من خلال عمل إجرامي هو الثاني من نوعه قصفت الطائرات الصهيونية بالصواريخ مصنع اليرموك في عيد الأضحى الموافق 24 أكتوبر 2012م الماضي وبعلم مسبق من الولاياتالمتحدةالامريكية ، حيث أحدث دوياً كبيراً وكانت تداعياته خطيرة على المستوى الامني والاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، المنطقة التي إستهدفها القصف فيها كثافة سكانية في جنوبالخرطوم خاصة مناطق الكلاكلة وأبو آدم والعزوزاب ومايو وغيرها ، مثلما ان المنطقة فيها مؤسسات ومصانع كبيرة تأثرت بالحدث مباشرة . الحدث يعتبر إختراقاً كبيراً للأمن والسيادة السودانية والأمن القومي العربي والافريقي ، نتساءل هل إكتفى السودان بالإدانات والشجب على المستويات الاقليمية والدولية أم المسألة تحتاج لوقفة ومحاسبة رادعة من المؤسسات الدولية والجامعة العربية والاتحاد الافريقي لإسرائيل . معروف أن مجلس الامن الدولي تسيطر عليه مجموعة ذات معايير مزدوجة بدليل انه قد تمت إدانة إسرائيل عشرات المرات ولم تطبق عليها القرارات خاصة فيما يتعلق بتجاوزات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ولبنان وسوريا والهجوم الغاشم ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981م بل للأسف فإن إسرائيل تمتلك أخطر الاسلحة النووية في المنطقة ولم تجد من يحاسبها أو يقوم بتفتيش مؤسساتها ولذلك فإنها تمارس الإرهاب والقرصنة الدولية مما يؤكد خطورة القطبية الآحادية ومشروع النظام العالمي الجديد الذي تديره الامبريالية والصهيونية العالمية . آن الأوان للإصطفاف والنضال لبناء عالم جديد متعدد الاقطاب ، حيث يعتبر المشروع الاسلامي العربي النهضوي أحد أقطابه . حقاً قد تضررت آلاف المنازل بل هنالك قتلى وجرحى وتلوث بيئي ضد الانسان والحيوان والتربة وهنالك عدد من المشاريع الزراعية والاعلاف ومزارع الالبان والدواجن قد تأثرت . خسارات شركة كونكورب نموذجاً : الأربعاء الماضي 13 مارس دعانا رجل الاعمال والاقتصاد المعروف صاحب شركة كونكورب محمد جار النبي لزيارة الشركة والوقوف على ذلك العمل الصناعي الكبير والذي أسسه قبل عشرات السنوات حيث قدم للوطن خدمة كبيرة في مجال البترول ، شركة كونكورب تحتوي على بنية تحتية كبيرة من مخازن ومستودعات تسع أكثر من أربعة مليون لتر من مشتقات البترول خاصة الجازولين والبنزين أنابيبها متصلة مباشرة بمصافي بورتسودان والجيلي بها وسائل نقل جيدة حيث تصلها خطوط سكك الحديد وتكتمل فيها كافة الجوانب الفنية. الشركة لظروف كثيرة توقفت لبضع سنوات عن العمل ولكنها الآن استعادت كل شروط استمرارها فنياً وإدارياً وصناعياً وأمنياً إستأنفت نشاطها منذ هذا الشهر حيث حضر تدشين إستمرار العمل كثير من المهندسين والفنيين وضباط المطافي وممثلين لوزارة الصناعة مع حضور مدير عام سكك حديد السودان المهندس مكاوي عوض مكاوي والمستشار القانوني محمد عبد الله ود ابوك والمئات من العاملين والموظفين ورجال الاعمال، حيث أقامت الشركة لذلك الافتتاح مأدبة إفطار . خلال تجوالنا في الشركة تعرفنا على الاضرار التي تأثرت بها الشركة جراء الضربة الصهيونية على مصنع اليرموك الذي يقع بالقرب من شركة كونكورب ، التأثير كان مباشراً على مستوى المستودعات والمخازن وكل اقسام الادارة بل على الاجهزة الفنية فقد بلغت خسارة الشركة جراء الاعتداء الغاشم ملايين الدولارات . السؤال المهم هل الدولة حصرت هذه الاضرار الكبيرة على المواطنين والشركات وهل قامت بتعويض تلك الخسائر ؟ حيث من المعروف ان هنالك ثمة رسائل سياسية وأمنية جراء ذلك الفعل الاجرامي كما علينا أن نتساءل ما نوع الانفجار والمواد والمركبات الموجودة في ذلك الانفجار فمعروف أن اسرائيل تحمل اسلحتها وذخائرها مادة اليورانيوم فيها خاصية الاختراق التلقائي والاشعاعات وأن هذه الاشعاعات السامة تلحق الاضرار بالانسان والحيوان والبيئة هذا يعني أن منطقة جنوبالخرطوم تحتاج لدراسات علمية وعن خطورة تداعيات تلك الاسلحة المحرمة دولياً . قد أقر سابقاً وزير البيئة الاتحادي حسن هلال عن مهددات بيئية خطيرة في المنطقة جراء القصف الاسرائيلي واشار لوجود جسيمات صغيرة عالقة في مساحات واسعة في الجو يجب كشف حقيقة أنواع الاسلحة ومدى تأثيراتها للرأي العام . ففي السودان وزارة إتحادية تعنى بالبيئة ووضع الخطط والبرامج لمنع التلوث البيئي والمحافظة على الصحة العامة ونقاء البيئة ولتكون الخرطوم عاصمة حضارية وثقافية وصحية علينا وضع آلية جادة لنقل النفايات ونظافة الشوارع والمؤسسات العامة وإزالة الاوساخ التي توجد في الطرقات والأحياء الغريب في أمر هذا البلد ان موظفي النفايات يتجولون في كل الاحياء والشركات للجباية المالية شهرياً في حين ان النفايات على قارعة الطريق في إنتظار عربة النفايات . كما علينا الاهتمام بالصرف الصحي لان من أولويات العواصم الحضارية التركيز على الصرف الصحي والمجاري والطرق والكباري والجسور لذلك نقول إن قضية صحة البيئة مسئولية الحكومة الاتحادية والولائية ففي كل فصل خريف ينفضح حال العاصمة من أول مطرة وهكذا يتفشى الباعوض وأمراض المناطق الحارة من ملاريا وبلهارسيا والأمراض المعوية وهي أمراض البلاد المتخلفة التي لا تهتم بصحة البيئة . على الحكومة السودانية المطالبة بحقوقها المشروعة في الشكاوي ضد اسرائيل لضربها مصنع اليرموك وتداعياته على مستوى الخسارات المادية والبشرية والبيئية كما عليها إتخاذ خطوات عملية لتعويض كافة الجهات التي تضررت جراء تلك الضربة العسكرية ..