الخرطوم : حميدة / تغريد / فاطمة : في تطور مفاجئ وغير متوقع وبعد بدء سريان اجراءات تفكيك المستشفيات من وسط الخرطوم الى الاطراف، اعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم عن نقل العيادات المحولة من المستشفيات الى المراكز الصحية بحجة ازدحام والضغوط على المستشفيات بجانب تخفيض ايام مكوث المريض بتلك المستشفيات الى يوم واحد. وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قد اعلنت عن نقل العيادات المحولة من بعض المستشفيات الى المراكز الصحية، حيث تقرر نقل عيادات مستشفى سعد أبو العلا لمركز صحي الزهور بالمايقوما، وعيادات مستشفى البشاير الى مركز صحي الانقاذ وبحري، وحاج الصافي الى مركز صحي الشعبية، وأرجعت الوزارة الخطوة للازدحام بجانب خفض الضغط على المستشفيات وتفريغها لاستقبال الحالات الطارئة وخفض تنويم المرضى بالمستشفيات من يومين الى يوم واحد فقط، مؤكدة على ضرورة تفعيل مكاتب الجودة داخل المستشفيات لتجويد الخدمة. من ناحيته ، انتقد كبير الجراحين بمستشفى الخرطوم الدكتور محمد عبدالرزاق قرار وزارة الصحة بولاية الخرطوم القاضي بنقل العيادات المحولة من بعض المستشفيات للمراكز الصحية ،وقال انه من المستحيل فصل العيادات المحولة من المستشفيات لجهة ارتباطها ببعضها البعض ،واكد ان الغرض من انشاء العيادات المحولة هو متابعة المريض والتعامل المستمر في العلاجات ،مبينا انه في حالات كثيرة يتطلب الامر دخول المريض للمستشفى مرة اخرى الى حين تماثله للشفاء، مضيفا « حتى لو بعد عام ». ودحض دكتور عبدالرزاق وجهة نظر صحة الولاية بان القرار جاء بناء على ازدحام تلك المستشفيات ،ويقول ان تلك النظرة قاصرة وغير دقيقة ،مبينا ان الازدحام ليس سببا لنقل العيادات . وكشف ان نقل العيادات ليس كنقل مواقف المواصلات لجهة ان التعامل مع المرضى يختلف عن الامور الاخرى ، اذ يتطلب النقل تنسيقا وترتيبا بجانب مشاورة الاختصاصيين ، واكد ان ذلك النقل يضر بالعملية الطبية والعلاجية للمرضى والاطباء على حد سواء . وتساءل دكتور عبدالرزاق عن مقدرة المراكز الصحية علي استقبال الحالات المحولة بجانب مهمتها الاساسية في تقديم الخدمة الصحية للحالات البسيطة ،وكشف ان تلك المراكز الصحية لا تتوفر فيها معينات متابعة تلك المرضية المحولة والطارئة والصعبة مثل الموجات الصوتية والمقطعية ، ولفت دكتور عبدالرزاق الى ان وظيفة تلك المراكز الصحية استقبال الحالات البسيطة والرعاية الصحية الاولية والتحصين. وقوبل القرار بردود افعال متباينة وسط المواطنين الذين عبر بعضهم في حديث ل«الصحافة» عن بالغ غضبهم من القرارات الاخيرة التي ظلت تصدرها وزارة الصحة الولائية القاضية بتفكيك المستشفيات الكبري بوسط العاصمة ونقلها الي اطراف الولاية ،فيما استحسن اخرون الخطوة ،مشيدين بالقرار الذي يعتبرونه قد صب في مصلحة المواطنين وعمل علي تقريب الخدمات الصحية الي مساكنهم. يشير المواطن عمر موسى الى ان المراكز الصحية تعاني من عدم وجود كوادر طبية مؤهله ،كما ان مبانيها متهالكة وان الاطباء الموجودين عموميون ولا يوجد اختصاصيون ،الا ان المواطن بشير وفي حديث ل«الصحافة» يستدرك ويشير الي انه في حالة توفر الخدمات وتكاملها بالمراكز الصحية فسيصب القرار في مصلحة المواطنين. . اما الشاذلي حاتم فينظر الي القرار من زاوية مخالفة ،ويري في حديث ل«الصحافة» ان المواطن هو المستفيد من نقل الخدمات الي المراكز الصحية خاصة لاولئك الذين يتعاملون ببطاقة التأمين الصحي،لجهة ان المستشفيات لاتوفر خدمة التأمين مثلما هي موجودة في المراكز الصحية ،وقال ان الفائدة الاخري تتمثل في ان المراكز الصحية لاتشهد ازدحاما مثل المستشفيات. فيما استنكر المواطن أحمد عبدالله الذي تحدث الي «الصحافة» بشارع المستشفى بوسط الخرطوم قرار نقل العيادات الي المراكز الصحية ،معتبرا ان في الامر مشقة وعنتا علي المواطن الذي عليه ان يبحث عن مواقع المراكز غير المعروفة للكثير من سكان العاصمة. ويختلف المواطن سعيد فرج الله مع سابقه في الحديث ،حيث يري ان نقل العيادات الي المراكز الصحية يطور من الخدمة الطبية المقدمة ،وانها ستسهم في تخفيف الضغط علي المستشفيات الكبري. وقالت خادم الله مكي خير الله "ربة منزل" التي ترافق والدها المريض بمستشفى الخرطوم ،ان المراكز الصحية بالاحياء تفتقد الي ابسط المقومات واهمها الكادر البشري المتمثل في الاختصاصيي،مؤكدة ان القرار سيزيد الاعباء علي المواطن. وتؤكد الموظفة منى أحمد علي رفضها التام لقرار نقل العيادات الي المراكز الصحية ،وتتساءل عن الحكمة من وراء تجفيف مستشفى الخرطوم.