٭ دارت قرب ملكال حاضرة أعالي النيل اشتباكات «قاسية» إن جاز التعبير، راح ضحيتها أكثر من ثلاثين شخصاً بين أنصار المرشح المستقل لمنصب حاكم ولاية جونقلي الجنرال أتور وقوات الجيش الشعبي، على خلفية تزوير الانتخابات.. إذ شهدت منطقة «الدليب هل» قرب ملكال «معركة مصغرة» راح فيها ضحايا وأبرياء من الجانبين. ٭ ما زالت «رواسب» الانتخابات تطفو على السطح ويشتبك فيها المتنافسون ليس بالكلمات فقط، بل بتوجيه فوهات البنادق والأسلحة لصدر الخصم في سابقة غير «مألوفة» في البلد، لاختيارهم سلاح المواجهة بالرصاص لحسم النتيجة إن جاز القول، مما أدى لاضطراب أمني واضح تسبب في سقوط الأبرياء، ولم يمنح الفائز خسارة ولا الخسران فوزاً، مما يعني أن المعالجة في الأيام القادمة «لشكوك» الانتخابات ربما تكون بالسلاح، وقد يفتح هذا «الاشتباك» الطريق امام «البقية» لحمله أيضاً في وجود تزوير موثق «بالصورة والكلمة». ٭ جمع المؤتمر الوطني «أشجاره وناسه» وبدأ «يحتفل ويطرب» ولم يعر نظرة أو أُذناً لما يقال ويدور، بل ترك المرجل يغلي ويتدفق، والتفت لمرحلة اخرى، وبدأ المرشحان في الجنوب يعتركان وهم أهل «ماعون واحد». ٭ لن تفيد المعركة بعد «فوات الأوان»، فالحركة قبضت الفوز «وقبَّضت» أتور الريح، بعد أن قرر خوض الانتخابات مستقلاً، تماماً كما فعلت الوزيرة انجلينا الموجودة الآن داخل «حلبة الصراع» مع تعبان دينق الذي تشكك الوزيرة في فوزه. ٭ هذه الصراعات داخل «البيت الواحد» جعلت من الحركة «مطية» للمؤتمر الوطني الذي يتبادل معها دائماً «القذائف الكلامية» وتجري بينهما أنهار من الاتهامات، مما جعل الحركة تواجه عدواً «داخلياً» و«خارجياً» يثبط عزيمتها ولم يمنحها فرصة ل «لم شملها وترتيب بيتها مرة أخرى» مما ادى لسريان الحديث في «المجتمع السياسي» بأن الحركة تواجه صراعات عدة وانقسامات داخلية كثيرة، وإن كانت الآن «سراً» فقريباً سيظهر «المدفون».. فصراعات أتور وانجلينا مع الحركة تعد مثالاً «حياً» وملموساً داخل الحركة الآن، كما أن خروج د. لام أكول بمجموعته من قبل يؤكد «الشكوك» ويجنح بالرأي الى دائرة «التأكيد» لا «الشك». ٭ فض النزاعات على طريقة «المواجهة الشخصية» واتخاذ القرار الفردي من «رأس» المجموعة، ربما يسيل له «لعاب» البعض الذين يجيدون الاصطياد في «الماء العكر» ويشعلون النار بزيادة الحطب، لذلك يتطلب الموقف الآن وفي هذه المرحلة والتي تليها خاصة من جانب الحركة، لم شملها لمواجهة التحديات القادمة من انفصال واستفتاء وغيره مما هو مسجل على أجندتها. ٭ همسة: خلف الأبواب.. تركوه أسيراً مغلولاً.. يلتصق بحائط الوهم.. يتمنى لو يطرق أحدهم الباب.. قبل أن تمزقه الرصاصة الأخيرة..