عشق الفن منذ نعومة اظافره، ووهبه الله القدرة على الرسم والتصميم والاخراج الفني، وتتميز أعماله الفنية بالعمق، وهو صاحب ريشة لا تجارى لكنه لا يرى نفسه كذلك وإن كان ذلك تواضعا منه فإن اعماله تقول غير ذلك، وتشهد له بالبراعة والدقة والجمال وهو يمارس موهبته في صمت ويطرحها بأدب واتزان.. تعرفت عليه للمرة الاولى في صحيفة «الحدث» عام 1999م.. وعبر هذه المقابلة القصيرة نتعرف على تجربته ومشواره ورؤيته للفن التشكيلى والتصميم. ٭ الأيام صقلت موهبتى الفنية والتشجيع دفعنى الى الامام وعن بداياته التشكيلية يقول طه الامين: «بداياتى الحقيقية فى مجال الفن التشكيلى والتصميم تعود الى عام 1980م من خلال صحيفة «الأيام»، ومع مرور السنوات استطعت تطوير موهبتى بفضل التشجيع من الاصدقاء والاعلام، ومن ثم توالت الاعمال فى مجال التشكيل والرسم والتصميم وتوسعت الموهبة، وهي احساس داخل الانسان، وكيفية التعامل معها تتطلب من الانسان ان ينمي قدراته وابرازها على ارض الواقع، وذلك يحتاج إلى رعاية». ٭ الصبر والأمل مفاتيح نجاح الفنان وعن أهم ما يجب ان يتحلى به التشكيلى يقول الامين: «الفنان من حيث المبدأ عليه الا يفقد الامل ابداً، وما وصلت اليه ليس سقف طموحاتي وأسعى للمزيد وتقديم كل ما هو جديد وجميل، ولو فقد الفنان الامل او ظل على ما هو عليه حتماً سيصيب من حواليه بالإحباط، والصبر هو مفتاح الفرج وكلمة السر في تجاوز التحديات والمشكلات ومدخل لآفاق جديدة وانطلاقة نحو النجاح». ٭ قلة الامكانات تقلل من معنويات الفنان ويختزل الأمين رؤيته للمعيقات التى تواجه الفنان التشكيلى قائلاً: «بالطبع شح الموارد والامكانات المادية من اكبر العوامل المحبطة التى تساهم فى قص اجنحة معنويات الفنان التشيكيلى، وتحد من قدرته على تطوير ادواته الابداعية وتفجير كل ينابيع موهبته الفنية». ٭ مراسم شارع النيل ظاهرة فنية حرة تستحق التصفيق وعن ظاهرة اتجاه بعض خريجى كليات الفنون الى الرسم على شارع النيل بالخرطوم يقول الامين: «الرسم فى الهواء الطلق والساحات والحدائق فن عريق وجميل ومنتشر فى الكثير من بقاع العالم منذ سنوات بعيدة، وهذه الاطلالة الفنية من تحت ظلال الاشجار الوريفة بشارع النيل تأخرت كثيراً، وهى ظاهرة حضارية وفيها نوع من الترفيه والترويح عن النفس، وتخلف انطباعا ايجابياً لدى الجمهور، وهى همزة وصلة تلقائية بين الفن التشكيلى الذى يصفه البعض بالانعزالى والجمهور، واتمنى ان تتمدد الظاهرة وتحتل اماكن اخرى فى ولاية الخرطوم، خاصة الحدائق العامة التى تفتقر لوجود مثل هذه الانشطة القادرة على كسر حالة الرتابة» ٭ التشكيل عنصر مهم فى تجميل الخرطوم ويقول الأمين عن محاولات تجميل الخرطوم: «لكل مدينة فى الكون تفاصيلها الخاصة وهويتها المعمارية والتشكيلية الخاصة بها ومعالمها السياحية التى تميزها، مثل برج ايفل وساعة لندن وسور برلين، ونحن بصفتنا فنانين نحيي كل الجهود المبذولة فى سياق اعادة الجمال الى شوارع الخرطوم وساحاتها العامة ومداخلها وخارجها، وعلى المستوى الشخصى احلم بلوحة تشكيلية ضخمة فى كل مدينة سودانية تعكس تراثها، وانا معجب جداً بالطابية تلك الأيقونة التاريخية السودانية التى تجسد بطولة الشعب واخشى على هذا المواقع الاثرى من التلاشى بمرور الزمن فى الظروف الطبيعية وضعف الاهتمام بترميم الآثار، وهى عملية مكلفة مادياً وتحتاج لخبراء، وهناك ظاهرة تستوقفنى بصفتي تشكيلياً، وهى تغول الزحف العمرانى نحو المواقع الاثرية، الى جانب تداخل الهوية المعمارية للخرطوم، فيجب تفعيل مساهمة الفنانين التشكيليين فى مشروعات تجميل الخرطوم». ٭ رمضان موسم خير ويلهمني أفكاراً جديدة وعن تأثير شهر رمضان على الفنان التشكيلى يقول: «رمضان من اجمل شهور العام، وهو موسم للخيرات، وفيه كثير من البركة. والعمل فى رمضان افضل فى ظل الشعور بالرضا والنشاط، وعلى الانسان ان يوازن بين العمل والعبادة خلال شهر رمضان على المستوى الخاص. ورمضان يلهمنى افكاراً جديدة فى مجال التصميم، وغالبا افضل العمل بعد الافطار وبعد صلاة التراويح، وخلال هذا الشهر تولد الكثير من اللوحات ومشروعات التصميم الجيدة». ٭ عصيدة خالتى والحلومر بعيداً عن المرسم ومعمل التصميم وقريباً من مائدة رمضان يقول الامين: «احرص على تناول التمر وبعض حساء النشاء، وبالطبع للعصيدة السودانية التى تتخصص فى اعدادها خالتى مكانها فى صدر مائدتى الرمضانية، واعشق الحلومر هذا المشروب السودانى الممتاز، وهناك اختلاف طفيف بين رمضان فى الخرطوم ورمضان في الولايات، وقد صمت رمضان فى المناقل وكانت له نكهة مختلفة بفعل الكرم وبشاشة أهل المدينة». ٭ معارض فى الذاكرة يستعيد الفنان الامين طه ذكريات اهم معارضه ويقول: «أبرز مشاركاتى كانت من خلال المعارض التى أُقيمت بقاعة الصداقة بالخرطوم، وأيضا أذكر اول معرض لى بالمتحف القومى، حيث عرضت تصاميم مختفة ولوحات نالت الاعجاب، وكان ذلك المعرض برعاية المتحف».