المرأة السودانية تميزت بزينتها الخاصة والمختلفة عن بقية نساء الدول العربية، فالحناء والثوب السودانى و «المشاط» من الاشياء التى عرفت بها المرأة السودانية، و «المشاط» كان يتم بوصلة من الشعر المستعار حتى يتدلى على الكتف بصورة جميلة لا تميزه من الشعر الطبيعى، لكن من عيوبه أنه بمرور الوقت يفقد لونه وملمسه الجميل، وما بين الامس واليوم اختلفت ادوات الزينة، وبفضل التطور الذى اجتاح العالم انتشرت كثير من محلات التزيين العالمية التى لها فروع فى كل الدول، منها محلات تركيب الشعر الطبيعى الذى يستورد من المعابد الهندية، وتتم زراعته للنساء بمبالغ ضخمة. ونجد فى الهند مثلاً أن السيدات يتنازلن عن شعورهن التى يضرب بها المثل فى العالم فى الطول والجمال، وأمر بسيط على السيدة لمعتقدات دينية آمن بها، فبعض المعابد استثمرت هذا الشعر تجارياً ويشتريه المصدرون ويقمون باعادة فرزه من جديد الى شعر مستقيم ومتوج وناعم ومجعد، ثم يتم غسله بالشامبو وتجفيفه فى الشمس ثم تسريحته، وبعد ذلك يتم شحنه الى دول العالم الاخرى، وجمهورية الصين اكبر سوق للشعر الهندى الذى يباع باموال طائلة. وهذه الموضة انتقلت الى السودان عبر وكلاء بفتح محلات خاصة لتركيب الشعر الطبيعى. «الصحافة» ذهبت الى احد المحلات التى تخصصت فى زراعة انواع الشعر الطبيعى، وعند المدخل وجدنا استعراضاً لمجموعة من الصور لأنواع الشعرالطبيعى الذى تم تصفيفه بطريقة تجذب الزبون، وبعد أن دلفنا الى صالة زراعة الشعر وجدنا عرضاً للشعر الطبيعى بانواع مختلفة من اللون والملمس والطول، وعندما لمسناه اقتنعنا بأنه شعر طبيعى، وتحدثنا مع احدى العاملات بالمحل، وقالت ان الفكرة جاءت من وكيل بدبى عندما لاحظ أن مجموعة كبيرة من النساء السودانيات يذهبن الى هناك من أجل زراعة الشعر باموال كبيرة، اضافة الى تكلفة السفر، ونسبة لذلك تم افتتاح ذلك الفرع لتقليل التكلفة عليهن، وقالت إن الشعر يتم استيراده من معابد الهند، وابدت سعادتها بنجاح الفكرة، مؤكدة ان المحل تأتى اليه يومياً مجموعة كبيرة من الزبائن لزراعة الشعر الطبيعى، مبينة ان شراءه يتم بالوزن على حسب الكمية التى تطلبها الزبونة، ويتراوح بين 700 الى 3 ملايين جنيه او اكثر، ويعامل مثل الشعر الطبيعى، فيغسل ويدهن ويصبغ ويتم فرده واستشواره، لكن بمرور الوقت يبدأ يتساقط، لذلك لا بد أن تراجعنا الزبونة بين كل فترة واخرى لزيادته حتى لا تفقده، موضحة انهم يزرعون للنساء اللاتى تساقط شعرهن لاصابتهن بمرض السرطان، اضافة الى تضييق الجبهات الواسعة، فكثير من النساء يشتكين من تراجع شعرهن الى الوراء، فالمحل يقوم بمعالجة هذه الظاهرة التى باتت منتشرة بين النساء لاستخدام بعض كريمات الفرد، وكذلك من المعالجات الذى تخصص فيها المحل زراعة الشعر للصلع. والتقينا مجموعة من الفتيات اللائى ابدين آراءهن ما بين مؤيدة ومعارضة لزراعة الشعر، وقالت الطالبة هيام الامين إن زراعة الشعر دخيلة على عالم المرأة السودانية، وهى لا تؤيد هذه الفكرة، فالجمال الطبيعى لا يقارن بالمصطنع. وتساءلت هيام عن عواقبه الصحية وما هى الضمانات لهذا الشعر الذى يؤخذ من اشخاص من الممكن ان يكونوا مصابين بامراض، خاصة أنه يستورد من دول اجنبية. ومن جانبها قالت أريج الطيب التى اختلفت فى حديثها مع هيام، إن زراعة الشعر معالجة جذرية للفتيات، مبينة أن جميع الفتيات اللائى يعانين من قصر الشعر يستعن بوصلة من الشعر المستعار الذى لا يصمد كثيراً نسبة للعوامل الطبيعية، ويكلفهن ذلك كثيراً من المال، اضافة الى انه يحتاج الى تغيير بين كل فترة وأخرى، لكنها عابت على محلات زراعة الشعر ارتفاع الاسعار الذى لا يناسب إمكانات الفتيات اللائى يرغبن فى الزراعة، وقالت انها ستذهب فى غضون الايام المقبلة للزراعة، مبينة ان لديها زميلة زرعت شعراً، وعندما رأتها اندهشت لجماله، اضافة الى انه لا يختلف عن شعرها الحقيقى، الا اذا كشفت أن هذا الشعر ليس شعرها الحقيقى.