يشكو البعض من واقع تدهور بيئة العمل والسكن وانعكاساته على الحالة النفسية للبعض، ولم يعد الخلاص ممكنا من ذلك الوضع، إلا ان ضوءاً في آخر النفق بدا يلوح، انهم المصممون الداخليون الذين يعدون بثورة في طريقة البناء وتشطيب المباني، «الصحافة» جلست مع امين الاعلام بالجمعية السودانية للتصميم الداخلي وليد عشميق لمعرفة حدود العلم الجديد، وما يمكن ان يقدمه للمواطنين وخرجنا بهذه الحصيلة عبر الحوار التالي. حوار: عبد الوهاب جمعة ٭ ما هو مفهوم التصميم الداخلي؟ التصميم الداخلي يختص بالبيئة الداخلية والتشطيب والديكور ويعرف عند البعض باسم الديكور، وهو ببساطة علم الفراغ الذي يهتم بالجانب النفسي والسلوكي والاجتماعي لمستخدم ذلك الفراغ. ٭ ما هي علاقة التصميم بالعلوم الاخرى؟ التصميم حلقة وصل بين هندسة المعمار والفنون التطبيقية وعلم النفس، وتشمل الخدمات الملحقة بالمباني. ٭ هل الديكور للاغنياء فقط؟ لا ليس صحيحاً، لان كلمة ديكور تعني الزخرفة، إلا ان كلمة التصميم الداخلي اثرى واشمل من كلمة ديكور، وكل شخص يعيش في فراغ غنياً ام فقيراً، وذلك يشمل ارضية المكان والجدران والاسقف والاثاثات والاضاءة والاكسسورات، ولا احد يستطيع الاستغناء عن تلك الاشياء، وبالتالي التصميم الداخلي يشمل الجميع وبامكاناتهم المتاحة. ٭ اذن التصميم الداخلي هو علم التحايل والتمويه؟ نعم بوجود غرفة ذات مساحة محدودة بإمكان خبير التصميم أن يمنح الاحساس برحابة المكان باستخدام خطوط والوان محددة ومدروسة، يمكن للمصمم الداخلي أن يشكل اجواء الغرفة من ناحية البرودة او السخونة بحسب الالوان المستخدمة، ويمكن للمصمم ان يتحكم في حركة ونشاط الاطفال بألوان طلاء المنزل. ٭ هل معنى ذلك أن التصميم يعتبر واقياً من الامراض؟ معظم المكاتب والمنازل تعمل باضاءة كاملة خلال ساعات النهار، وذلك يزيد من تكلفة التشغيل، ويرجع السبب الى عدم استشارة المصمم الداخلي في اختيار شكل ونوع التشطيبات والفواصل بين الغرف، واختيار الدهانات والستائر ونوع الارضيات ومكان وفتحات النوافذ. ٭ لكن ذلك يتعارض مع تعظيم المنفعة الاقتصادية للمبنى؟ لا بالعكس، فإن التصميم الداخلي يحقق التوازن المطلوب بين البيئة الحيوية للمشروع والجدوى الاقتصادية، ويمكن للمصمم الداخلي باستخدام معارفه وخبراته ان يسرع عملية تسويق الشقة او المنزل وجعلها مرغوبة وتتناسب مع رغبة ومقدرة المشترين. ٭ هل هناك تضارب بين التصميم الداخلي وهندسة المعمار؟ أدوار التصميم الداخلي تتكامل مع هندسة المعمار وكل يكمل وظيفة الآخر، وفي دول الخليج والأقطار المتقدمة يتطلب ترخيص العمل المعماري وجود مصمم داخلي معتمد لدى الجهات المختصة، لأن صناعة المعمار تتطلب تضافر جهود المعماريين والمصممين الداخليين، وهذا ما يعرف بتداخل العلوم الذي يهدف الى تحقيق وتكامل جهود كل العلوم من أجل خدمة الإنسانية. ٭ إذن ما وضع سوق التصميم الداخلي؟ التطور في حركة العمران في السنوات الاخيرة انعش واوجد مساحة كبيرة لصناعة التصميم الداخلي، ويمكن ملاحظة ذلك في حركة عمران الابراج التجارية والمستشفيات الحديثة، والصناعات المصاحبة للعمران كالاثاثات ومصانع ومعامل الجبص. ٭ هل يهتم التصميم بالمباني الجديدة فقط؟ لا .. ليس صحيحاً.. و 80% من سوق العمل الحالي في صناعة التصميم الداخلي هو اعادة تأهيل المباني وتغيير وظائفها، ومعظم البيوت السودانية تشيد دون وضع نظرة مستقبلية لسكان المنزل من الاجيال القادمة، مما يضطر الى هدم جوانب المنزل لمقابلة احتياجات الاسرة المستقبلية. ٭ حدثنا عن خرافات التصميم الداخلي؟ هناك بعض الخرافات المسيطرة على ذهنية المواطنين في اختيار الالوان، فالبعض يعتقد ان هذا اللون «ما ماشي» مع اللون الآخر، والبعض يقول عن لون ما إنه «شين» في الحقيقة ليس هناك لون قبيح او جميل بقدر ما هي عملية توظيف وطريقة استخدام اللون، ومعظم السودانيين لا يعرفون غير اربع الوان فقط: الاخضر والأزرق والكريمي والبني، ويمكن حالياً خلط وتركيب الالوان بالكمبيوتر لتصل الى مئات الالوان عبر استخدام متوالية لونية، ويمكن استخدام تلك الالوان جميعها وفق مخططات لونية مدروسة، ونحن نؤمن بأن يعمل الجميع وفق المقولة «اللون خاوي» بمعنى استخدام اللون في منظومته اللونية واختيار الالوان وفق أسس علمية.