٭ كتبت هذا المقال في جريدة الصحافة الغراء بتاريخ 7 اكتوبر 1102 العدد (8356) صفحة الرأى. قبل أن نتحدث عن عنوان المقال السابق سأتحدث في صورة موجزة عن كل المبعوثين الذين زاروا السودان ممثلين لحكوماتهم والقوات الدولية فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق السلام في السودان وكان من المنطقي أن يبذلوا كل جهدهم في سبيل تقديم المساعدات المالية والمعنوية للسودان لا سيما وأنه ساهم مساهمة إيجابية في محاربة الارهاب برغم أن السودان لا يوجد به ارهابيون فهو بلد آمن، فالقوات الدولية إذا كانت جادة لعملت في إسكان المواطنين الذين تضرروا من الحرب ويعيدونهم إلى مساكنهم بدلاً من إسكانهم في مخيمات ومما يدعو للأسف أن الممثلين الدبلوماسيين لا يقدمون أوراق إعتمادهم لرأس الدولة وهذا يتعارض كلياً مع الاتفاقات الدبلوماسية واتفاقية ڤيينا للعلاقات الدولية في عام 1691 واتفاقات ڤيينا المنظمة للقنصليات عام 3691 وقد تخصصت دول الاتحاد الاوربي والولاياتالمتحدة في مهاجمة السودان وفرض عقوبات ظالمة له وليست لهم الرغبة في تحقيق السلام وهذا رأيي وليس رأى الحكومة السودانية وليس الصحيفة التي أتشرف بالكتابة فيها (صحيفة الصحافة الغراء) ومما يدعو للسخرية أن القوات الدولية فشلت في أداء وظائفها وقواتها تتعرض للخطف كالشمس في رابعة النهار. ولو كانت الدول الاوربية جادة لبادرت لتطبيق مشروع مارشال كما طبقت الولاياتالمتحدة مشروع مارشال في الحرب العالمية الثانية لمساعدة الدول الأوربية. وقد ساهمت الولاياتالمتحدة مساهمة فعالة في إنفصال الجنوب كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، ونحن نؤيد ما جاء في هذه الصحيفة وهي التي كشفت فضيحة ووترجيت. منذ سنوات وأنا أكرر في مقالات عديدة في داخل السودان وخارجه، إن الولاياتالمتحدةالامريكية تعمل من أجل تمزيق السودان الى كونتونات تحارب بعضها البعض في اطار دعوة اليمين المتطرف والمتصهين وعلى رأسهم دقتش شيني نائب بوش الابن رونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق وغيرهما من أساطيل الصهيونية العالمية بالاضافة للمجموعة السوداء المتصهينة، ولو كانت الولاياتالمتحدةالامريكية جادة في تقديم مساعدات للسودان لطبقت مشروع مارشال ولكنها بدلاً من تطبيق هذا المشروع الذي قدمته لدول أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية لم تعمل على إطلاق العمل الجدي في تقديم مساعدات مالية للسودان لا سيما وأنه قدم مساعدات قيمة للولايات المتحدةالامريكية ومخابراتها في اطار محاربة الارهاب!! وهى وعدت بأن تقدم مساعدات مالية لجنوب البلاد وشماله اذا التزمت الحكومة السودانية بإجراء الاستفتاء لفصل الجنوب في موعده في 9 يوليو ولكنها لم توف بوعدها على الاطلاق. ٭ كما ذكرت في مرات عديدة أن أمريكا ليست لها رغبة على الاطلاق في استقرار السودان وما يجري في جنوب كردفان والنيل الازرق يؤكد كالشمس في رابعة النهار أنها تريد تمزيق السودان. وهنا نتساءل هل من المنطقي أن ننتظر أن الولاياتالمتحدة ستقدم المساعدات لاستقرار السودان والاجابة بكل تأكيد لا وأهم الانجازات التي حققتها فصل ثلث البلاد عن شماله واعترافها بسرعة الصاروخ بدولة جنوب السودان ويا للسخرية بالرغم من إدعائاتها الكاذبة والمعروفة للكل أنها تسعى لتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان في كافة دول العالم!! والرئيس الامريكي اوباما الذي وعد الفلسطينيين بأنه سيعمل على منع بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقام باستخدام الڤيتو (حق الاعتراض) بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية بينما هى اعترفت بجنوب البلاد كما هو معروف للجميع بسرعة فائقة، وعلى الرأى العام في السودان أن يعرف أن الصهيونية العالمية وبتأييد من الولاياتالمتحدةالامريكية تعمل في تمزيق السودان وما نراه في النيل الازرق وجنوب كردفان دليل قاطع، وهى تقدم المساعدات المادية واللوجستية للمتمردين في كل أنحاء السودان!! وهدفها يتلخص في إقصاء حكومة الانقاذ من السلطة. وكما ذكرت في مرات عديدة أيضاً أني لا أنتمي لاي حزب من الأحزاب السودانية ولا غيرها وأضع السودان في حدقات العيون والله على ما أقول شهيد. نطالب الولاياتالمتحدة والدول الغربية واسرائيل بأن يجري الفلسطينيون مفاوضات مع الاسرائيليين بدلاً من تقديم طلب الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، ونقول للرأى العام في كل مكان أن الفلسطينيين أجروا مفاوضات مضنية مع الكيان الصهيوني وقد بدأت هذه المفاوضات من مؤتمر مدريد وشرم الشيخ واوسلو ووايد بلانتيشن واللجنة الرباعية. وبالرغم من ذلك فإن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في نفاق يدعون أنهم مع قيام الدولة الفلسطينية بينما اسرائيل ترفض في عنجهية ممجوجة الانسحاب من الاراضي التي احتلتها عام 7691 في وقاحة بفرض حصار لم تر مثله البشرية وبناء جدار عنصري، ولم تقم بتنفيذ القرار رقم (242) والقرار رقم (181) وقرارات أخرى لا يتسع المجال لذكرها وذلك لضيق المساحة. ومما يدعو للسخرية أنها تصرح بتقديم مساعدات للسودان اذا توقفت الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان بينما هى التي تقدم العون لاسرائيل والمساعدات المادية واللوجستية للمتمردين!! هل معقول هذا أيها السادة في سوداننا العزيز؟ ويجب علينا أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم الآخرين فنحن سمحنا بتدخل القوات الأجنبية في بلادنا، ولذا يجب علينا في السودان أن نحافظ على ما تبقى من بلادنا ونعمل على حسم ما يجري في النيل الازرق وجنوب كردفان بالصورة المطلوبة إذ لا يعقل أن يكون للسودان جيشان ونتساءل من أين للمتمردين في النيل الازرق وجنوب كردفان الأموال اللازمة لشراء الدبابات ومختلف الأسلحة التي قد لا يملكها الجيش السوداني؟ وعلى الاحزاب التقليدية وغيرها أن يتقوا الله ويعملوا من أجل استقرار السودان ووحدته وهم بكل أسف قد ساهموا مساهمة إيجابية في إنفصال الجنوب بذهابهم لارتريا والموافقة على حق تقرير المصير للجنوبيين، وهنا نتساءل هل الشعب السوداني البطل قد فوضهم للتوقيع على حق تقرير مصير جنوب السودان. والجدير بالذكر أن حكومة الانقاذ هى الأخرى قد شاركت في فصل الجنوب بموافقتها على حق تقرير المصير لجنوب البلاد، أما أن تدعو الاحزاب التقليدية بالقيام بمظاهرات والتي لا نؤيدها على الاطلاق لأن قيامها سيشكل سابقة خطيرة للأمن القومي لبلادنا لا سيما وأن الاسلحة منتشرة في بلادنا بصورة لا يمكن تصورها بالاضافة للطابور الخامس ووجود كثيف للأجانب في بلادنا ونحن لا نعرف معلومات كافية عنهم واذا كانت المظاهرات التي تنوي بعض الأحزاب التقليدية القيام بها لاستقرار السودان لكُنا رحبنا بها ونشترك فيها!! ولكن كما يعلم الاطفال في بطون أمهاتهم أن رغبتهم تكمن في الوصول الى السلطة ولكي نؤكد ما ذهبنا اليه أن الأحزاب التقليدية بعد قيام الثورة في عام 5891 وبعد سقوط مايو ماذا قدمت للشعب السوداني من انجازات وبعد ذلك دخلت في صراعات عقيمة وعبثية مثل منع دخول المقيم الراحل الدكتور سيد حمد للقصر الجمهوري وهو كما يعلم من الوطنيين النادرين في السودان وشغل مناصب عديدة في داخل السودان وخارجه مثل تقلده منصب مساعد الأمين العام للجامعة العربية للشؤون القانونية، واختلاف الحزبين الأمة والوطني الاتحادي في من سيكون مدير المخابرات. ولم يكونا لجنة لتحقيق لماذا انسحبت شركة شيفرون الامريكية وهى التي اكتشفت البترول بكميات تجارية في السودان وكان مقرها في الخرطوم (2) وكما هو معلوم للكل أن الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة لا تقوم بتنفيذ أى مشروع من المشروعات إلا بعد إجراء دراسات الجدوى!! وضياع وقت الشعب السوداني ترديد عبارة آثار مايو بالرغم من أن الحزبين الكبيرين أضفا الشرعية على مايو بدخولها اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي. ونتساءل أين كان الحزبان حين قام الانقاذيون بإنقلابهم في رابعة النهار بدون إراقة دماء!! لذا علينا أن ننسى جراحاتنا في سبيل استقرار السودان وأن نطبق فكرة العدالة الانتقائية التي طبقها الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا الذي مكث في سجون الاقلية البيضاء العنصرية لمدة 72 عاماً ولكنه خرج من السجن مرفوع الرأس وفي كبرياء نادر وغير مسبوق وترك الحكم في قمة شعبيته. والدولة الوحيدة التي يمكن أن نقول إنها متطورة في كافة الأصعدة هى جنوب أفريقيا وقد رأى نيلسون مانديلا أن الأقلية البيضاء بالرغم من عنصريتها وتسكين الأغلبية المطلقة من الشعب الجنوب افريقي في معازل بشرية لم ترَ مثلها البشرية من قبل لم يعمل على طرد هذه الاقلية من جنوب افريقيا ولكن أين نحن من هذا!! والله من وراء القصد. خارج النص: ٭ فيما يلي سأتحدث عن أساليب الصهيونية العالمية في محاربة المسؤولين والمنشآت الاستراتيجية فهى منذ سنوات قامت برش عقار أو دواء على الزعيم الفلسطيني البارز خالد مشعل وقد هدد الملك الراحل حسين الاسرائيليين بأن يجدوا الدواء لعلاج الزعيم الفلسطيني وقامت أيضاً اسرائيل بوضع جهاز تسجيل في مقعد الزعيم الفلسطيني الراحل ابو عمار وفي الثمانينيات من القرن الماضي أرسلت اسرائيل رسائل مفخخة للخبراء الالمان الذين كانوا يعملون في مجالات تطوير الاسلحة في مصر لذا نرى على المسؤولين في كافة الأجهزة الأمنية في بلادنا أن لا يذكروا المسجد الذي سيصلي به الاخ الرئيس المشير عمر البشير ونرى أيضاً الا تشيرالاذاعة المرئية والمسموعة والصحف السيارة لتنقلات السيد الاخ رئيس الجمهورية، ونرى ايضاً الا يستخدم المسؤولون طائرة واحدة كما حدث للطائرة التي سقطت في تلودي. أيها السادة فالصهيونية العالمية وكما ذكرت في مرات عديدة تستخدم كافة الوسائل لمحاربة السودان وهى ترسل من دول مجاورة ولا داعي لذكرها الفتيات المريضات بالايدز، وهن يشكلن خطورة بالغة لا يمكن تصورها في نشر هذا المرض اللعين، ونرى أيضاً تشديد الحراسة على كافة الخزانات مثل سد مروي وغيره من المنشآت الاستراتيجية ومحطات البنزين والمطارات وحماية السفارات الأجنبية في بلادنا. بالاضافة الى ما سبق فإن لها عملاء في داخل السودان. نرجو لبلادنا الاستقرار والتطور في كافة الأصعدة انه نعم المولى ونعم النصير.