السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب جديد لبيومي: مآلات وطن حائر بين (الصفقة) و(الورطة)
نشر في الصحافة يوم 27 - 04 - 2013

«بين التحليل والمعلومة... تقع الأخطار الجسيمة في تقديرات المواقف»
(مقولة)
(1)
عالم الاستخبارات والأمن يذخر بأسرار خطيرة لا حد لها.. مضى بعضها إلى تغيير أو محاولة تغيير عدد من الأنظمة السياسية في دول العالم الثالث وبالضرورة التمهيد لأنظمة جديدة تقوم على الحياد أو ربما الانحياز التام لوجهة أو لأخرى. ودون أن نذهب بعيداً في الأمثلة فان تاريخ السودان القريب وهو ليس بدولة كبرى يشير إلى تدخله السياسي عن طريق الأمن الخارجي في المساعدة على اسقاط النظام الاثيوبي (مانجستو) ووصول (زيناوي) إلى السلطة وما ترتب بعد ذلك من نتائج فرعية أدت بدورها إلى انفصال (اريتريا) ووصول (أسياس أفورقي) إلى سدة الحكم هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى لم يكن السودان بعيداً عن (كماشة) الأمن والاستخبارات العالمية والاقليمية وكثير من الدول المجاورة، سواء (بالاصالة) أو (بالوكالة) وإذا صارت الاستخبارات علماً متقدماً يتصل بكل العلوم فانها قد ارتبطت بأساطين من الدهاة في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وبريطانيا وفرنسا والمانيا واسرائيل ومصر، وبعد فلعالم الاستخبارات والأمن في أي بلد دور مهني محوري في تجميع المعلومات واستخلاص نتائجها لتكون القاعدة التي تبني عليها صناعة واتخاذ القرارات، ولقد يبدو مهماً التأكيد على قدرات وامكانات ما تؤديه من واجبات ومسؤوليات، وهي المسافة بين التحليل والمعلومة!!
(حرب المعلومات) من أقدم ما تعرف عليه الانسان وهو يخطو أولى خطواته في الاستقرار، ولقد رأى كثير من العلماء الذين تعرضوا لدراسة المسألة أن الحرب بين الأمم من ناحية وبين جماعات المعارضة المحلية من ناحية أخرى هي (حرب معلومات) وليست حرب اقتتال أو مواجهات مادية أو معنوية. ان حياة الاثارة والمفاجآت وربما إلى حد كبير الخبث والمكر التي يعيشها رجال الاستخبارات والأمن تقود الكثيرين منهم إلى اثبات ورصد ما عاشوا من وقائع على سبيل (التوثيق) أو ربما فيما أورد بعض المتخصصين إلى تطهير النفس، بما تعانيه من ضيق وهي مسألة إذا تمت تؤدي أو قد أدت بالفعل إلى التصفية الجسدية، على الأخص في أجهزة الاستخبارات والأمن الكبرى مما سبق الاشارة، كما أن مثل هذه الكتب بما فيها من معلومات خطيرة تدين الأنظمة السياسية أو قيادات تلك الأجهزة من حيث الأساليب والوسائل قد تتعرض إلى خطر المنع. مثلاً كتاب (صائد الجواسيس) في بريطانيا وكذلك وقوف (ستيلا رامنجتون) الرئيسة السابقة لجهاز الاستخبارات الداخلي في بريطانيا في قفص الاتهام لاصدارها كتابا عن تجربتها في ذلك النشاط. ويورد الدكتور عمر هارون الخليفة في كتابه (علم النفس والمخابرات) ص18: وفي الولايات المتحدة الامريكية رفضت الC.I.A السماح (لبوب باير) الموظف السابق بالوكالة بنشر جزء من وثيقة حول عمله في الوكالة.. وذُكر ان العديد من فقرات الكتاب تتضمن معلومات سرية لم يكن من الجائز توزيعها خارج (المرافق الحكومية الآمنة) ويتعلق جزء من هذه المعلومات بتفجير (طائرة الجامبو) التابعة لشركة (بان امريكان) فوق بلدة (لوكربي) 1988 وانفجار (الخُبر) في السعودية ، ولكن في المقابل نجد كثيرا من الكتب ذات الدلالة الخطيرة قد تم نشرها ومنها كتاب JOHN PERKINS بعنوان: CONFESSIONS OF AN ECONOMIC HIT MAN
من يكتب من أهل الاستخبارات والأمن فان كتابته في كل الأحوال تقوم على التجربة الميدانية والمسؤولية الأخلاقية في تلمس نتائج التحليل والمعلومة وصناعة واتخاذ القرار. ولقد تختلف مثل هذه الكتابة بين الوصفة الدقيقة لما تقوم به هذه الأجهزة من نشاط وأساليب باتجاه تحقيق الأهداف وهو مما يعني تحليلاً علمياً مطلوباً لأوجه الايجاب والسلب بما يتخللها من نماذج عملية (وهكذا النوع من الكتابة نفتقده تماماً في السودان وندعو في الحاح للبدء فيه فهو الجزء المنسي من تطور البلاد التاريخي. أما الكتابة الأخرى فهي العمل على نقد المسار السياسي، بهدف التقويم أو الاصلاح أو الانذار بما تحمله المؤشرات من نتائج محتملة أو متوقعة وهو ما ذهب إليه الصديق العزيز العميد أمن (م) حسن صالح بيومي فيما أصدر من كتب أو نشر من مقالات، بحكم موقعه المتقدم ضمن أجهزة الأمن على أيام نظام مايو (1969-1985)، مدير المخابرات الخارجية - مدير ادارة الأمن الخارجي - مدير ادارة التحليل والتقييم، أصدر بتلك الصفة: معضلات الأمن والسياسة في السودان، ممارسة السياسة وغياب الوعي الأمن، وكتابه الأخير - مآلات وطن حائر بين الصفقة والورطة: مهمة تفتيش في الضمير السوداني - 2012 والذي تقدم استعراضاً في هذا المقام.
(2)
يقع الكتاب الذي أصدرته دار عزة في 430 صفحة من الحجم المتوسط توزعت إلى أبواب خمسة، هي على التوالي: بين الصفقة والورطة/ تداعيات ومآلات الوطن/ دارفور بوابتنا الغربية/ ظلال نيفاشا/ آفاق الحوار: وهي مجموعة مقالات منتقاة نشرت في عدد من الصحف السودانية أو حوارات أجريت معه خلال العشر سنوات الأولى من الألفية الثالثة. ويبدو مفتاح القراءة السليمة لتلك الحزمة من المقالات التي ضمها الكتاب فيما أورده الأستاذ (محمد الشيخ حسين) في مقدمته ص14 «الواضح اننا قد تعودنا منذ زمن طويل على النظر في مجريات التاريخ كما لو كانت تحدث فجأة وتقع رغماً عنا وكما لو كانت تهددنا وتزعزع مكانتنا دون أن نتوقع منها أن تأتي لتعلي من مكانتنا أو تؤدي إلى نضجنا أو تزيد من حصانتنا»، ويضيف مفتاحاً آخر هو «يحاول الكتاب النفاذ إلى مختلف الزوايا المتاحة لفهم وتسليط الضوء على سراديب تفاعل الأفكار الاصلاحية مع العمل السياسي وفهمها، حيث لم يكتف بزاوية واحدة توجه القارئ توجهاً معيناً وتتركه أسيراً لنظرة آحادية بل نظرت إلى زوايا مختلفة تفتح آفاق النظر والتحليل والاستيعاب اضافة إلى أن المؤلف لم يكتف أن يتجنب بوعي تام التأثر بالنزعة الشكلية التي تركز على الجانب الوصفي التاريخي لكتابة المقال السياسي بل تخطاه إلى اعتماد المنهج الفهمي التفسيري الذي يبدأ بعرض القضايا وتحليلها وفهمها وتفسيرها والعمل على تفكيكها ونقدها».
(3)
و(نيفاشا) عنده صفقة (ص ص19-37)، وتحركها الولايات المتحدة الامريكية كلاعب محوري وللصفقة أكثر من كومبارس: منظمة الايقاد وشركاء الايقاد وأصدقائها، والأمم المتحدة، وغياب مقصود للقوى السياسية السودانية، ويرى ان صناع (الصفقة) هم (السيناتور دانفورث) والذي بدأ (برتوكولات ميشاكوس) وانتهى بضاحية (نيفاشا) بمعونات مباشرة من خبراء مميزين والأستاذ (علي عثمان محمد طه) والعقيد (جون قرنق) وكان من أهم نتائج الصفقة هو منح الجنوب (حق تقرير المصير).. وينتهي في هذا العام إلى: ص:37 - «الانفصال يعني دخول الجنوب في حرب أهلية مؤكدة وعبث بالعلاقات السودانية الشمالية الجنوبية ما شاء الجنوب وغير الجنوب العبث يهدد العلاقات.. ان هذه الحرب سيكون لها انعكاسات خطيرة على أمن كثير من الدول المجاورة بما فيها شمال السودان: ان انفصال الجنوب في ظل المراهقة السياسية يشكل خطورة مباشرة مع شمال السودان، ان أي مسؤول حاكم أو محكوم شمالي أو جنوبي يفكر في فصل الجنوب، بالرغم من أن هناك مواثيق تدعو إلى ذلك عليه أن يفهم جيداً ويعي جيداً.. بأنه ينفذ بالحرف الواحد ما تسعى إليه (اسرائيل) في (السودان)».
٭ ان الانفصال قد تم بالفعل وفقاً لأسانيد شرعية دولية واقليمية ومحلية واستند إلى ارادة شعب الجنوب وقبول شعب الشمال.
٭ ان العبث بأمن الشمال قد حدث تماماً (هجليج - الدعم المادي والمعنوي لقطاع الشمال - أبيي ...الخ.
٭ ان (دولة الجنوب.. وفقاً لاشارات موضوعية.. تمثل قاعدة تحرك دولي واقليمي باتجاه الشمال على الأخص (اسرائيل).
٭ ان الواقع الماثل يؤكد على عودة الوعي في العلاقة بين الدولتين وهو اتجاه حميد ينظر للمصالح المشتركة.. ولاحساس بالأمن المشترك للبلدين.
٭ الاشارة للولايات المتحدة الأمريكية كلاعب محوري في مسألة (نيفاشا).
٭ كانت تستوجب الاشارة إلى (جينات) ذلك في ورقة مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطون 2001.
(4)
الورطة (ص:38-43) وهي مواقف السودان على انتشار قوات اثيوبية في منطقة أبيي بعد انسحاب القوات المسلحة السودانية منها وجعل أبيي منطقة منزوعة السلاح، الأمر الذي جعل (أوباما) يصيح مبتهجاً (برافو)، «هذا تدبير استخباراتي يسعى إلى توريط السودان مع اثيوبيا ووضع العلاقات بينهما في طريق التوتر.. وان وجود القوات الاثيوبية في تلك المناطق يضع المنطقة برمتها في حالة (سيولة أمنية) .. والهدف النهائي هو (تفكيك السودان) واضعاف النظام ترجمة للاستراتيجية الاسرائيلية تجاه السودان على أرض الواقع..
يرى بيومي الأمر كما يلي:
٭ ان وجود هذه القوات الاثيوبية في أبيي لن يستمر لفترة طويلة.
٭ ان وجود كتيبتين قوام 2400 عنصر.. وفق مفهوم الأمم المتحدة تعني أن السودان من الدول الساقطة في الحساب ويعتبر ذلك (اخفاقاً) و(احتقاناً) يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه.
ويهم في هذا السياق، ان نضيف لمظاهر ونتائج (سيناريو القوات الاثيوبية) في أبيي انه مظهر من مظاهر الصراع الدولي باعتباره (ارادات وقوى أو أكثر تستهدف فيه أي من الأطراف تليين ارادة الآخر بغرض الوصول إلى اتفاق أو تسوية) ويلاحظ في هذا السياق ان الصراع وقتي والاتفاق وقتي.
ان سؤالاً يبدو مهماً في أفق الواقع:
هل تصدق تنبؤات بيومي.. فتخرج هذه القوات (وما هو البديل وما هو الثمن؟
تبدو العلاقات السودانية الاثيوبية والعلاقات الاريترية في أحسن أحوالها أهي.. الارهاصات.. كما يقول بيومي؟
تصب أغلب تحليلات (العميد بيومي) في:
٭ معاناة البلاد من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وهي أزمات عميقة ومتشابكة ومعقدة وخطيرة.. لأنها تستدعي البديل.
٭ تستوجب الحالة طرح (مشروع قومي).. معالجة للأزمة المضطردة.
٭ المناداة بالديمقراطية النابعة من الشعب والالتزام بدولة القانون وكفالة الحريات وحقوق الانسان (ص:44-53).
٭ ان اختراقاً أمنياً كبيراً للسودان، يشكل خطراً ماثلاً:
- ثرثرة النخب الدبلوماسية وغير الدبلوماسية في حفلات السفارات.
- التعاون غير المعلن مع عدد من مخابرات الدول الكبرى.
- يؤكد على عدم صدقية 11 سبتمبر 2001 - ص:112-120، ان الذي مول عملية الحادي عشر من سبتمبر هو (صدام حسين) والذين نفذوا العملية هم عناصر المخابرات الروسية الذين ظلوا بالولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
- كانت القاعدة (بن لادن) هي التي لبست جلباب العملية.
- ان العملية بنتائجها.. لاقت (هوى) امريكا في محاربة الارهاب من كل مكان في العالم.
- المتوقع في حال فوز نظام الانقاذ في الانتخابات المقبلة وهو ما تم، بأنه صورة من صور الفوز المؤدي إلى تكريس السلطة أن يصبح حالنا كحال (ايران): قلاقل داخلية بدعم غير مباشر من أمريكا وهي نفس الحالة التي يعيشها السودان اليوم...» ص:141.
- ظهور (الكيانات القبلية) مدخلاً للتراجع المؤسسي: ضعف الحكومة - مدخل لقوة أعدائها - ومظاهر أخرى كثيرة (ص:149).
- السودان وطن قد ينزلق (أمنياً) ونظام قد تفقد توازنه (السياسي) ص:150.
- الرجل لا يجادل في أمن الوطن (ص:169) ويرى ان الأخذ بأسلوب حل الجهاز الأمني.. بالصورة التي حدثت بعد انتفاضة ابريل 1985 أمر يعرض أمن الوطن للمخاطر (ص:177).
- يرى الرجل ان حل أزمة دارفور يرتبط تماماً بالاقتصاد (ص:211).
- يحذر من ظاهرة اختطاف بعض المنظمات الفرنسية لأطفال دارفور (ص:261).
- يشير للمسكوت عنه في علاقات السودان بدولة (تشاد) ص:267.
للأخ الصديق العميد أمن (م) حسن صالح بيومي.. ذخيرة المتمكن في مجال التحليل والمعلومات.. ولقد ساعده ذلك على صحة الكثير مما تنبأ به.. وهو بذلك يقدم نموذجاً حياً.. للمهني الجاد.. ولكني أسأله راجياً أن يكثر في وضوح وأمانة - مما عرف به - عن تجربة الأمن بكاملها من حيث الايجاب والسلب.. على أيام نميري 1969-1985.. هل كان الأمن بالفعل هو الذي يحكم البلاد..!!
ملاحظات غير عابرة
ماذا في صدور وأوراق الرجال:
٭ تستدعي قراءة تجربة الأمن والاستخبارات في السودان - توثيقها العلمي الأمين والدعوة موجهة للبحث عن أوراق بابكر الديب/ وأبارو/ وحسن علي عبد الله/ وعبد الوهاب ابراهيم سليمان/ وحسين هجو/ ومأمون عوض أبوزيد/ وزيادة ساتي/ وخليفة كرار/ وعبد الله حسن سالم/ والسر أب أحمد/ وميرغني سليمان/ وعمر محمد الطيب/ وعثمان السيد/ وعلي نميري.
٭ اننا في الواقع نفتقد سواء إلى (مذكرات) من شغلوا الوظائف الأمنية وكان بيدهم القرار أو كانوا واسطة لدى الأجهزة العليا أو إلى (الدراسات العلمية) التي تتصدى للوقائع الأمنية ، ويكفي أن نذكر هنا مذكرات مدير الاستخبارات المصري (نصر) أو قصة (رأفت الهجان).. أو مساجلة الروائيين المصريين من روايات وقصص مبنية على دافع الاستخبارات (الحفار.. في غرب افريقيا).
٭ ما هي دقائق وتفاصيل علاقة المرحوم خليفة كرار.. بحركة الثورة الاثيوبية والاريترية.. وغيرها إذا وجدت؟!!
٭ هل تعارضت أجهزة الأمن والاستخبارات في كل الأحوال أو في بعضها مع مبدأ سيادة حكم القانون؟!.. ما هو الخيط الرفيع الفاصل بين (الأخلاقيات) و(المثاليات).. من ناحية و(بالمصالح) من ناحية أخرى. وهل يجوز.. ومتى التنازل.. عن ما هو (أخلاقي).. وربما (ديني)؟
٭ حالات التنسيق الأمني والاقليمي والدولي.. هل لابد من ضحية تحقق بها النتائج المطلوبة (سياسية - اقتصادية - اجتماعية).. اغتيال محمد مكي (صاحب جريدة الناس).
٭ ما هي نتائج (حل جهاز الأمن).. بعد اسقاط حكومة نميري 1985.. على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.. وما هي المسوغات القانونية أو التي تم الاعتماد عليها.. هل تم التحفظ على الوثائق التي كانت في حيازة ذلك الجهاز.. أم انها فقدت أو تعرضت قصداً للإعدام.
٭ ذاكرة أعضاء ذلك الجهاز.. فيما تتعلق بالمعلومات التي لم تتوفر.. السؤال.. موجه كذلك للأخ اللواء الهادي بشرى.
٭ ما هي الضوابط والمعايير التي تم الاعتماد عليها.. في اعادة جهاز الأمن للوجود؟
٭ و(بعدين) ما هي قصة كارلوس.. (الوصول والتسليم).. في تاريخنا الماثل؟!
٭ إن الكتابة في صلب الموضوع.. تبدو واجباً دينياً وأخلاقياً ومهنياً.. وفق معايير وضوابط مهنية عالية.. تقدم شهادة موضوعية للتاريخ واحتراماً للعقل والضمير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.