الفاشر : ابراهيم عربى : «صرخة داوية» ودعوة صادقة انطلقت من شمال دارفور ابتدرها واليها عثمان يوسف كبر ، قبل ان تنطلق بألسن متعددة وبكيفيات مختلفة أطلقتها مكونات دارفورالمجتمعية بمختلف اثنياتهم وبتعدد مشاربهم وتباين ألسنتهم ،واذ تؤكد فى مجملها ،«ان الأوان قد آن لأن تضع الحرب فى دارفور أوزارها» . اجمع كل من فاروق محمد آدم وألفا هاشم على مهدى وشريف محمدين من بين قيادات دارفورية دستورية وسياسية بالمركز فى حديثهم ل«الصحافة» ، ان تلك الدعوة لم تأت من فراغ ولا من هوى نفس ، بل انطلقت من واقع ظل يعيشه المجتمع الدافورى على مدى أكثر من «10» سنوات من الاقتتال ولم تزده الا مزيدا من القتل والتشريد والنزوح واللجوء والدمار والخراب والبؤس والشقاء والذل والهوان ! وقد تعاظمت وتفاقمت المشكلة فى المنطقة لتصبح دارفور بأسرها مسرحا وسوقا للحرب قبل أن يصبح أهلها وقودا لها ! .أم بشاير محمود عضو المجلس الوطنى صرخت بلسان الأم قائلة «القاتل والمقتول ولدنا » من الجيش ولدنا ومن القوات النظامية ولدنا ومن الدفاع الشعبى ولدنا ومن الجنجويد ولدنا ومن الحركات المسلحة ولدنا ، وزادت أرض دارفور واسعة وبتشيلنا كلنا «الدواس فى شنو ؟» وفجرتها «صرخة داوية» قائلة أهلنا فى دارفور عامة وشمال دارفور خاصة» نحن النساء لا نمتلك «فقاسات» لمزيد من الأطفال «كفاية حرب .. كفاية اقتتال » ، ولو مادايرين تخلوا الحرب «خلوها عشاننا وعشان أطفالنا !» الا ان تلك القيادات عادت معترفة بان الحرب فى دارفور قد أضرت بالسودان وربما ستذهب به الى الأبد ! . وتزامنت تلك الصرخات مع دعوة والي شمال دارفور من «فاشر السلطان » لكل أبناء دارفور من الحركات المسلحة الموقعة وغير الموقعة وخص بدعوته «جبريل ابراهيم ،أركو مناوى ،عبد الواحد نور ، طرادة ، مجموعة الوحدة» كما خص بها مكونات دارفور من السياسيين والتنفيذيين والدستوريين والادارات الأهلية ومكونات المجتمع المدنى والمواطنين عامة «تعالوا الى كلمة سواء » ،الا ان ذات الدعوة كما أكدها كبر لم تكن وليد صدفة فقد جاءت خلاصة لقاءات مثمرة أجراها الرجل مع مكونات دارفورية بدولة قطر الشقيقة وبدول أوربا خلال رحلته العلاجية التى امتدت لشهرين ، قبل ان تضيف عليها التظاهرة التى استقبلته بمطار الخرطوم من مكونات دارفور ولفيف من أبناء السودان بعدا جماهيريا ،لتتكرر ذات النداءات خلال جلسات مختلفة بالمركز . مطار الفاشر ذاته كان محطة مهمة لا بد من الوقوف عندها طويلا فقد كان استقبال الوالي جماهيريا بمختلف مكونات دارفور المجتمعية والثقافية. كبر لم يدع هذه الفرصة ان تمر دون توضيح الحقائق وتمليك المعلومات الحقيقية لمواطنيه ، فأقسم بالله «ثلاثا » نافيا بشدة ان يكون له أو لأى من أفراد أسرته «بئر للذهب » بجبل عامر ،واصفا مايدور فى جبل عامر وكتم ومليط ب«أكبر الفتنة لأهل دارفور» وتحدى خصومه ومنتقديه وكل الناغمين على حكومته طول فترة توليه أمر الولاية ان من له دليل ان يقدمه ل«لمناظرة أو المحاكمة» عبر المحاكم القانونية أو الجودية ، ورفض الوالى بشدة ان تكون تلك الاتهامات ل«لونسة أو الاستهلاك السياسى» واصفا ما ظل يروجه البعض عبر وسائل الاعلام ب«الكيد والحسد » . قيادات سياسية مركزية موالية ومعارضة تحمل الحكومة المركزية مآلات الأوضاع فى دارفور ،وشككت فى جدية الحكومة لمعالجة المشكلة فى دارفور ،الا انها عادت معترفة بان بعض أبناء دارفور بالمركز هم سبب الأزمة الحقيقية فى دارفور فى سبيل اشباع تطلعاتهم وطموحاتهم الشخصية ، ويجمل ألفا هاشم الأزمة فى دارفور فى حديثه ل«الصحافة» فى «تفشى القبلية والاثنية المسيسة» ، ويعزز عضو مجلس الولايات شريف محمدين فى حديثه ل«الصحافة» ذات الاتجاه واصفا تحركات بعض أبناء دارفور بالمركز ب«المريبة» وقال انها تقود لمزيد من الانقسامات مطالبا المركز عدم ترك الحبل على الغارب لأشخاص أصحاب غرض ليعبثوا بدارفور على هواهم ، وطالب حمدين بعقد مؤتمر لأجل التصالح فى دارفور ، الا ان ألفا هاشم عاد متفقا مع نداء الوالى قائلا المسؤولية الملقاة على عاتق أبناء دارفور كبيرة وتعتبر بمثابة تحد وامتحان ! فيما أكد فاروق محمد آدم من جانبه ان المطلوب وقفة رجل واحد بموقف يملأ العين ويسر الصديق ويغيظ العدو لتجاوز الأزمة بمزيد من التحاور والتفاكر الهادف البناء . الا ان كبرعاد قائلا أنا راضى عن فترة حكمى فى شمال دارفور كل الرضا ولا أنسب ماتم من انجاز لى شخصيا بل للحكومة وبفضل الرجال فى ظل ظروف قاسية عاشتها المنطقة «وليس بالامكان انجاز أفضل مما كان » ، قبل ان يعود الوالي مؤكدا انه أصبح أكثر تحملا للأذى بمزيد من العفو والتسامح ،معربا عن قلقه ان تمتد تداعيات أزمة العدل والمساواة الموقعة التي تمت بالأراضي التشادية لاستهداف المواطنين بشمال دارفور ، قبل ان يجدد الوالي كبر دعوته لكل مكونات دارفور بأن «هلموا الى كلمة سواء» وان «الأوان قد آن لأن تضع الحرب فى دارفور أوزارها».