ومشاكل لا تحصى في هذه المنطقة متمثلة في مياه الشرب والاوضاع الصحية وتدهور المستوى التعليمي.. وظللنا على الدوام ننبه السيد والي ولاية سنار بأن يتفقد الاوضاع بهذه المنطقة باعتباره المسؤول عن هذا الكيان الاقليمي ولكن دون جدوى وظل حال المنطقة مع كل المسؤولين منذ الاستقلال والرد يكون دوما بالتجاهل او الوعود الهلامية.. علما ان مشروع الكهرباء والماء تم التوقيع عليه قبل سنوات مضت وبرغم ذلك تم تنفيذ هذا المشروع في بعض المناطق ولكننا دائما ما نجد المماطلة وعدم الرؤية من قبل المسؤولين. وعندما زار السيد النائب الاول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه منطقة جبل موية حاضرة الريف الغربي اكد في كلمته تنفيذ مشروع الكهرباء والماء يشمل جميع مناطق الريف الغربي وليس منطقة محددة في الزمان والمكان ولكن يبدو ان حديثه ذهب ادراج الرياح من قبل السلطات التنفيذية وربما هنالك مماطلة من الشركة المنفذة ولكن هذا لا يبرر ظرف المعاناة التي ما زالت ترسم ملامح المستقبل المجهول.. علما بأن الماء والصحة والتعليم تعتبر بنداً اساسياً لتأكيد الوجود الانساني في قانون الاممالمتحدة. الانتماء الوجداني للوطن ينبع من ما قدمه لك الوطن من وسيلة او خدمات تساهم في استقرار حياتك متمثلة في الصحة والامن والسلم والتعليم وعندما نفقد هذه الحقوق في داخل وطننا يجب ان نعبر عن مفهومنا للوطن في حدود ما نراه مناسبا... وكذلك نطلب من حكومة ولاية سنار وضع حجر اساس لمشروع مستشفى جبل سقدي الريفي باعتبار ان هذه المنطقة سكانها يتجاوزون ال 7 آلاف مواطن وأهمية المستشفى ضرورة ملحة نسبة للظروف الاقتصادية في المنطقة والتي تجعل من العلاج في المدينة او غيرها عبئا كبيرا على المواطن .. وهنالك بعض الاسر الظرف المعيشي لا يسمح لها ان تعالج مرضاها في المدينة.. ووجود المستشفى امر ضروري لصيانة كرامة المواطنين المعسرين باعتبار ان الطب مهنة انسانية في المقام الاول.. وكذلك اهمية المستشفى تكمن في بعض الحالات التي تحتاج الى اسعاف فوري كحالات تعسر الولادة او النزيف الحاد وغيرها من حالات الطواريء لأن المستشفى يبعد حوالي30 كلم... واحيانا قد تتعطل العربة على الطريق مما يعرض المريض للوفاة نتيجة الاهمال او عدم الاسعاف السريع.. والجدير بالذكر ان المنطقة تضم حوالي ست قرى وبها مساعدون طبيون لا يتجاوز عددهم الاثنين ويتعاملون مع هذه المهنة بالاعراف الاجتماعية لا من باب التخصصية وهذه جذور الازمة التي ما زلنا نعاني منها... وفي موسم الخريف ليس هنالك اسعاف لأن الارض طينية ولا يمكن لأي آلة ان تتحرك على الطمي والحالات الحرجة تظل تحت رحمة المولى عز وجل وبرغم صعوبة الحياة اصبحت الظروف القاسية فطرة طبيعية في حياة الناس وكلها من حكم الله وإنه نعم الوكيل.. وكذلك نطالب بطريق اسفلت او ردمية تربط مناطق الريف الغربي بطريق (كوستي - سنار) باعتبار ان هذه المنطقة من المناطق المهمة في الانتاج الزراعي والحيواني في ولاية سنار وتعتبر منطقة مهمة للزراعة المطرية في السودان. وفي الختام نتمنى من السيد والي سنار ان يتابع هذه المشاريع من اجل النهضة لهذه المنطقة ويكون قد ساهم في تغيير حقيقي .. وهو الحلم الذي انتظرناه طويلا والتاريخ سوف يظل شاهدا على الاحداث .. ولنا عودة.. * جامعة الخرطوم