٭ مصر والسودان.. شارع، يمتد عبر حدائق القبة، حتى قسم الوايلي في شمال وسط القاهرة، والسودان، شارع يفصل بين بولاق الدكرور ومدينة المهندسين، وفي قسم النزهة بحي مصر الجديدة شارع الخرطوم، وكان بين شوارع مصر شارع اسمه (عبود).. لا أدري لا يزال باقياً، أم اختطفته يد المنون. ٭ وسفارة جمهورية السودان، في جمهورية مصر العربية، في قاردن سيتي، يؤمها السودانيون والمصريون، سواء بسواء. ٭ وفي زيارة فخامة رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير، مؤخراً لمصر، أقام سفير دولة السودان، لدى جمهورية مصر العربية، كمال حسن علي، حفل عشاء (فاخر)، في دار المدفعية. ٭ الحفل في حد ذاته، كان محل حديث كل الذين شاركوا فيه: تنظيماً وحفاوة وفخامة. ٭ وفي تقديري، وآخرين إذا لم يقم السفير كمال حسن علي غير هذا الحفل، لكفاه. ٭ شهد الحفل، رموز مصر: الأزهر والكنيسة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين، وأصدقاء السودان من المفكرين والأدباء، ورؤساء الأحزاب المصرية. ٭ والأحزاب في مصر كالصحف السياسية في السودان (لا أدري عددها بالضبط)، ونحن في مصر، تم التصديق لحزب جديد، باسم (الدستور)، وفور عودتي إلى السودان، تلقيت نبأ بتصديق صحيفة جديدة باسم (سبورت نيوز). ٭ اللهم زد وبارك. ٭ في الحفل الفخيم الذي أقامه سعادة سفير السودان لدى مصر، كمال حسن علي، (كسر) الرئيس البروتوكول، الأصل أن يدخل الرئيس بعد آخر المدعوين، ويخرج أولهم، لكن فخامة الرئيس البشير، رأى، من باب (المحبة)، أن يكون آخر الخارجين، وصافح المدعوين فرداً.. فرداً، نعم.. فرداً.. فرداً، وخرج آخرهم. ٭ داعب الرئيس البشير، الصحفي المصري عادل حسين: كبرت يا عادل!! ٭ وكان الرئيس في متن حديثه للحاضرين، وهو يشير إلى برنامج الحركة الاتحادية في أول انتخابات جرت في السودان، قال البشير: (الشباب زينا) بتذكروا تلك الأيام! ٭ ولا شك عندي أن الرئيس البشير، في زيارتنا لمصر، كان أوفرنا شباباً. ٭ قال البشير في ذاك اللقاء: إن الحزب الذي كان برنامجه الوحدة مع مصر، هو الحزب الذي نال أعلى الأصوات، وشكّل الحكومة. ٭ وكان مولانا محمد عثمان الميرغني، ونجله عبد الله المحجوب، حضوراً. ٭ وتناول البشير، في سرد موضوعي العلاقة التاريخية بين مصر والسودان. ٭ والعلاقة التاريخية بين مصر والسودان، ضاربة في القدم.. لعل بعضنا يتذكر تصريح النحاس باشا الشهير: (تقطع يدي ولا يقطع السودان). ٭ لكن السودان قطع، ولم تقطع يد النحاس، ودارت الأيام دورتها. ٭ في عهد الرئيس الراحل جعفر النميري، عرف البلدان، صيغة (التكامل)، وسارت الأمور بأحسن ما تكون، حتى على مستوى الصحافة، عرف البلدان مجلة (الوادي) بإدارة وتحرير مشتركين. ٭ ثم جاء الإمام الصادق المهدي (مساه الله بالخير)، بعد انتفاضة رجب بصيغة (الأخاء). ٭ وأبان حكم الرئيس محمد حسني مبارك (متعه الله بالصحة)، كانت العلاقة في تقديري (مرتبكة)، وهلامية. ٭ كانت العلاقة بين البلدين، في أحسن أحوالها: (خطوة إلى الأمام.. خطوتان إلى الخلف)، بحسب فلاديمير لينين. ٭ وإن كان ثمة ما يمكن دمغه بزيارة الرئيس البشير، إلى مصر، مؤخراً، فهي زيارة، لوضع هذه العلاقة في مسارها المطلوب. ٭ تعب الشعبان من التغني بالعاطفة الجياشة، وقصائد الشعر العذبة، (إن أعذب الشعر أكذبه). ٭ ومع ذلك، لا مانع من: (يا عمي نحن أخوات)، و(موية النيل)، و(اللي دهن الهواء دوكا). ٭ ويبقى المهم: علاقة ذات جذور، وضاربة في التاريخ، ولا فكاك منها. علاقة ذات نفع ومصلحة مشتركة.