نأت ادارة الطيران المدني بالقاء اللائمة وتحميل أسباب حوادث الطيران على جهة معينة من مكونات السلامة بمعزل عن المكونات الأخرى وأقرت بأنها لم تصل حد الكمال غير أنها تخطو بخطوات ثابتة في ترسيخ وتدعيم ركائز السلامة الجوية المطابقة للمتطلبات العالمية في المجال الأمر الذي حدا بالمؤسسات المختصة تقديم السودان في التصنيف العالمي على مستوى السلامة وتطبيق المطلوبات العالمية ودعت وسائل الاعلام للتريث وأخذ الحقائق من مظانها الحقيقية والابتعاد عن النقد الانطباعي . وقال المتحدثون في ندوة «سلامة الطيران -المسؤولية والمساءلة» التي عقدتها ادارة السلامة والمقاييس بسلطة الطيران المدني بالخرطوم أمس ان الهدف من الندوة خلق وعي حول المفاهيم الحديثة للسلامة بصناعة الطيران وسط قطاعات المجتمع المختلفة لاسيما الوسائط الاعلامية بغية تطوير فهم مشترك حول السلامة في الطيران وادارتها والأساليب المستحدثة لتعزيزها مع الوقوف على شرح مباديء المسؤولية والمساءلة المعترف بها عالميا ، وشددت مداخلات حضور الندوة على تفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة عن حوادث الطيران وألا يكتفى بطي ملفات التحقيق حول الحوادث في أستار الماضي والنسيان . وأوضح الخبير والمستشار بالطيران المدني هايلي بلاي في مفتتح الورقة التي قدمها بالندوة ان المفهوم المشترك للسلامة في الطيران يقصد بها حالة أو ظرف للحماية من ارتكاب الأخطاء أو الحوادث أو ما يسبب الأذى أو الفشل تخفض فيها امكانية حدوث الأذى للأشخاص أو الضرر للممتلكات الى مستوى مقبول أو هي التحرر من الظروف التي بمقدورها أن تحدث وفاة أو اصابة الأفراد أو فقدان الممتلكات أو المعدات أو البيئة. وأكد هايلي أن الاستئصال الكامل للحوادث أو الوقائع الخطرة لا يمكن تحقيقه وأن الاخفاقات ستظل رغم الجهود المبذولة لتلافيها لجهة لعدم وجود نظام صنع الانسان خاليا من المخاطر أو العيوب الأمر الذي يجعل الأخطار والأخطاء مقبولة في أي نظام تقليدي. وأوضح هايلي المقصود بالسلامة المتحكم فيها أن النظام التي يعمل على تحقيقها قائم على الخطط والتصاميم والتوقعات لذا يحتاج لمعالجات لتعزيزه قبل أن يحذر من الاهمال والثقة المفرطة أكثر خطرا من المخاطر المقبولة بقصد، وأضاف أن الأخطاء المؤسسية تحدث عندما تفشل الادارة في ادراك مسؤولياتها تجاه السلامة فلا تخصص موارد كافية لتحقيق الهدف وتوجهها نحو القاعدة حيث يصبح تحقيق المكاسب الدافع الوحيد علاوة على فشلها في تقييم المخاطر المتصلة بالتشغيل وعدم القدرة على الحد والسيطرة على المخاطر. وعن الأسباب وراء وقوع الحوادث يقول هايلي لا يمكن التوصل الى الأسباب الحقيقية للحوادث الا في حالة كونها عملا تخريبيا صريحا ومع ذلك لا يعفي سببها التخريبي طرح تساؤلات عن أمن النظام ولا تفادي الحوادث والتقليل من وقوعها ، ودعا هايلي الى ضرورة التعرف على أوجه القصور التنظيمية والعمل على خلق نظام اشرافي مناسب وزيادة جرعات الوعي الاداري لدى مسؤولي السلامة بجانب الشفافية وبث قيمتها وثقافتها وسط الموظفين الذين يميلون بطبعهم الى اخفاء الحقائق . وخلص هايلي الى أن ادراك فكر وتطور السلامة ساعد على فهم العوامل التي تقود الى وقوع الحوادث كالمعرفة بالعوامل الفنية والبشرية وعوامل المؤسسة وأكد أنه ليس هناك حادث يقع بسبب خطأ أو هفوة واحدة انما يقع لتجمع وتضافر عدد من الأسباب التي تتعلق بالسياسات أو الادارة أو بيئة مكان العمل أو الظروف المالية غير المواتية . وأبان الخبير هيالي أن قياس معدل الحوادث يقوم على معدل عددها في المليون رحلة مغادرة خلال خمس سنوات متتالية الأمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان قياس ما يحدث بالسودان والقارة الأفريقية جمعاء وفقا لهذا المعيار لجهة عدم توفر شرط العدد المنسوب اليه ، وزاد هايلي أن معدلات الحوادث ليست هي معدلات السلامة وانما تشكل مرجعيات الهدف منها تحديد اتجاهات السلامة وأنها لا تمثل معلومات للحكم على منطقة ما بأنها أكثر سلامة من الأخرى ومع ذلك توجب مسؤوليات والتزامات السلامة أن تحدد المؤسسة مسؤولا أول يكون عادة المدير التنفيذي بغض النظر عن صلاحياته لتقع عليه المسؤولية نيابة عنها بجانب جميع أعضاء ادارتها ، وزاد هايلي أن من نوفمبر 2011 تم تحديد وتنظيم مسؤوليات واجبات المدير المسؤول بالاقتران مع اشتراطات نظام ادارة السلامة بحيث يكون المدير المسؤول شخصا واحدا معروفا على أنه المدير التنفيذي الأول أو الشريك أو المالك . وأضاف شريطة أن يكون للمدير المسؤول السلطة الكاملة على قضايا الموارد البشرية والصلاحية في الأمور المالية والمسؤولية المباشرة عن شؤون المؤسسة والمسؤولية النهائية عن جميع قضايا السلامة . ودعا هايلي الى العمل على تطوير قطاع الطيران المدني عبر تشجيع الاستثمار فيه وختم بأن السلامة والتشغيل وجهان لسلامة الطيران حيث أن وجود أحدهما لا يكون الا بوجود الآخر . ومن جانبه قدم المنسق الوطني للسلامة محمود الحسن محمد ورقة عن صناعة الطيران في السودان بين التدقيق الدولي والهموم المحلية أكد فيها تقدم تحقق السلامة الجوية بالبلاد على مستوى التصنيف العالمي قبل أن يدعو وسائل الاعلام للتحقق والتريث قبل الكتابة عن الطيران لحساسية القطاع .