التفاحة الإنسان مجبول على التغيير .. ومهما تغلب عليه الكسل لازم يكون عندو شوية طموح .. حتى لو زاره من حين إلى حين .. في مجتمعنا دا .. ظهرت شوية أفكار وثقافات وهروع نحو التغيير .. تغيير لشنو .. ماعارفين .. المهم من باب التجديد .. كسر الروتين .. لفت النظر .. الرجال لأقل سبب دايرين يعددوا الزيجات، والمنافسة شرسة .. وفرص البنات ضيقة .. والبقاء ل (الأبيض) ..! النساء واقفات حائرات .. ماذا يفعلن .. لا بد من تغيير ما .. ولأن التغيير يبدأ من النفس رفعن شعار (نغير ألواننا) وبسرعة تكون إتحاد باسم (نساء البلد الواحد) .. يعني مافي أي خيار للانفصال .. وتحول الشعار إلى حملة كبيرة، أكبر من حملة تطعيم شلل الأطفال، ولأول مرة في التاريخ النسائي تتفق مختلف النساء (عمراً .. عرقاً .. ثقافة .. وديناً) على تبني حملة البلد الواحد وهن اللاتي لا يتفقن حول مائدة واحدة .. وهكذا ولدت حركة (غيري لونك نحو الأبيض) .. وحققت الحركة نجاحاً كاسحاً .. وبانضمام الكثير من العضوات تحول الاتحاد إلى (حزب كبير) أكبر من الشريكين .. وطبعاً نجح هذا الحزب في توحيد البلاد فأطلقوا عليه حزب (السمحات الممسحات)..! وانت ماشي في الشارع .. السوق .. الجامعات .. أو في أي مكان تحتشد فيه النساء .. ممكن تعمل مسح ميداني سريع وعشوائي تتعرف بيه على نساء الحزب اللاتي تنقسم ألوانهن إلى ثلاث فئات (أبيض مبقع بالأحمر على الخدود .. أبيض منقط بالبني على اليدين والكرعين .. أبيض مخطط بالتركواز على طول الجسم) ..! الديانة الزلطت الحيطة البت دي مالاقتها ؟! .. عبارة قالتها حبوبتي بعد زيارة قريبة لنا جاءت من دولة أوروبية تسلم علينا بلون بشرتها العفوي الطبيعي .. في ذلك الوقت كان (حزب السمحات الممسحات) في بداياته .. والديانا كانت أشهر كريماته .. ولم تصل ثقافته إلى العالم الخارجي .. ولم يكن يملك المراسلين والممثلين، عكس ما أصبح عليه الحال الآن (خلطات كريمات التبييض عندنا أصبحت ماركة مسجلة ترسل في طلبها المغتربات .. مغتربة في أمريكا تركت أحدث المستحضرات هناك وجاءت في طلب خلطات كديس «أشهر العطارين في ولاية الجزيرة») ..! الشاهد من كلام حبوبتي إنو تغيير اللون - على الأقل الوجه - أصبح جزءاً من واجبات المرأة نحو نفسها ومجتمعها، وصفة مُميِّزة لنساء البلد زي التوب .. الحنة السوداء .. خاتم الجنيه .. وعقد السوميت ..! مع مرور الزمن كبر الحزب - أصبح حزب أغلبية - وتحولت الحركة إلى ثورة كبيرة تبناها التجار من البقالين .. العطارين .. أصحاب البوتيكات .. والمغالق كمان .. المكتبات .. وبعض الصديدليات .. اتفتحت متاجر جديدة باسم (قدر ظروفك) أراحت العالم وساهمت في حل المشكلة الاقتصادية لنساء الثورة .. وشاف العالم أجمع ثورتنا عبر الأقمار والفضائيات وبدأ المعارضون والمحايدون محليين ومغتربين .. يرسلوا في الرسايل والإيميلات .. ومرات يتجرأوا ويتصلوا يسألوا (نسوان البلد ديل مالن .. جنن .. اتسخطن .. اتمسخن) ؟! .. في الحقيقة لا هذا ولا ذاك .. النسوان ديل اتفسخن ..! وكعادة كل الثورات بعد أن تحقق أهدافها ونجاحاتها تمر بأزمة .. وهذا ما حدث لثورتنا العظيمة بعد أن تملص منها (عالم التجميل) ورفع دعوى رد اعتبار لمستحضراته الراقية ودورها في الحفاظ على الجمال (إبراز الجمال .. وحل المشاكل التي تهدده) .. أما الفسخ والمسخ دا .. فما من اختصاصو ..! دخلت الثورة في ورطة كبيرة (نكرها) عالم التجميل (نكر الحطب) ونسبها إلى عالم التشويه والتقبيح .. وشتان ما بين التجميل والتشويه .. واحتارت نساؤنا أكتر .. نعمل شنو .. مالكم علينا .. ماقادرين نغير حاجة في البلد دي .. ولا قادرين نشارك في تقرير مصير .. خلونا نغير لوننا مادام قادرين .. بدل ما نغير هويتنا زاتها ..! و(شوية بي سرعة) .. أصبحت ثورة (السَّمحات الممسَّحات) زي القضية الفلسطينية في الشرق الأوسط، كل الدول العربية تدين الاحتلال الاسرائيلي لكنها لا تتوانى عن السماح بفتح سفارات إسرائيلية في بلادها .. وكذلك موقفنا - حكومة وشعباً - من حركة (غيري لونك نحو الأبيض) ..! وما تزال النساء حائرات .. إلى متى ؟! .. وإلى أين ..؟! السؤال المهم والإجابة الأهم: ما هو دور الرجال في هذه الثورة النسوية البحتة ؟! . طبعاً دور حافل بالمعايير المزدوجة - كالعادة! - رفعوا أصواتهم معارضين .. ونططوا عيونهم مؤيدين ..! [email protected]