فى زيارته للسودان والتى استمرت ل»9» ايام طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بحقوق النازحين داخلياً، تشالوكا بيانى، الحكومة السودانية بايجاد حلول دائمة للعدد الكبير من النازحين فى البلاد والذى يقدر ب «4» ملايين نسمة فى مناطق النزاعات المختلفة، بالاضافة الى اغتنام الفرص المواتية لتحقيق السلام والاستقرار والتصدى للأوضاع الصعبة التى يعيشها النازحون من حيث السلامة وحقوقهم الأساسية فى الغذاء والمأوى والصحة والتعليم وسبل العيش المناسبة وضرورة تضافر الجهود من اجل توفير المساعدات الممكنة لتلبية احتياجات النازحين وحمايتهم وذلك بهدف خلق بيئة مؤاتية للتوصل الى حلول سياسية جديدة ووضع تدابير عملية لضمان تنفيذ الاتفاقيات التى سبق توقيعها. وقطع تشالوكا فى المؤتمر الصحفى الذي عقده امس بمكاتب برنامج الاممالمتحدة الانمائى بالخرطوم بوجود سياقات مختلفة للنزوح فى السودان سواء الجديد منها او التى طال امدها، وقال ان اهم عوامل النزوح فى السودان الصراعات المسلحة، والعنف الطائفى والنزاعات على الموارد نتيجة لأثار تغيّر المناخ والكوارث الطبيعية. واوضح مقرر حقوق النازحين انه جاء الى السودان لتفقد الأوضاع الداخلية بدعوة من حكومة الخرطوم بغرض مناقشة امر النازحين والالتقاء بهم بالاضافة الى الاستماع الى أصحاب المصلحة الاخرين ومعاينة الحالات فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووضع الأشخاص الذين يأتون اصلاً من دولة جنوب السودان والمتواجدين فى نقاط المغادرة وفى مواقع أخرى فى اجزاء البلاد المتفرقة. واضاف تشالوكا، اريد أن أُثنى على الجهود التى بذلتها حكومة السودان جنباً الى جنب مع الاطراف الأخرى ومحاولتها لمعالجة بعض مصادر النزوح واسبابه والنتائج المترتبة عليه، ومن ثم العمل من أجل السلام والحلول المستدامة للنزوح. واوضح ان وثيقة الدوحة لسلام دارفور واحدة من أسباب علاج القضية المتشعبة، واشار الى ان الوثيقة تتضمن احكاماً اساسية لايجاد حلول دائمة للنازحين والعائدين، بالاضافة الى الأحكام الأخرى فى مجالات الأمن وتقاسم الثروة والسلطة وحقوق الانسان والعدالة والمصالحة، والتى قال انها اذا طبقت بشكل فعال فى الوقت المناسب ستساهم فى ارساء السلام والاستقرار فى دارفور ومنع النزوح فى المستقبل. وطالب تشالوكا الحكومة السودانية بمواصلة تعزيز جهودها لضمان تقديم المساعدات الانسانية فى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقال لابد من ان تسمح جميع الأطراف وعلى وجه السرعة بوصول المساعدات الانسانية الى كافة المناطق وتنفيذ مذكرات التفاهم التى وقعت فى اغسطس الماضى للعام الحالى 2012 بخصوص وصول المساعدات الانسانية للمتضررين. وشدد مقررالنازحين على ان بعض التحديات الرئيسية لاتزال قائمة فى مجال النزوح الداخلى لاسيما بالنسبة لتنفيذ الاتفاقات ذات الصلة فى الوقت المناسب وبشكل فعال وتحسين الأمن الخدمات وسبل العيش والوصول الى العدالة واحترام حقوق الانسان. وقطع تشالوكا ان وصول المساعدات الانسانية المفتوحة والمستدامة للنازحين فى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة مرهون بالوصول الى اماكن المتضررين وحصرهم وتقييم احتياجاتهم الاساسية بحيث يجرى التخطيط بشكل سليم لوصول المساعدات، وقال «اني أحث حكومة السودان باعتماد نهج شامل للحلول الدائمة وتسهيل برامج العودة الطوعية والادماج المحلى واعادة التوطين» ، واضاف اطالب ايضا المجتمع الدولى والمانحين بالايفاء بالتزاماتهم من اجل دمج المجتمعات المحلية المتضررة من النزوح فى التخطيط المدنى فى المدن حتى يتمتعوا بالخدمات والتنمية وسبل كسب العيش. واشار الى انه التقى بنازحي دارفور والذين ابدوا رغبتهم فى برامج العودة الطوعية وذلك بعد توفير احتياجاتهم الأساسية، وقال «كانت مشاركة نازحي دارفور فى وثيقة الدوحة امرا جيدا الا انه يجب اشراكهم فى مراحل التنفيذ». وفى سياق ذى صلة طالب المقرر الخاص للأمم المتحدة للنازحين، الحكومة السودانية بتنفيذ اتفاق الحريات الأربع مع دولة جنوب السودان وذلك لتعزيز ثقافة احترام حقوق الانسان والوقاية من حالات المضايقة والانتهاكات التى قد يتعرضون لها وتقنين اقامة الاشخاص الذين يرغبون فى البقاء ، بجانب تيسير برامج العودة الطوعية والآمنة بالتعاون مع حكومة دولة جنوب السودان وفتح مسارات للمساعدات الانسانية للجنوبيين الموجودين فى الشمال. وفى الاتجاه ذاته، ناشد تشالوكا الخرطوم بالمصادقة على اتفاقية الاتحاد الافريقى لحماية ومساعدة النازحين للعام 2009، واوضح تشالوكا انه خلال زيارته التقى بالوزارات الحكومية ذات الصلة والمسؤولين المحليين، والسلطة الاقليمية لدارفور ولجنة العدل والحقيقة والمصالحة،و اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بالاضافة الى المجتمع المدنى والزعماء التقليديين، فضلاً عن المتضررين فى شمال دارفور وغرب دارفور والخرطوم، هذا قبل ان يبدى أسفه لعدم تمكنه من الوصول الى جنوب كردفان والنيل الازرق، واوضح تشالوكا انه سيرفع تقريره الخاص بالنازحين فى السودان فى يونيو من العام القادم 2013م. وفى رده على اسئلة الصحفيين: لماذا لم يتمكن من زيارة النيل الازرق وجنوب كردفان وتقييمه لأوضاع النازحين سلباً ام ايجاباً بالاضافة الى ما اذا كان تعرض لمضايقات وعراقيل فى سبيل مهمته، ولماذا لم يصل ولاية شمال دارفور، اوضح تشالوكا انه لم يتمكن من زيارة ولاية شمال دارفور لتعارض الزيارة مع بداية عطلة السنة الهجرية ، ونفى تعرضه الى اي مضايقات او عراقيل حدت من مهمته، لافتاً الى انه لم يزر ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان بسبب الظروف الأمنية وتلبية لنصيحة مسؤول الأممالمتحدة للامن بالسودان الذى نصحه بعدم الذهاب الى هذه المناطق، وقال ان حكومة الخرطوم خيرته بالذهاب او عدمه. ووصف تشالوكا اوضاع النازحين فى السودان بالمتوازنة ، وقال انها لا تختلف عن ظروف النازحين في الدول الاخرى ، واشار الى تحسن اوضاع نازحى دارفور مقارنة بالعام 2008 ، وقال تحسن الامن وتضاءلت الصراعات اليومية التى تؤدى الى النزوح، الا انه قال ان النازحين يشعرون بالاحباط لعدم اشراكهم فى مراحل تنفيذ اتفاق الدوحة الذى يعولون عليه كثيراً. وتعهد مقرر النازحين بالتزام الحياد والموضوعية فى كتابة تقريره للأمم المتحدة، وقال «» أتيت الى هنا بولاية مستقلة» ، وقال انه سيناقش التقرير اولا مع الحكومة واصحاب المصلحة قبيل ان يرفعه الى مجلس حقوق الإنسان».