٭ (للأنثى أن تضجع في مخدعها/ تشكو الوحدة/ وتفك ضفيرتها/ وتؤكد أن المائدة افتقدت رجلاً خشناً/ يعبث بالأطباق، ويحتد قليلاً، ويزمجر أحياناً). ٭ والأنثى: امرأة وقرية وضيعة، لكن مقاشي الأنثى (لن تفعل ذلك). ٭ من فرط محبتي لشيخ قريتنا مقاشي (سيد أحمد خليفة علي) هالني ما سمعته من أنباء متضاربة، حول بيعه التمر في (أمه). ٭ قال محدثي: سيد أحمد خليفة باع (أنقاية خليفة.. الطالعي والنازلي)، في أمها. ٭ وللقراء المحترمين: ( في أمها).. يعني أنه لم يحش التمر، الذي (قفَّزه ورعاه)، ولم يخرط (الشخاليب). ٭ وبيع التمر في أمه، يعنى أن شيخ قريتنا سيد أحمد، لم يجلس تحت نخلة وارفة الظلال، و(السبيط) أمامه، و(الحشاش) أعلى النخلة، و(اللقاطين)، مُتحفزين ب (قفاف السكر)، لجمع التمر الذي يتساقط على الأرض، عند (الحش). ٭ وهذا يعني أن شيخنا سيد أحمد، ليس في نيته، تعقب الحشاش، وصعود (الكُعد)، و(الكشيك). ٭ قال لي محدثي: أحياناً، ما يُحصد من (الكشيك)، يعادل ثُمن المحصود، فإذا ما أضفت إلى ذلك (تمر الهبوب)، يتجاوز الفاقد النصف. ٭ وهذا الفاقد، يعتبره أهلنا (مكسباً)، لا يتأسفون عليه ولا يحزنون، ففي الأصل، عندهم، عند زرع الشتلة، أنها: للدناع وللمناع وللغاشي وللماشي، ولطير السماء الراكي. ٭ وأهلي في الشمال، يتعاملون، مع النخلة ب (محبة وإلفة)، يوسِّعون لها الحفرة، منذ هي (شتلة)، ويميزون بين الشتلات، ما بين (مُدْور) و(مُضرس)، ويحرصون على ريها، يتخيرون أوقات السقيا، (إن شراب الحر ضار) وعندما تشب عن الطوق، يواسون سعفها، ويريحون قلبها بين الجريد، ويدعمون تربتها ب (الماروق). ٭ لكن شيخ قريتنا سيد أحمد، آثر أن يتنازل عن كل هذه (المتعة). ٭ وما دام شيخ قريتنا تخلّى عن متعة الحش هذا العام، فمن المؤكد أن العام القادم سيشهد اعداداً من الذين سيبيعون التمر في أمه. ٭ ولهذا رأينا من واجبنا تجاه النخلة وسيد النخلة، أن نفتح ملف (إشكالات الزراعة ومشاكل الترابلة في الشمال). ٭ ومما أحزنني أكثر، أن محدثي عمر عثمان عبد الله، وهو من الذين حضروا الحش، عندما سألته: عن طعم القراصة، وسعن الموية، وترمس (القارض)، وشاي بي تحت: ضحك، حتى بانت نواجذه، وكاد أن يقع على قفاه، قال لي: أنت وين؟! الفطور بي تحت سندوتشات ومياه غازية!!. ٭ فلم استطع أن اسمع ما بدأ يحكي لي فيه من تغيرات حدثت. (ونواصل)