«حبتب حياة»! لا أزال في الدُجى الدامسْ أسمع صوتك الهامس وحين أرجع أتاوق ليك.. ألقاك لا خبر لا حسْ مالك يا سِميحة الطلّة مالو وجهيك الوضاح علىَّ ما طلَّ مسختي المباهج والله.. بَعَد ضاحكتي واتونستي.. مالك لىَّ ما ودعتي كان (برّاحة) لىَّ همستي ما دام للرحيل أزمعتي.. ولدم القلوب ادمغتي ليش يا مليحة البسمة.. رحتي رحلتي زي النسمة من داك الوكت صديتي أنادي عليكي ما رديتي بي لهج العسل ضنيتي لا ارشدتي ولا وصيتي.. لا جاملتي لا خاطرتي لا واجبتي لا قالدتي.. لا قدّدمتي.. لا وصّلتي وانتي الياما كمْ أكرمتي وأتحزمتي والتزمتي.. بل كفيتي تَوِك للكُبُود حشيتي لا دمع اليتيم قشيتي وضيف الهجعة ما عشيتي ليش يا الصادقة لىَّ غشيتي لملمتي الفرح وطويتي طيّة (بِرشِك) البى سرعة بيهو مشيتي فاقداك يا البضوي بِسيمِك.. وين حِلْو الكلام في خَشِيمِك حلّفي يا ندية الكفْ.. فوق الزاد يطول (خِسِّيمِك) يا نِعمْ العشير والجار ويا مستودع الأسرار ليه مدّيتي للمشوار؟ ماك عارفه الزمن غدّار؟ وماك عارفة الدرب ودّار؟ نِتلفّتْ وراك يا يُمّة.. لا قبساً قريب من نار لا نجماً هناك ضوّايْ.. مِن فيض رأيك الهدّايْ لا زيْ حضنك الدفّاي لا زي قلبك الساساق.. علىَّ زوزايّ لا زي طرفك الحنّان.. علىَّ بكّاي يا الربيتي لىَّ جناي يا لسندتي ديمة قفاي ليه جففتي شلال الفرح جوّاي؟ ليه صادرتي مِنّي غُناي؟ عاد صبِرني يا مولاي! سِتّ الشوره.. يا الدبّاره سِتّ الحوبه قابلتي الصعاب وكُروبا بالايمان قطعتي دروبا حين كان المشانِق للرجال منصوبه وحين كان (الزعيم الحاج) بِيقْدِلْ صوبا مسنود ضهرو بى (زينوبة) دي المِنّ العيوب محجوبة المحشوفة.. لا المهزومة.. كَرِبتْ توبا قابلتي المِحَن وخُطوبا.. واتحديتي.. في غياب الزعيم وصمدتي.. ليهو وفيتي بالدمّور عديل حدّيتي يا الربيتي.. يا الوجّهتي.. يا الوصيتي لى شرف البنات حافظتي.. ما فرطتي بل راعيتي يا المستورة.. لا المحسوره.. للإيد حاشا ما مَدّيتي يا الراسيه التقيله.. رزينه.. ما خفّيتي.. ياامْ فهماً وسيعاً حاشا ما اتلفّتي أو إحترتي.. بل حيّرتي ياالدرّبتي في البيت والدروس نجّحتي إنتي الكانلة.. بى وزن الدهبر رجّحتي يا العاشرتي.. كم سامحتي عشتي نقية.. زاهدة تقيّه.. بحمد الإله سبَّحتي ولكُلّ الصفات الطيبه كُنتي فرَسْ رِهانا ربحتي قُولي الليله وين أصبحتي؟ أما نحن.. ضِعنا وراك اقمّحنا بالحسرات مِسينا.. صِبحنا.. يا دي المِحْنه! ويا دي الهجمة.. يا دي الوجعه كُرْ يام زين.. مِنّ البيت.. وميتة الفجعة كُرْ مِن روحة مِن غير رجعه لا زال جُروح فَقْد (الزعيم) تصرخ تَوِحْ غايرات جروحك ياام شلوخ نابحات مَستَّفه بالنَّتِحْ وطيفك المحبوب يرفرف.. لا يجافي ولا يَزِح يا يُمة هل غادرتي صِحْ؟ والكون مكندك بالرماد.. أعلن حِداد أصبح مَجكّن بالسواد ووشاً كَلحْ يا يُمة عِفتيهو الخراب.. لدار خلود وبيعاً رِبِح.. يا أمي ما دفنوك.. بل دفنوا الادب والإحتشام والعِفّه والخُلق السَّمِحْ يا أغلى أمْ.. انتي الفي الكنوز منجمْ يا مَن قُربك البلسم أضحى فراقِك الحصرمْ (كالعلقم) زفاك الجميع بالحسره يبكوك بى دموع الدمْ وِداعة الله يا (زينوبه).. والسوّيتي هُو المغنمْ أخافك يا (قِبير) أمّي.. تبقى معاها تِتْلوَّمْ أرجوك برِّح الساحات.. أبقى عليها لا تِتلمْ ولا تِنضَمْ يبقى غسولا موية الثلج والبَرَد.. وخلِّي جِسيما فيمْ يِنْجمْ أرجوك أسرج الحسنات قناديلاً تعادي ظُلمْ كُنْ لها روضة الجنات.. لا حزناً ولا خوفاً.. ولا شيلْ هَمْ هَبْهِبْ عليها بالنسمات، والنفحات.. كثير مِن جَمْ وادعوك.. ربي يا رحمان.. سائلاك لأبوي وأمي.. فيض الرحمة والغفران ألبِسهم ثياب السُندس المُخْضَر.. لا الأكفان ضاعف ليهمْ الحسناتْ وامحو تماماً الهفواتْ.. وجازيهم جزا الإحسان مَهِّل ليهم البركات.. وابْهلْها بلا حسبان وسخر ليهم الرضوان.. يصبّحهم ويماسيهم ووَهِّطهم بأعلى جِنان متعهم بشوفاتك.. وليهم تقِّلْ الميزان وحَنْ يا ربّي.. خفّف عنّنا الأحزان واهمي علينا بالسلوان وبالغفران المفجوعة