عندما تكون أية مهام فنية أو لوجستية هي أس وأساس أي عمل، تكون هي بالبداهة محور نجاحه أو فشله، وبقدر ما تنجح الجهة المناط بها مثل هذا العمل في الوفاء بمطلوباته الفنية أو اللوجستية فانها تنال التقريظ والاشادة، وبقدر ما تفشل في ذلك فلا مصير لها سوى الاطاحة وقبل ذلك المحاسبة على التقصير، ولعل آخر شاهد على ذلك هو ما حدث لفريق المريخ الذي خسر مباراته المهمة أمام فريق الترجي التونسي يوم الجمعة الماضي بسبب الاخطاء الفنية باجماع المعلقين والمحللين الرياضيين الذين عزوا سبب الهزيمة الاكبر للاخطاء الفنية سواء تلك التي وقع فيها الجهاز الفني بالتشكيلة الخاطئة التي بدأ بها المباراة أو تلك التي إرتكبها اللاعبون داخل الملعب بتمركزهم الخاطئ وغير الصحيح وخاصةً خط الدفاع وحارس المرمى، وقد دفع المريخ نتيجة هذه الاخطاء ثمناً فادحاً تمثل في الاهداف الثلاثة التي ولجت مرماه في أقل من نصف ساعة وربما أطاحت به هذه النتيجة من دوري الكبار وهبطت به إلى مستوى الكونفدرالية بل لا قدر الله سيهبط إلى المحلية وسيعود أدراجه إلى الدوري السوداني إن لم يتدارك هذه الاخطاء الفنية ويُحسِّن من مستواه وأداءه الفني، وهذا ما نرجو أن يكون صنوه ونده الهلال قد فطن إليه في مباراة الأمس- نكتب قبل ست ساعات من موعدها- وعمل على سد كل الثغرات الفنية حتى لا تتسبب في الاطاحة به من ام درمان وقبل مباراة الرد بالاسماعيلية قلعة «الدراويش» فريق الاسماعيلي المصري... أكتب عن المريخ وأخطاءه الفنية وعيني على المفوضية القومية للانتخابات التي لا أزال أراها وأسمعها وهي تذيع كل يوم النتائج المملة لانتخاباتها المثقوبة ولم تطح بها الاخطاء الفنية واللوجستية الجسيمة التي ارتكبتها وكانت كفيلة بالاطاحة بها وستظل أيضاً كفيلة بالاطاحة بها وإنهاء التعاقد معها بعد فراغها من إنتخاباتها المعيبة المعلولة، والشاهد هنا هو أن كثير من محللينا ومعلقينا السياسيين وما أكثرهم هذه الايام لا تحلو لهم مقاربة الانتخابات وتشبيهها بشيء مثل تشبيهها بمباراة في كرة القدم، فاذا صحّت هذه المقاربة وهي عندي صحيحة فإنه يصح أيضاً أن الاخطاء الفنية التي تصاحب العملية الانتخابية لا بد أن تطيح أيضاً بالجهة المشرفة على تنظيم وإدارة هذه المباراة السياسية كما تطيح بالفرق الرياضية، خاصةً وأن ما يسمى بالاخطاء الفنية التي وقعت فيها مفوضيتنا هي أخطاء فريدة وعجيبة وأزعم أن لا مثيل لها منذ أن عرفت البشرية الانتخابات وأوراق الاقتراع ويعتبر مجرد الوقوع في مثلها فضيحة ولن تسعف المفوضية هنا حجة أنها عالجتها بأعجل ما تيسر. الآن تمضي الانتخابات إلى نهايتها كما خُطط لها وستنتهي إلى الوضع الذي بدأت في ظله حيث يبقى الشمال تحت قبضة المؤتمر الوطني والجنوب تحت سيطرة الحركة الشعبية، ولكن هل ستظل المفوضية أيضاً بتشكيلها الحالي قائمة تمد لسانها ساخرة على كل من سخر منها بسبب أخطائها التي لا قبلها ولا بعدها، لا نظن، والأفضل لها أن تستقيل بعد إكمال مهمتها الحالية قبل أن تقيلها الاحزاب والتنظيمات السياسية والتي حزمت رأيها على أن لا تخوض أية إنتخابات مقبلة تحت إشراف هذه المفوضية.