منذ سنوات وأنا أكرر في مقالات عديدة في داخل السودان وخارجه، ان الولاياتالمتحدة الاميركية تعمل من اجل تمزيق السودان الى كونتونات تحارب بعضها البعض في اطار دعوة اليمين المتطرف والمتصهين وعلى رأسهم دقتش شيني نائب بوش الابن رونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق وغيرهما من اساطيل الصهيونية العالمية بالاضافة للمجموعة السوداء المتصهينة، ولو كانت الولاياتالمتحدة الاميركية جادة في تقديم مساعدات للسودان لطبقت مشروع مارشال ولكنها بدلا من تطبيق هذا المشروع الذي قدمته لدول اوربا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية لم تعم? على اطلاق العمل الجدي في تقديم مساعدات مالية للسودان لا سيما وانه قدم مساعدات قيمة للولايات المتحدة الاميركية ومخابراتها في اطار محاربة الارهاب!! وهي وعدت بان تقدم مساعدات مالية لجنوب البلاد وشماله اذا التزمت الحكومة السودانية باجراء الاستفتاء لفصل الجنوب في موعده في 9 يوليو ولكنها لم توف بوعدها على الاطلاق. كما ذكرت في مرات عديدة ان اميركا ليست لها رغبة على الاطلاق في استقرار السودان وما يجري في جنوب كردفان والنيل الازرق يؤكد كالشمس في رابعة النهار انها تريد تمزيق السودان. وهنا نتساءل هل من المنطقي ان ننتظر ان الولاياتالمتحدة الاميركية ستقدم المساعدات لاستقرار السودان والاجابة بكل تأكيد لا. واهم الانجازات التي حققتها فصل ثلث البلاد عن شماله واعترافها بسرعة الصاروخ بدولة جنوب السودان ويا للسخرية بالرغم من ادعاءاتها الكاذبة والمعروفة للكل انها تسعى لتحقيق الديمقراطية وحقوق الانسان في كافة دول العالم!! والرئيس ?لاميركي اوباما الذي وعد الفلسطينيين بانه سيعمل على منع بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقيام الدولة الفلسطينية ولكنه يعارض بشدة ويهدد باستخدام الفيتو «حق الاعتراض» للاعتراف بالدولة الفلسطينية بينما هي اعترفت بجنوب البلاد كما هو معروف للجميع بسرعة فائقة، وعلى الرأي العام في السودان ان يعرف ان الصهيونية العالمية وبتأييد من الولاياتالمتحدة الاميركية تعمل حالياً في تمزيق السودان وما نراه في النيل الازرق وجنوب كردفان دليل قاطع، وهي تقدم المساعدات المادية واللوجستية للمتمردين في كل انحاء السودان!! وهدفها يتلخص ف? اقصاء حكومة الانقاذ من السلطة. وكما ذكرت في مرات عديدة ايضا اني لا انتمي لاي حزب من الاحزاب السودانية ولا غيرها واضع السودان في حدقات العيون والله على ما اقول شهيد. تطالب الولاياتالمتحدة والدول الغربية واسرائيل بان يجري الفلسطينيون مفاوضات مع الاسرائيليين بدلا من تقديم طلب للامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، ونقول للرأي العام في كل مكان ان الفلسطينيين اجروا مفاوضات مضنية مع الكيان الصهيوني وقد بدأت هذه المفاوضات من مؤتمر مدريد وشرم الشيخ واوسلو ووايد بلانتيشن واللجنة الرباعية. وبالرغم من ذلك فان الولاياتالمتحدة وحلفائها في نفاق يدعون انهم مع قيام الدولة الفلسطينية بينما اسرائيل ترفض في عنجهية ممجوجة الانسحاب من الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 7691 وتقوم في وقاحة بفرض حصار لم تر مثله البشرية وبناء جدار عنصري، ولم تقم بتنفيذ القرار رقم «242» والقرار رقم «181» وقرارات اخرى لا يتسع المجال لذكرها وذلك لضيق المساحة. ومما يدعو للسخرية انها تصرخ بتقديم مساعدات للسودان اذا توقفت الحرب في النيل الازرق وجنوب كردفان بينما هي التي تقدم بالتعاون مع اسرائيل المساعدات المادية واللوجستية لل?تمردين!! هل معقول هذا ايها السادة في سوداننا العزيز؟ ويجب علينا ان نلوم انفسنا قبل ان نلوم الآخرين فنحن سمحنا بتدخل القوات الاجنبية في بلادنا، ولذا يجب علينا في السودان ان نحافظ على ما تبقى من بلادنا ونعمل على حسم ما يجري في النيل الازرق وجنوب كردفان بالصورة المطلوبة اذ لا يعقل ان يكون للسودان جيشان ونتساءل من أين للمتمردين في النيل الازرق وجنوب كردفان الاموال اللازمة لشراء الدبابات ومختلف الاسلحة التي قد لا يملكها الجيش السوداني؟ وعلى الاحزاب التقليدية وغيرها ان يتقوا الله ويعملوا من أجل استقرار السودان و?حدته وهم بكل اسف قد ساهموا مساهمة ايجابية في انفصال الجنوب بذهابهم لاريتريا والموافقة على حق تقرير المصير للجنوبيين، وهنا نتساءل هل الشعب السوداني البطل قد فوضهم للتوقيع على حق تقرير مصير جنوب السودان. والجدير بالذكر ان حكومة الانقاذ هي الاخرى قد شاركت في فصل الجنوب بموافقتها على حق تقرير المصير لجنوب البلاد، اما ان تدعو الاحزاب التقليدية بالقيام بمظاهرات والتي لا نؤيدها على الاطلاق لان قيامها سيشكل سابقة خطيرة للامن القومي لبلادنا لا سيما وان الاسلحة منتشرة في بلادنا بصورة لا يمكن تصورها بالاضافة للطابور ?لخامس ووجود كثيف للاجانب في بلادنا ونحن لا نعرف معلومات كافية عنهم واذا كانت المظاهرات التي تنوي بعض الاحزاب التقليدية القيام بها لاستقرار السودان لكنا رحبنا بها ونشترك فيها!! ولكن كما يعلم الاطفال في بطون امهاتهم ان رغبتهم تكمن في الوصول للسلطة ولكي نؤكد ما ذهبنا اليه الاحزاب التقليدية بعد قيام الثورة في عام 5891م وبعد سقوط مايو ماذا قدمت للشعب السوداني من انجازات وبعد ذلك دخلت في صراعات عقيمة وعبثية مثل منع دخول المقيم الراحل الدكتور سيد حمد للقصر الجمهوري وهو كما يعلم من الوطنيين النادرين في السودان وشغ? مناصب عديدة في داخل السودان وخارجه مثل تقلده منصب مساعد الامين العام للجامعة العربية للشؤون القانونية. واختلاف الحزبين الامة والوطني الاتحادي في من سيكون مدير المخابرات. ولم يكونا لجنة لتحقيق لماذا انسحبت شركة شيفرون الاميركية وهي التي اكتشفت البترول بكميات تجارية في السودان وكان مقرها في الخرطوم «2» وكما هو معلوم للكل ان الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة لا تقوم بتنفيذ اي مشروع من المشروعات الا بعد اجراء دراسات الجدوى! وضيع وقت الشعب السوداني في ترديد عبارة آثار مايو بالرغم من ان الحزبين الكبيرين اضفا الشر?ية على مايو بدخولها اللجنة العليا للاتحاد الاشتراكي. ونتساءل اين كان الحزبان حين قام الانقاذيون بانقلابهم في رابعة النهار بدون اراقة دماء! لذا نحن علينا ان ننسى جراحاتنا في سبيل استقرار السودان وان نطبق فكرة العدالة الانتقائية التي طبقها الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا الذي مكث في سجون الاقلية البيضاء العنصرية لمدة 72 عاما ولكنه خرج من السجن مرفوع الرأس وفي كبرياء نادر وغير مسبوق وترك الحكم في قمة شعبيته. والدولة الوحيدة التي يمكن ان نقول انها متطورة في كافة الاصعدة هي جنوب افريقيا وقد رأى نيلسون مان?يلا ان الاقلية البيضاء بالرغم من عنصريتها وتسكين الاغلبية المطلقة من الشعب الجنوب الافريقي في معازل بشرية لم ير مثلها البشرية من قبل لم يعمل على طرد هذه الاقلية من جنوب افريقيا ولكن اين نحن من هذا!! والله من وراء القصد خارج النص: أيها السادة في سوداننا نحن لا نحبذ سجن اي صحفي او مفكر اذا ابدى رأياً بشرط ان لا يتخطى الخطوط الحمراء ولا نؤيد باية حال من الاحوال الرقابة البعدية لان مثل هذه الرقابة تكبد الصحف خسائر مالية لا يمكن تصورها ونحبذ بدلاً من ذلك الرقابة القبلية، وكما هو معلوم معظم دول العالم بما فيها الولاياتالمتحدة الاميركية تطبق الرقابة، فمعظم الدول لا تسمح بدخول الصحف ومختلف المجلات والكتب في البلاد الا بعد التأكد من انها لا تهدد الامن القومي لبلادها. وانا قد درست التشريعات الصحفية ابان دراستي في جامعة القاهرة الام حين تخرج? فيها كاول سوداني يحمل ليسانس في الصحافة ولم يكن في السودان جامعات تدرس الاعلام، وفي مرات كثيرة قدمت ما كتبته بعض الصحف الناطقة باللغة الانجليزية وبصفة خاصة خرطوم مونتر وقدمت بعض المقالات التي جاءت في خرطوم منتور للاخ العزيز والشاعر العقيد الصوارمي. وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية انه نعم المولى ونعم النصير. * ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كنيدي ويسترن الامريكية