تظل تجربة الحركة الاسلامية في الحكم بالسودان، مثار جدل ونقاش طويل، فكثير من المفكرين والمحللين يعتبرونها واحدة من معالم الاسلام السياسي البارزة في العالم العربي، على الرغم من وجود العديد من التجارب في بلدان اخرى، الا أن التجربة السودانية باتت جديرة بالنظر اليها بصورة اكثر عمقا، مما دفع بالعديد من المهتمين الى دراسة التجربة في اطار العديد من المشاريع السياسية الأخرى، وطرحت العديد من الاسئلة في هذا الخصوص، ومن بين تلك المحاولات، البرنامج التلفزيوني المعروف بقناة الجزيرة الفضائية بإسم «في العمق» الذي يقدمه علي الظفيري، والذي خصص حلقته الاسبوع الماضي لموضوع مشروع الاسلام السياسي، ومنح تجربة حكم السلاميين في السودان حيزا واسعا من النقاش في الحلقة، وقد إستضاف مقدم البرنامج، المؤرخ والكاتب العربي المعروف بشير نافع، والباحث في القضايا الاسلامية محمد بن المختار الشنقيطي الذي ألف كتابا عن الحركة الإسلامية في السودان، وتناول البرنامج مشكلات الحركات الإسلامية في العالم العربي، وعلاقة الدولة بالدين في رؤية الحركات الإسلامية، ومقومات نجاح التجارب الإسلامية السياسية وآفاق المستقبل، لكن «الصحافة» تركز فيما يلي على الجزئية الخاصة بالمشروع الاسلامي في البلاد. وكانت بداية الحلقة بتقرير أعده الصحافي السوداني بقناة الجزيرة الفضائية فوزي بشرى، حيث جاء في التقرير أنه إذا كانت حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر لم تغادر فعل الاحتجاج السلمي والعنيف ضد الدولة المصرية وظلت بشكل عام تتحرك في هامشها غير معترف بها فإن حركات أخرى كانت أكثر مغامرة واستعجالا لبلوغ السلطة، وتأتي حركة الإخوان المسلمين في السودان في المقدمة إذ غافلت القوى السياسية معها في البرلمان واندفعت إلى السلطة عن طريق الانقلاب العسكري تستعجل شروق الدولة الإسلامية على يدها واستلام السلطة يحيل إلى سؤال ممارستها، والسودان هنا يقدم نموذجا في المسلكية السياسية للجماعة المسلمة وقد تمكنت من السلطة واستبدت بها. منتقدو الإسلام السياسي- حسب التقرير التلفزيوني- يقولون إن تجربة السودان بعد عشرين عاما من حكم الإسلاميين لم تكن غير حصاد وفير من فساد الحكم واستشراء الفساد وانتهاك حقوق الإنسان وسلب الحريات وقمع المخالفين والتنكر لسلطة المؤسسات مما استقرت عليه الدولة الحديثة. ثم تحدث مقدم الحلقة علي الظفيري عن الحركة الإسلامية في السودان ورأى أنها الحركة الوحيدة التي استطاعت الوصول إلى الحكم والاستمرار فيه أي كانت الطريقة، وتساءل كيف تشخص تجربة هذه الحركة الإسلامية السياسية في السودان في إدارة دولة على مدى عشرين عاما ويبدو أنها أيضا لديها متسع كبير من الوقت لإدارة أيضا الدولة. ورد الباحث محمد بن المختار الشنقيطي قائلا: بالطبع الحركة الإسلامية في السودان هي تجربة فريدة من حيث الفاعلية، الفاعلية التنظيمية، القدرة على اختراق المجتمع، القدرة على اختراق الدولة، فهي كتجربة حركية وهذا الذي اجتذبني إلى دراستها والكتابة عنها ولكن كان من الواضح أيضا أن فقه الحركة لديها أنضج من فقه الدولة بكثير. بيد أنه رأى أن الحركة الاسلامية السودانية وصلت إلى السلطة بقفزة إلى الأمام، وأن الحركة ذاتها لم يكن لديها تصور واضح حتى في الخطة، يعني كان هنالك تصور عن ثلاث سنوات تأمين بحسب المصطلحات السائدة في الأدبيات الإسلامية السودانية وبعدها التمكين. وأضاف الشنقيطي: الآن ما عاد مجرد تأمين. فالحركة مع الأسف كانت على مستوى عالي جدا من الفاعلية والنضج السياسي في السودان قبل أن تصل إلى السلطة ولكنها جاءت إلى السلطة بدون أفكار واضحة ولذلك ما كتبت أصلا على طريقة إدارة الدولة -وأنا تتبعت أدبياتها بتفصيل دقيق جدا- ما كتبوا عن إدارة الدولة وإنما كتبوا عن إدارة حركة وتنظيم حركة. أيضا طبعا المشكلات الهيكلية لأن الذي تحدثنا عنها من قبل رغم أن الحركة الإسلامية في السودان كانت من أحسن الحركات الإسلامية بناء قياديا في صفها الداخلي قبل أن تصل إلى السلطة ولم تكن القيادة فيها قيادة مشيخية تتمحور حول شخص ومع ذلك ظهر أنها أيضا لم تكن بالقوة المؤسسة الكافية للبقاء بعد الوصول إلى السلطة ولذلك جاء الانشقاق بين الترابي والبشير. وتحدث مقدم الحلقة علي الظفيري قائلا: يتفق معك عبد الوهاب الأفندي والدكتور تيجاني عبد القادر، وهما من الباحثين السودانيين الذين قدموا قراءة نقدية في تجربة الحركة الإسلامية السودانية، لكن الظفيري سأل المؤرخ العربي الدكتور بشير؛ إلى أي درجة أثر وصول الحركة الإسلامية في السودان إلى الحكم وتجربتها القائمة أثر بشكل سلبي على.. إلى أي درجة أثر بشكل سلبي على التجارب الأخرى؟ ورد بشير نافع قائلا: ليس لدينا القدرة على قياس يعني هذا الأثر سلبي ولا إيجابي. ولكن، في مسألة كبرى تواجه المجتمعات العربية الإسلامية وتواجه القوى الإسلامية السياسية هذه المسألة تتلخص بالتالي، طبعا هذا ليس وقتا للمحاضرات ولكن أنا أريد أن أقول بشكل ملخص جدا، في التجربة الإسلامية التاريخية حتى منتصف القرن 19 الدولة لم تكن مسؤولة عن الدين، الدولة كانت مرجعية الدولة وشرعية الدولة مستمدة من الإسلام بشكل عام ولكن الدولة كانت محدودة القوة والسلطة أساسا، مثلا الدولة لم تكن تشرع، الذي كان يشرع هو العلماء، الدولة لم تكن تشرف على قطاعات هائلة في الاجتماع، الصحة والتعليم والاقتصاد كان حرا إلى درجة كبيرة، الدولة مسؤوليتها مسؤولية أمنية وتنظيمية، هذه الدولة، الدولة الإسلامية التقليدية أو ما نسميه أحيانا الدولة، هذه الدولة تعرضت لعملية تحديث هائل ومتصلة منذ منتصف القرن 19 ولدت لدينا الدولة المركزية نموذج الدولة المركزية هذا نموذج أوروبي بالأساس، نحن لم يكن في تجربتنا الداخلية تاريخية مثل هذه الدولة، الآن جاء الإسلاميون وقالوا إن هذه الدولة لا بد أن نؤسلمها، فهم يعني الخطاب الإسلامي في القرن العشرين لم ينتبه إلى حقيقة أن هذه الدولة المركزية الدولة ذات السيطرة الهائلة على الأرض وعلى المجتمع وعلى الشأن الاجتماعي أن هذه الدولة ليست نظير الدولة التقليدية المحدودة في التجربة التاريخية الإسلامية، أنت تأتي بهذه الدولة، هذه الدولة بالغة القوى والأثر والفعالية ثم تضع علامة على رأسها تصبح الدولة أكثر فاعلية وأكثر قوة وأكثر سيطرة وهذا الذي رأيناه في التجربة الإيرانية ورأيناه في التجربة السودانية وهذا هو الذي أنتج هذه الحالة من انفجار العنف والمعارضات الكبيرة في السودان وفي إيران، ما لم يحل هذا السؤال، هذا سؤال الدولة، ما هي الدولة التي نريدها وما هي علاقة هذه الدولة بالإسلام وبالمرجعية الإسلامية وبالهوية الإسلامية فنحن أمام مأزق. وكانت مقدم البرنامج قد طرح سؤال محوريا في بداية الحلقة التلفزيونية قائلا: هل فشل الإسلام السياسي بشكل دقيق فعلا في عالمنا العربي؟ ورد الدكتور بشير نافع: هو يعتمد على زاوية النظر فشل أم لم يفشل، إن كان المقياس هو وصول القوى الإسلامية للحكم في أغلب مناطق العالم الإسلامي في أغلب دول العالم الإسلامي فيمكن أن تقول إنه فشل لأنه لم يصل إلى الحكم إلا في مناطق محدودة، ولكن إن نظرنا إلى الظاهرة الإسلامية السياسية من منظار أوسع وأعمق من منظار السياق التاريخي الذي ولدت فيه الظاهرة الإسلامية السياسية في نهاية القرن 19 من مطلع القرن العشرين فأنا أعتقد أن الإسلام السياسي يعني حقق إنجازات كبرى. وأضاف بشير نافع: مثلا، القوى الإسلامية السياسية وهي قوى طبعا كما ذكرت في التقرير متعددة التعبيرات وفي داخلها قدر كبير من التنوع، أعلت قيم الدين العليا وما نشهده الآن هو تراجع -يعني في المائة سنة الأخيرة- تراجع للإسلام الشعبوي أو القيم الدنيا للدين، الإسلام التصوف والإسلام الخرافي بينما هنا في مد مستمر للقيم العليا والقيم العقلانية والقيم الديناميكية للإسلام والقيم القادرة لإدارة الحوار مع الزمان الذي تعيشه، هذا إنجاز مش بسيط، الإسلام السياسي فتح باب الجدل على مصراعيه حول دور الدين ودور الإسلام في حياة العامة بغض النظر إذا كان هذا الأمر يعني له علاقة بالدولة نفسها وهذا أيضا أو هذا الجدل كما نعرف ولهذا.. واردف بشير نافع: أن هذا الجدل مستمر ولم ينته وأنا أعتقد أنه ربما يعني أن مجتمعاتنا ربما لن تستقر في النهاية إلا بتحقق شرطين، شرط خارجي بمعنى كف أيدي التدخلات الخارجية عن العبث بشؤون هذه المجتمعات والدول وشرط داخلي هو إجابة إجماعية بمعنى إجابة يلتف حولها القطاع الأكبر من الشعوب على سؤال ما هو دور الإسلام في الحياة العامة. لكن الباحث في القضايا الاسلامية محمد بن المختار الشنقيطي قال: إن الإسلام السياسي في العالم العربي نجح وفشل، نجح كما أشار الدكتور بشير نجاحات معتبرة وممكن أضيف إلى أنه نجح أيديولوجيا يعني حسم معركة الهوية لصالح الإسلام، موضحا إن الإسلام اليوم ليس له منافس أيديولوجيا، ليست هناك أفكار مغرية، وقال إن الإسلام السياسي حسم المعركة الفكرية لصالحه ولصالح الإسلام كدين لكنه لم ينجح في الجانب العملي لم يترجم نجاحه الفكري إلى خطة عملية، وأعتبر أن الفشل هو في الثقافة العملية بالأساس، حيث لم يستوعب الإسلاميون حتى الآن وسائل التغيير وفقه التغيير التي توفرها الحياة المعاصرة، فهم أقوياء في التمنع وفي الرفض وأقوياء في الصمود الفكري أمام أي تيار فكري آخر لكن يأتي الضعف إذا جاء التفصيل والبرامج العملية في مواجهات السلط الاستبدادية وغير ذلك. من جهته، لاحظ الدكتور بشير نافع إن اليسار تراجع في المنطقة العربية وفي العالم الثالث في العالم الإسلامي ككل لأنه أصلا صعود اليسار كان قصير العمر وكان غير طبيعي وغير منطقي وغير متسق مع تجربة هذه الشعوب التاريخية وقيمها، ولكن أنا لدي شك في مسألة تراجع الفكرة القومية يعني الذي حدث أن الأنظمة القومية العربية تهاوت واحدة بعد الأخرى يعني الأنظمة التي جعلت القومية العربية هي عمادها، هي عمادها الأيديولوجي هي التي هزمت في المعارك مع إسرائيل هزمت أو أنهكت في المعارك مع الغرب، ارتكبت أخطاء كبرى، الاستبداد وغيره. على الرغ من من ذلك فإن الدكتور بشير نافع لا يعتقد أن اليسار العربي قد تراجع، ويقول في الخصوص: العكس هو الصحيح الحقيقة، نحن نرى في المنطقة العربية على وجه الخصوص وهذا يعني لاحق بما حدث في مناطق إسلامية أخرى أنه يعني مثلا القوى الإسلامية السياسية التركية هي تركية الهوية، العرب كما نعرف أو نقول الإسلامية السياسية العربية لفترة من الزمن يعني ضعفت لديها الهوية العربية ولكنها الآن تسترد هذه الهوية كما حدث مع الآباء يعني، يعني كما كان أصلا مع الآباء الإصلاحيين كما كان أيضا مع حسن البنا والمؤسسين. وأردف بشير نافع قائلا: أنا أعتقد أن القوى الإسلامية السياسية لم تقدم إجابة على سؤال الدولة، واحد من أكبر الأسئلة التي تواجه المجتمعات الإنسانية ككل منذ بروز الدولة الحديثة هو سؤال الدولة، إلى أي درجة هذه الدولة صحية؟ إلى أي درجة هذه الدولة إنسانية؟ إلى أي درجة هذه الدولة تجمع بين العدل وبين الحرية؟ والظاهرة الإسلامية السياسية -وأنا ما أردت أن أعلقه في البداية أصلا- الظاهرة الإسلامية السياسية ليست استمرارية للميراث الإسلامي بمعناه التقليدي وإنما الظاهرة الإسلامية السياسية هي استجابة حديثة على واقع حديث بدأ منذ منتصف القرن 19، هي ظاهرة حديثة، نحن لا نتكلم عن الإسلام السياسي الآن كما نتحدث عن ابن تيمية وعن الغزالي.. وذكر الدكتور بشير نافع إن الاسلام السياسي لم يك ظاهرة حديثة ولكنها مشتقة طبعا من موروث تستند إليه وترجع إليه وهو يعني إطارها المرجعي ولكن هي كظاهرة اجتماع سياسي هي ظاهرة حديثة بالتمام، فأحد أهم الأسئلة أهم التحديات التي تواجه أو التي واجهت المجتمعات العربية والإسلامية منذ منتصف القرن 19 هو سؤال الدولة وهذا السؤال لم يتم الإجابة عليه بشكل مقنع في داخل القوى الإسلامية السياسية، هذا سبب، السبب الآخر طبعا هو التدخلات الخارجية. من جهته قال الباحث محمد بن المختار الشنقيطي: إن عدم وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة الآن يمكن إرجاعه إلى عدة أسباب منها أسباب تتعلق بالفكر والخطاب ومنها أسباب تتعلق بالبنية، إن هذه الحركات لم تقدم حتى قدوة ممكن أن نقول في مجال البناء السياسي حتى في صفها الداخلي، وأنا أشرت إلى هذا كثيرا في بعض الكتابات التي كتبتها عليها، يعني أنت لا يمكن أن تبشر بالفكرة الديمقراطية إذا كنت لا تمارس داخل الصف، إذا كان المرشد يبايع مدى الحياة مثلا، أو كلما مات المؤسسة وقع انقطاع في المسيرة مثلا، هنالك خلل كبير في البنية التنظيمية للحركة، ثانيا هنالك مشكلة في الخطاب وهو الخطاب فيه نوع من المجانبة فيه نوع من الاستعلاء على المجتمع في نوع من بناء الأسوار بين الحركة وبين المجتمع، هي لم تحول نفسها إلى حركة المجتمع وإنما إلى حد ما بعض الحركات الإسلامية حولت نفسها إلى هوية داخل الهوية الإسلامية الاجتماعية.. ورأى الباحث إن الحركات الاسلامية العربية حولت نفسها إلى طائفة أكثر منها تيارا اجتماعيا معبرا عن آمال الناس أو طموحاتهم، أيضا يمكن أن نقول إنها فرطت في اكتساب القوى النوعية، الدول المعاصرة ليست سهلة وليس من السهل الاستيلاء على السلطة في مجتمع منغلق مثل مجتمعاتنا إلا باكتساب القوى النوعية والقوى النوعية في المجتمعات المعاصرة هي الإعلام والمال والجيش وبالطبع الحركات الإسلامية لم تحقق كثيرا على هذه الجبهات الثلاث، في الدول الديمقراطية الحرة القوى النوعية هي المال والإعلام، في دولنا قوة الجيش والأمن أيضا هي القوة الثالثة وربما الأهم التي تحول بين من يسعى إلى التغيير وبين الوصول إلى السلطة، فطبعا هناك أسباب متعددة فكرية خطابية هيكلية علاقة بالمجتمع حتى الحركات الإسلامية مع الأسف -باستثناء النموذج التركي الذي ورد في التقرير- لم تطور عملا من داخل النظام أيضا، لا هي كانت قوية بنت كتلة اجتماعية قوية تهدم النظام القائم على الطريقة الإيرانية ولا هي سلمت بالواقع وعملت من خلال القنوات المتاحة. لكن الدكتور بشير نافع قال إنه يتفق مع الباحث الشنقيطي في البعض وليس في الكل، معتبرا إن أي قوة تغييرية في المنطقة العربية لن تستطيع الوصول إلى الحكم في ظل الأوضاع الراهنة، في هناك مركب، مركب قائم ومكرس من الاستبداد الداخلي ومن النفوذ الأجنبي الذي سيطرت عليه يعني قوى رئيسية بعد الحرب الباردة وفي أغلب المناطق في العالم الإسلامي يعني مع الاستثناءات لها علاقة بتركيبات المجتمع التقليدية، في أغلب المناطق إذا أنت فتحت الباب للحريات وفتحت الباب للمنافسة الحرة على الحكم، وقال إن القوى الإسلامية ستصل إلى الحكم وهذا الأمر يعني لم يعد فيه شك، و المثال الذي ذكرته في المقدمة حول تونس، القمع الذي حدث للحركة الإسلامية في تونس هو كان جاء نتيجة للنتائج الحقيقية التي جرت في انتخابات التسعينات. وأضاف: في مصر لو سارت المرحلة الثانية والثالثة من انتخابات 2005 كما سارت المرحلة الأولى لكان الإخوان المسلمون سيطروا على البرلمان، هذا أمر لم يعد فيه شك، ونحن نقول إن الخطاب الإعلامي الإسلامي منتشر ومؤثر ويتهم أحيانا بالشعبوية حتى يعني لأنه نحن نبحث أحيانا عن تفسير لماذا هذا الانتشار الهائل بالغ التأثير في الشعوب من خطابات القوى الإسلامية السياسية، فالبعض يجد لأنها شعبوية، ولكن هذا المركب إما المركب بين النفوذ الأجنبي وبين الاستبداد الداخلي وأنا لا أتحدث عن قوى إسلامية سياسية فقط وإنما أتحدث عن أي تطور للتغيير في المنطقة، إما أن تواجه هذا المركب بحركة شعبية بانفجار شعبي هائل ومستديم لفترة من الزمن يستطيع يعني هزيمة هذا المركب أو أن يحدث تحول سلمي إلى نظام حر وديمقراطي، بدون هذا فالقضية يعني هذه المجتمعات ستبقى فيها الأمور على ما هي عليه بغض النظر عن إن كان التحدي الذي يواجه الدولة تحديا إسلاميا أو أي تحد من نوع آخر. # ينشر عن «الجزيرة نت» بتصرف