لمنع انهيار الدولة.. فصائل سودانية: تركنا الحياد واصطففنا مع الجيش    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    صحة الخرطوم توفر أجهزة جديدة للمستشفيات والمراكز الصحية واحتياجات القومسيون الطبي    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريزر تتوقع الانفصال وصحافي يتساءل عن المعايير الوطنية
إنتخابات السودان .. رؤية من واشنطن
نشر في الصحافة يوم 01 - 05 - 2010

إستضاف برنامج «من واشنطن» الذي يذيعه بقناة الجزيرة الفضائية من الولايات المتحدة عبد الرحمن فقرا، الدكتورد المحمود عبد الحليم ندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، وكلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية السابق لدى واشنطن، والاستاذ فتحي الضو الكاتب والصحفي السودان المعروف، جينداي فريزر مساعدة سابقة لوزيرة الخارجية الأميركية لشؤون أفريقيا، وقد تناولت الحلقة التلفزيونية نزاهة الانتخابات السودانية وتأثير مقاطعة المعارضة، وتداعيات النتائج على الحسابات الأميركية ووضع المنطقة، والأطراف المسؤولة عن تعقيدات الوضع السوداني، والعوامل المؤثرة في السياسة الأميركية ودور العرب، وبث خلال البرنامج تسجيل لتصريحات فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية الذي قال أن الانتخابات السودانية لم تكن تخابات حرة ونزيهة ولم تلب المعايير الدولية، لقد كان هذا جليا في تصريحات مركز كارتر والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي خلال اليومين الماضيين، على الرغم من ذلك فإن الانتخابات كانت خطوة مهمة من حيث تطبيق اتفاقية السلام الشامل ولكن وبعد أن جرت الانتخابات يجب أن نركز على الرئاسة وترجيح إعادة انتخاب الرئيس البشير إضافة إلى السباقات الانتخابية على مستوى حكام ومجالس الولايات فهذه الجهات سيكون لها دور هام في الإشراف على الاستفتاء المقبل والخطوات التي ستتخذ بشأن أبيي ودرافور حتى نضمن استفتاء يحظى بمصداقية يؤدي إلى ولادة دولة جديدة.
وتحدث عبد الرحيم فقرا عن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت ولا تزال تتعرض لانتقادات خصومها ممن يعتقدون أنها لا تتحدث بلسان واحد سواء في موقفها من الرئيس عمر حسن البشير المتهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور أو في مسألة تشديد العقوبات على السودان أو غيرها من القضايا الأخرى ذات الصلة. وتساءل مقدم البرنامج عن التوقعات بشأن نتائج الانتخابات وبشأن إمكانية تزكية فوز البشير وشرعيته .
واعتبر عبد المحمود عبد الحليم أن فوز البشير هي تزكي شرعية السيد الرئيس، وقال إن من أولى المعايير الدولية احترام رغبة الشعوب وقد قال الشعب السوداني كلمته ولذلك فإننا ننظر إلى هذه الانتخابات كحدث تاريخي هام في تاريخ الأمة السودانية، موضوع الحديث حول المعايير الدولية ينبغي ألا يعطي استعلائيا لأن كما يقولون ليس هنالك جلباب يكفي أو size fit all..
واضاف المندوب لدى الامم المتحدة أن السودان مثله مثل الدول الخارجة عن النزاعات بذل جهده في هذه الانتخابات وكان سلوك الشعب السوداني وسلوك الانتخابات مشرفا رغم الهنات هنا وهناك إلا أنها كانت انتخابات ممتازة. لفت نظري حديث المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية وهو حاول بقليل من اللف والدوران أن يصل إلى النتيجة التي أعتقد أنه لا بأس بها وهو أن الولايات المتحدة تعترف بهذه الانتخابات وما سيتلوها من خطوات ولذلك فإننا نفهم حديث المتحدث الرسمي في إطار الانشطارات الحادثة في جسم الإدارة الأميركي حول موضوع السودان.
ورفض المسؤول السودان ربط فوز البشير بأي انشطار للسودان، وقال إن اتفاقية السلام لم تكن أبدا محايدة في موضوع الوحدة، الوحدة ضرورة سودانية وضرورة إفريقية وضرورة دولية أيضا لأن آخر ما تطمح إليه القارة الإفريقية هو إيجاد كوسوفو أخرى في ذلك الجزء من إفريقيا ولذلك فإن حديث الناطق باسم الخارجية الأميركية ليس موفقا لأنه يستبق الأحداث ويرسل رسائل سالبة، اتفاقية السلام لم تكن أبدا محايدة في ما يتصل بموضوع وحدة السودان ولذلك فإن هناك كما هو معلوم بلغ في العديد من الدوائر الإفريقية وحتى الدولية من ألا يبقى السودان موحدا ولذلك فإننا نرى أن على الولايات المتحدة أن تتجنب إرسال الرسائل السالبة وألا تستبق النتائج مثل الحديث حول دولة أخرى في جنوب السودان أو خلافه، هذا يقرر بواسطة شعب جنوب السودان ولكن أطراف الاتفاقية ملزمة حتى الليلة التي تسبق الانتخابات بالحديث حول الوحدة والترويج للوحدة فذلك أمر لم تكن فيه الاتفاقية محايدة.
من جهته، تحدث الكاتب والصحفي السوداني المقيم بالولايات المتحدة فتحي الضو قائلا: يجب التأكيد على أن هذه الانتخابات فعلا لم تكن حرة ولا نزيهة ولا عادلة ووفقا لحديث المراقبين بما فيهم مركز كارتر والاتحاد الأوروبي وكثير من المراقبين أنها لم تكن مطابقة تماما للمعايير الدولية المعروفة، وما هي المعايير الدولية؟ المعايير الدولية هي نفسها معايير الشعب السوداني، السلطة القائمة في الخرطوم أدركت بعد عشرين عاما أن هذا الشعب يعشق الحرية ويعشق الديمقراطية وانه آن الأوان للعودة إلى صندوق الانتخابات لكنها لم تأت إلى صندوق الانتخابات رغبة منها في التمثيل الحقيقي لهذا الشعب..
وقال الضو إن قرار بعض أجنحة المعارضة السودانية بمقاطعة الانتخابات لم تأت بين يوم وليلة، المقاطعة أتت بعد كثير من الرسائل التي أرسلتها المعارضة إلى الحكومة السودانية لتكريس عملية التحول الديمقراطي وفقا للقوانين، هذه الانتخابات لم تكن حرة لأنها أقيمت في ظل قوانين مقيدة للحريات أقيمت في ظل عدم عدالة، استخدمت الدولة أو حزب المؤتمر الحاكم كل إمكانيات الدولة في سبيل هذه الانتخابات وحرمتها عن الآخرين فكيف تشارك المعارضة في انتخابات حرمت من حقوقها السياسية وغيرها؟
وراى الكاتب أن الإدارة الأميركية في تقديري مهتمة بعملية الاستفتاء في جنوب السودان أكثر من عملية التحول الديمقراطي وربما يكون لديها مبرراتها في هذا خصوصا وهذه وآخرون لا يوافقونها الرأي في هذه المسألة لأنه حتى لو أقيمت دولة في جنوب السودان هذه الدولة لن يكون لها أي مستقبل في عدم وجود نظام ديمقراطي حقيقي ومستقر في شمال السودان.
من ناحيتها قالت جينداي فريزر: أنا أتفق مع زميلي بأن حزب المؤتمر الوطني خلق بيئة لم تكن فيها منافسة نزيهة إذاً من الملائم لإدارة أوباما والمجتمع الدولي ككل أن يدعو هذه الانتخابات مزيفة، رغم هذا أعتقد أنه كان من المؤسف أنها قاطعت في اللحظة الأخيرة وهذا كان من شأنه أن يسيء إلى الشعب السوداني من خلال حرمانه الخيار، إذاً المشكلة الجوهرية هنا تتمثل في أن حكومة البشير وما تقوم به في التلاعب بالبيئة ولكن المعارضة نفسها عليها أن تتحمل المسؤولية أيضا.
واضافت المسؤولة السابقة في الادارة الامريكية: أعتقد أن هذا لا يتحدث عن الجوهر فقد كان هناك تزوير بالملايين ويريدون أن يذهبوا إلى استفتاء في الجنوب وفي أبيي وأفهم هذا من وجهة نظر السياسة البراغماتية ولكن لا يمكن لهم أن يؤمنوا بأن هذه الانتخابات خدمت الوظيفة المعني بها لما أوصت عليه اتفاقية السلام الشامل إذاً فهي انتخابات لا معنى لها حقا وتترك الهيئة والحزب المهيمن في الشمال والآخر في الجنوب، الوضع الراهن سيستمر ولن يتغير أي شيء نتيجة كل الموارد التي ضخت في هذه الانتخابات المزورة.
ومنحت الفرصة خلال الحلقة لكلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية السابق لدى واشنطن الذي قال: أولا أريد أن أعلق على موضوع، أنني عندما أسمع الخطاب الأميركي في تقييم الأوضاع فيما بعد أشعر أو أسمع التلعثم، من جهة يؤيدون، كان هناك خطاب يدين الرئيس بشير، الآن صار الرئيس بشير هو الشخصية القانونية الذي انتخب بشكل قانوني يعترف به، المهم أن هناك التباسا، ما هو قانوني ليس بالضرورة شرعيا وما هو شرعي ليس بالضرورة قانونيا، هذه الازدواجية..
وذكر كلوفيس نحن نعرف أنه عندما ينتخب بشكل حتى ولو شكليا هذا يصبح قانونا، يصبح قانونا وإذا اعترف به كما حصل الآن من قبل وزارة الخارجية مع الاعتراضات مع الانتقادات إذاً هو بالنسبة للولايات المتحدة على الأقل وبالنسبة للوضع هو الرئيس القانوني. المعارضة التي لم تشارك وهي تمثل شرائح أساسية، قد لا تمثل الأكثرية ولكن تمثل شرائح رئيسية في المجتمع السوداني عندئذ الشرعية إن لم تكن مفقودة هي معطوبة نتيجة المقاطعة التي حصلت، المهم التجسير بين الشرعية والقانونية حتى تستقيم المعادلة الناتجة عنها. النقطة الثانية، هناك تحسب أن الذي سوف يحصل بعد بالاستفتاء هناك تقريبا مسلمة أن عندما كان غرنغ موجودا حيا كان هو يؤمن بالوحدة، يؤمن بالوحدة واللامركزية، الآن لم يعد هناك مرجعية مثل التي توفرت عند التوقيع على اتفاقية السلام لذلك هناك احتمال كبير إن لم يكن احتمالا حاسما بأن نتيجة الاستفتاء قد تؤدي إلى انفصال ما مما يجعل الحكومة القائمة فقدت شرعية المواطنين السودانيين في الجنوب.
وحول عملية الاستفتاء لجنوب السودان، قال كلوفيس أن الانفصال هو يأتي نتيجة فقدان الشعور بالمواطنية السودانية ككل ولذلك تصبح الوطنية العرقية أو الوطنية الفئوية تصبح عنصرا مهما يعرقل الوحدة، طبعا من وجهة نظري أنا، أنا أخاف على الانفصال لأني أنا أؤمن أن العروبة ليست فقط عرقا ودينا وهي أيضا شعور حقيقي بالانتماء وتحديد الإنسان كمواطن..
واعاد مقدم البرنامج الكرة مرة أخرى الى جينداي فريزر التي رأت أن إدارة أوباما لا زالت ملتزمة بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل والتي تم التفاوض بشأنها في ظل إدارة بوش وعنصر جوهري من هذه الاتفاقية هو الحق لتقرير المصير للجنوب، وحسبما علمت أن إدارة أوباما ما زالت ملتزمة للجنوبيين أن يكون لهم الخيار، هذا القرار من المتأخر لحزب المؤتمر الآن وممثليه أن يدعوا للوحدة، عندما كان أمامهم ستة أعوام لجعل هذه الوحدة أمرا جذابا للجنوب ولم يقوموا بذلك، الآن وقبل الاستفتاء بثمانية أشهر الحديث عن تقويض السودان وألا يكون دولة موحدة كان عليهم أن يفكروا هذا في السابق وأن يعملوا انبثاقا من هذا الإيمان في السابق ولم يفعلوا هذا فهناك احتمالية الآن بأن ينفصل الجنوب.
وأضافت فريزر أنه سيكون هناك صعوبة للانفصاليين وأمامهم عمل كثير ولكن الجنوبيين يمتلكون الحق بأن يقرروا بشأن مستقبلهم إذاً إن اختاروا الانفصال فنحن كمجتمع دولي ودول إقليمية علينا أن نساعد لجعل هذه الدولة قابلة للحياة لتخدم مصالح السودانيين الجنوبيين، الآن هم لا يشعرون بأن مصالحهم يتم خدمتها من خلال بقائهم في سودان موحد بسبب السياسات المتأتية من حزب المؤتمر الوطني وإن كان هذا الحزب إلى هذا اليوم يريد أن يحاول أن يستقطب الجنوب فعليه أن يقوم بشيء مختلف عما كان يقوم به على مدى ستة أعوام مضت.
لكن عبد المحمود عبد الحليم قال إنه لا يتفق مع المسؤولة الامريكية السابقة، وأردف: إن كان هنالك ما يستدعي اللوم فهو موقف ما يسمى بالمجتمع الدولي والإدارة الأميركية فيما يتصل بتنفيذ تعهدات أوسلو، عندما تم توقيع اتفاقية السلام كان العشم في أن تدعم المجموعة الدولية جهود السودان حتى يشعر المواطن في جنوبنا الحبيب بالتنمية وبأن الحياة قد تغيرت من حوله ولكن إحجام المانحين أيضا لم يساعد في أن تتطور الأمور حسبما كان يراد لها، الحكومة أيضا انشغلت كثيرا بمماحكات ومخططات الإدارة السابقة والأسلوب التصعيدي وبعدها عن الحوار مع الحكومة السودانية والآن إدارة أوباما تصحح ذلك وتعلن أن الحوار هو السمة المميزة لعلاقاتها وارتباطاتها مع السودان ولذلك فإنه لا يمكن القول أبدا بأن الوقت قد فات على موضوع الوحدة، هذا حديث غير مقبول وكما أوضحت سابقا أيضا فإن الوحدة تخدم أيضا بأن نتجنب إرسال الرسائل السالبة مثل التي ترسلها الولايات المتحدة. لدي تعليق بسيط حول الحديث السفيرة جندايا فريزر حول موضوع الانتخابات وأنها غير عادلة..
وتساءل مندوب السودان لدى الامم المتحدة: هل المعايير هي أن يسقط الحزب الحاكم مثلا؟! وزاد : الانتخابات في أميركا نفسها جون كيري يتحدث الآن عن أن انتخابات عام 2004 إنها انتخابات مسروقة، فحتى في الولايات المتحدة يحدث هذا الحديث حول طبيعة الانتخابات واللوجستيات والشعب السوداني لم يذهب لاحتلال قطر آخر لكي يقيم الديمقراطية إنما قال كلمته وينبغي أن تحترم رغبات حكومة وشعب السودان.
كما تساءل الكاتب والصحفي فتحي الضو قائلا لماذا يعني يكون هاجس السلطة الموجودة في الخرطوم إرضاء المجتمع الدولي ولا تحاول أن ترضي شعبها في الداخل؟! مشكلة الحكومة السودانية ليست مع المجتمع الدولي مشكلة الحكومة السودانية مع شعبها في الداخل، وهذه الانتخابات لم يكن الغرض منها التمثيل الحقيقي للشعب كان الغرض منها لاكتساب شرعية مفقودة منذ عشرين عاما ظلت السلطة تبحث عنها كان الغرض منها الاستئثار بالسلطة على حساب الآخرين كان الغرض منها الاستئثار بثروة البلاد كان الغرض منها الهروب من محاسبة عشرين عاما انتهكت فيها حريات وأزهقت فيها أرواح وفصل فيها الآلاف من العمل وأدخل فيها أناس السجون، هنالك كم هائل من التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن أن تقام انتخابات في مثل هذا المناخ، إذا كانت الحكومة السودانية جادة في هذه المسألة كان ينبغي اتباع المعايير السودانية أولا وليس المعايير الأميركية أو المعايير الأوروبية.
وبشأن الأطراف المسؤولة عن تعقيدات الوضع السوداني، والعوامل المؤثرة في السياسة الأميركية ودور العرب، قال كلوفيس مقصود سفير الجامعة العربية، أن هناك تضافرا، أعتقد أن هناك تداخلا وهذا التداخل حتما يعني حصل ولا يزال حاصلا، لذلك كيف نبقي السودان أو أي بلد عربي بمنأى عن حدة التداخل مع احتفاظ بعلاقات مستقيمة مع المجتمع الدولي ومع مقاييس لحقوق الإنسان ولحقوق التنمية المستديمة وليعني لحق التعبير عن الهويات الفرعية في المجتمعات العربية، هذه النقطة أساسية. كان هناك يعني في دارفور وفي الجنوب حصل نوع من الارتباك بأن عندهم شعور سائد أنه كان هناك تمييز ضدهم، كان هناك في الجنوب عناصر لم تكن راغبة في الانفصال كانت مقتنعة أنه في وجود حالة شاملة في الحكم وفي النظام يستوعب معاناة هؤلاء ويلبي طلباتهم المشروعة عندئذ ليس هناك ضرورة حتمية للانفصال، هذا وضع أصبح سائدا في مختلف الأقطار العربية وهو تحد أساسي لمفهوم عروبة المنطقة، عروبة المنطقة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أن ليس هناك ما يسمى بالأقليات، هناك نوع من التنوع وليس من التعدد، عندما تقول تعدد عندئذ تعترف بكيانية منفصلة، عندما تقول تنوع تعترف بالتميزات القائمة ثقافيا ولغويا وعرقيا إلى آخره ولكن تصبح المواطنة هي الصيغة التي تحل هذه الإشكالية مثلما هو حاصل مثلا في الولايات المتحدة ومثلما حاصل في كثير من الدول حيث التنوع العرقي والطائفي يمكن للانتماء أن يكون مشدودا إلى الوطن.
وعن دور الولايات المتحدة في هذا الشأن، قالت جينداي فريزر: أعتقد أن إدارة بوش وكذلك إدارة أوباما كانتا تشاركان لحل الأزمات على الأرض في السودان وأعتقد أن السودان عنده تاريخ مؤسف جزء كبير من هذا التاريخ هو يتمثل في جون غرنغ والذي كان مؤمنا حقيقيا بوحدة السودان ولقد كان يمتلك الشخصية والكاريزما والجاذبية والنظرة العالمية والاحترام بأنه ربما كان قادرا على أن يشارك في هذه الانتخابات بطريقة ممكن أن توحد البلاد، لا نرى شخصية مثله في السودان اليوم ولذا الشعب السوداني نفسه واندلاع الصراع في دارفور أيضا أضعف وقوض رؤية اتفاقية السلام الشامل وأيضا مقاطعة المعارضة أيضا قوضت رؤية اتفاقية السلام الشامل والحلم بسودان موحد، إذاً فالولايات المتحدة متمثلة بإدارة بوش ولا يمكنني أن أتحدث بالنسبة لإدارة أوباما آمنتا بهذه الوحدة وآمنتا بسودان موحد..
وأضافت جينداي فريزر: أعتقد أن إدارة أوباما أولا منقسمة، هناك أناس يريدون أن يأتوا بضغوط أو عصا ضد الحكومة السودانية وهناك آخرون يؤمنون بالحوار على أي تكلفة وهناك تكلفة باهظة جدا لذلك للحوار، إذاً نحن بحاجة لنستمع للرئيس نفسه بشأن السياسات وما ينبغي أن تكون تجاه السودان وهذا أمر افتقد من هذه القيادة ولكن من المهم أن نشير للحكومة السودانية بشأن الخطوط الحمراء الأميركية وما نعتقد أنه مهم للغاية للتحرك للأمام وما نحن جاهزون لنكون براغماتيين بشأنه أيضا.
وتساءل مقدم الحلقة التلفزيونية عن الدور الذي كان يجب على الحكومة أن تقوم به لحماية الناس سواء في الجنوب أو في دارفور لوقفا لتدخلات القوى الأجنبية، بيد أن عبد المحمود عبد الحليم قال: لا أتفق مع ذلك لأن الحكومة قد فعلت الكثير من أجل تنفيذ اتفاقية السلام الشامل ومن أجل جعل الوحدة جاذبة ولكن التدخلات والضغوطات الخارجية هي التي لم تسهل هذا المسعى كثيرا، كما أسلفت موضوع تعهدات أوسلو لم يتم الإيفاء بها وكذلك الضغوط غير المبررة، إبقاء السودان على لائحة الدول التي ترعى الإرهاب، عدم رفع العقوبات الأميركية عن السودان أيضا ساهم في أننا حتى لا نستطيع تسيير القطارات إلى الجنوب لأنها تحتاج إلى إسبيرات وقطع غيار أميركية وكذلك ولذلك يمكن القول بأن العامل الخارجي كان حادا في أن يتم ما أشرت إليه بعدم مقدرة الحكومة، ولكن على العكس من ذلك الحكومة فعلت الكثير من أجل التنمية في جنوب السودان ومن أجل خلق علاقات حميمة مع الشريك الآخر الحركة الشعبية وكذلك من أجل حل مشكلة دارفور، هذه جهود موثقة ومعلومة ولكن كانت توازيها أو تسير معها جنبا إلى جنب هذه الضغوط غير المبررة وأعتقد أنه إن كانت الإدارة الأميركية أو المجتمع الدولي جادا في حل أو جعل السلام ممكنا في دارفور أو تنفيذ اتفاقية السلام الشامل هو أن يترك الأمور للسودانيين لتقرير مصيرهم بأيديهم وليس فرض المزيد من الضغوط أو النظر باستعلائية على خيارات السودانيين.
وعاد الكاتب الصحفي فتحي الضو للحديث بالقول أن الحكومة السودانية لم تبذل ما جهودا في سبيل التحول الديمقراطي، وأستغرب أيضا أن السيد السفير كرر مرتين التزامات المجتمع الدولي في أوسلو في حين أنني لا أدري إن كان يدري أو لا يدري أن الحكومة السودانية تخصص على مدى عشرين عاما 70% من ميزانية الدولة للأمن والدفاع وتخصص 10% للصحة والتعليم، تخصص شهريا مليون دولار لشاغلي المناصب الدستورية بما فيها الرئيس، هذا يحدث في بلد لا يعرف المواطن إلى الآن ما دخل هذه الدولة، أين تذهب موارد البترول، أين تذهب منصرفاته، هذه كلها أشياء مبهمة.
وتكهن بأن النظر للعلاقات الأميركية مع النظام الحاكم في الخرطوم لن تكون بمعزل عن بدايات عشرين عاما، باختصار شديد جدا هذا النظام عندما أتى إلى السلطة في سنة 1989 تطرف وفتح البلاد على مصراعيها لأناس متطرفين من شتى الملل والنحل وبالتالي استعدى المجتمع الدولي واستعدى المجتمع الإقليمي واستعدى السودانيين أنفسهم وبالتالي كانت هناك خطوات سواء كان من المجتمع الدولي أو الإقليمي لتطويق هذا الخطر لأنه يهدد.. يعني خطر مباشر على الأمن والسلام الدوليين. لكن ما يستغرب منه المرء في الوقت الذي كانت طيلة هذه السنوات في الوقت الذي كانت فيه الحكومة السودانية تحاول أن تسترضي الإدارة الأميركية على مدى إربع رؤساء إدارات مروا على هذا البلد كانت في نفس الوقت تحدث شعبها بلسان آخر، كانت تتحدث عن أن تقدم التنازلات تلو التنازلات للإدارات الأميركية المختلفة وهذا حديث يطول وموثق.
ومن ناحيتها قالت جنداي فريزر أنه لن تكون هناك أي أسبقية تأتي من الشمال والجنوب ينقسمان وهذا قد يؤدي إلى انقسام في دول إفريقية أخرى كنيجيريا، النيجيريون عندهم هوية وطنية ولم يكن عندهم حروب أهلية وعندما انتهت الحرب الأهلية قاموا بذلك بطريقة هدفت إلى المصالحة، هناك الكثير من التحديات في نيجيريا، أيضا كانت هناك انتخابات مزورة إلا أن البرلمان قلب هذه النتائج. إلا أن الفكرة بأنه سيكون هناك أسبقية إن انفصل الجنوب بأن هذا سوف يمنع المجتمع الدولي من دعم حقوق الجنوبيين بحق تقرير المصير والذي تفاوضوا بشأنه وحزب المؤتمر وافق عليه في هذه المفاوضات، إذاً لاحظت أن حكومة الخرطوم تحاول أن تخيف الدول المجاورة وأن تقول إن انفصل الجنوب فتوقعوا الشيء ذاته في بلادكم، هذا تاريخ مختلف بين السودان وبين الدول المجاورة الأخرى.
ورأى عبد المحمود عبد الحليم إن الحديث الذي أدلت به السيدة جندايا فريزر حديث خطير لأن حكومة الخرطوم لا تقول ذلك، كل الجوار يقول ذلك، رئيس تشاد قبل أيام قال أيضا أوضح أن لتشاد جنوب وشمال وأن انفصال جنوب السودان يهدد تشاد مثلما يهدد إفريقيا وإفريقيا قالت هذا الكلام عام 1963 لم تقله حكومة السودان الآن ولذلك كان واضحا أن ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية نفسه أبقى على الحدود الموروثة عن الاستعمار، هذا ليس أمرا أتت به حكومة السودان الحالية هذا أمر موثق ومعلوم ومسألة أن هنالك حساسيات من الجيران تجاه ذلك أيضا أمر رددته هذه الدول كثيرا للمبعوثين الأميركيين الذين زاروا المنطقة والمبعوث الحالي أيضا يعرف شواغل الجوار من مصر وإثيوبيا وغيرها من دول الجوار ولذلك فهذا الأمر لم تأت به هذه الحكومة الحالية. أنا لا أود أن أدخل في مغالطات مع الأخ الذي تحدث حول سجل الإنقاذ في أنها فتحت الأبواب لهؤلاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.