يتمتع العميد قلواك دينق الوالى ولاية اعالى النيل سابقا بزاكرة حديدية حيث يحتفظ حتى كتابة هذه السطور باسماء كل الطلاب الذين درسوا معه خلال مسيرته التعليمية واسماء الضباط الذين عمل معهم فى الجيش السودانى واصدقائه وجيرانه فى الشمال والجنوب ويهتم قلواك ايضا بتوثيق كل رحلاته الداخلية والخارجية ومن هواياته الغريبة ايضا الحفاظ على كل اوراق عمله وكل كتاباته حيث يحتفظ فى مكتبة باوراق الامتحانات التى جلس اليها فى المدرسة الاولية حيث نجح وقتها نجاحا كبيرا وتفوق على الجميع فى كل الامتحانات ويحتفظ قلواك ايضا بالصور التذكارية التى جمعته مع اساتذته وزملاء الدراسة والعمل وجمع قلواك كل ما مر به خلال حياته فى كتاب جديد بعنوان النهر والرجال تحدث فيه عن اسرته ودخولة الى الكلية الحربية كاول ضابط من ابناء النوير وغيرها من القصص والطرائف التى جمعته مع المشير عمر البشير. * قلواك من مواليد مارس 1953فى قرية وى دينق (بلد دينق) المسماة على اسم والده المزارع البسيط الذى يعالج المريض، بالادعية والطقوس التقليدية ، والدته اسمها (راشل ناقوان شيوات) ايضا معالجة تقليدية، وهى اول مرة اعتنقت المسيحية فى قريته رغم رفض اهلها وكان السبب صديقة العائلة المبشرة الالمانية الاصل والامريكية الجنسية (النر بانديبورت ناريال) ، التى ادخلت قلواك المسيحية والمدرسة والجيش وحزن عليها بعد طردها مع المبشرين، ومنحته وهى مسافرة آلة موسيقية هدية. * والدته كانت رافضة دخوله المدرسة حتى لايترك الصلوات لان مدرسة الناصر الغربية كانت تابعة للمبشرين، واصبحت حكومية يدرس فيها اللغة العربية والتربية الاسلامية، لكن المبشرة ناريال اقنعت والدته واصرت ان يتعلم ودخل المدرسة سنة 1962م. وكان الناظرن من ابناء ام درمان واسمه الزين عمر، ودرسنه الرياضيات الاستاذ نجم الدين عيسى والسر الكلس، والرياضة البدنية الاستاذ جمعة وايزايا، والاستاذ يحيى الفاضل اللغة العربية وعلمه الاناشيد الوطنية زى (وطنى وهبتك كلما توحى المحبة من معانى.. وطنى عشقتك خاشعا وغرامى ارض قد هوانى) وكان يلحن بالعود نشيد (برز الثعلب يوما فى ثياب الواعظينا). * كان قلواك مثالا للطالب النظيف الشاطر المهذب، ومحل اهتمام كل الاساتذة وبجى الاول، وبقفل الدين والعربى100%، وحافظ جزء عم ويس بالترتيل عن ظهر قلب وبعد ان تم قفل المدارس ايام التمرد الاول، انتقل الى مدارس الشمال مع (99) طالبا ودرس الوسطى فى الجزيرة ابو عشر فى معهد عبد النور الدينى وبعدها مدرسة طابت عبد المحمود الاميرية بعد ان غلب تيم الكورة القوى الذى يلعب مع مجموعة من ابناء الجنوب ضد اولاد طابت الشمال وكان قلواك فى خانة الاستوبر ولاعب حفيان وجاء لاعب وضربه فى رجله والشكلة دورت بين فريقه وناس طابت، وتم تحويل ال 99 طالبا الى الخرطوم معهد عبد المنعم الى ان جات ثورة مايو وتم نقلهم كل خمسة طلاب الى ولاية وتم نقل صديقه كانق دينق وزير الصحة بملكال الى قرية (النوبة) وقلواك الى النيل الأبيض قرية (النعيمة) وظل برفقة صديق العائلة مرتضى ابراهيم هبانى مع الحسانية لغاية المرحلة الوسطى * درس الثانوى فى مدرسة حلفا الزراعية، وكان يغضب حين يسمع الطلاب يهتفون (داون داون يو. اس. اى.) و(نو فدريشن فور ون نيشن) وتضربهم الشرطة بالبمبان، باعتباره جنوبياً ويحب جعفر نميرى الذى اتى بالسلام وقضي ايام حلوة فى حلفا، ولعب فى فريق الشبيبة درجة تانية . * بعد تخرجه من حلفا الفنية 1975 كان يتمنى دخول كلية الطب ليعالج والدتي المريضة أو أدخل معهد الانتاج الحيواني بكوكو لكنه ارتكبت خطأً لما رفض امتحان الدين الإسلامى وجلست لامتحان الدين المسيحي بدون معلم ومقرر وجاب نتيجة ضعيفة فسافر الجنوب وعمل خبيراً زراعياً بجزيرة جوبا (كندكرو) مع الأميركي ليو همون ورشحه لبعثة دراسية بكاليفورنيا لكنه دخل الجيش بعد ان سلم جعفر نميرى الذى زار منطقتهم ورقة صغيرة فيها طلب التحاق بالجيش فاندهش نميرى من شجاعته وأوصى بقبوله بالكلية كاول نويراوى يوم 10/4/1976 الدفعة النار (27) وكان أول الدفعة اللواء الركن عمار عدوي من أولاد الحصاحيصا قائد في دارفور واللواء الركن يعقوب إبراهيم قائد المظلات. * قلواك هلالابى معجب بجكسا والدحيش وقاقارين وامين زكي وكمال عبد الوهاب وسباح ولاعب سلة وكرة طائرة وفي مدينة جبيت حطم الرقم القياسي في العاب القوى في سباق (سماء قريب) . * قلواك تم اعتماده مسيحياً عام 1959، لكنه درس التربية الاسلامية وحفظ القران حتى الثانوي العالي وفي دورة تدريبية في صيانة المظلات بالسعودية جلس لامتحان تحريري واجاب على الاسئلة كلها فصاح الاستاذ السعودى متعجبا: (اذا كان هناك شيخ بالسودان فوالله هذا شيخ السودانيين) وقدم له كتاباً بعنوان (هدايا الحيارى) وعمل قلواك فترة طويلة مع الانقاذ وطبق بعض مبادئ الحركة الاسلامية في المسيحية وهو يكره الشيوعية وأي زول بقول الله مافي. * قلواك تزعجه جداً الأصوات الانفصالية ويتمنى وحدة السودان وقال ان العالم الآن كله يعمل ليكون كتلة واحدة من غير حواجز او فروقات في الشكل او اللونولقلواك الان اصدقاء في الشمال والجنوب من المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية وامنيته ان يعيش الناس سوا في سلام ووئام بدون خلافات.