*الطريقة التى تتعامل بها الأندية السودانية وخاصة طرفى القمة مع المدربين خاصة الأجانب لا تخلو من الغرابة والأخطاء والتناقضات وفيها ظلم واضح وكبير على الأندية نفسها، والأكثر غرابة هو أن المسئولين عن هذه الأندية هم الذين يظلمون أنديتهم وأنفسهم ذلك حينما يمنحون المدرب المعنى قدسية غير محدودة وصلاحيات مفتوحة فهم يسارعون بتوفير كافة متطلباته وينفذون تعليماته « بحذافيرها » الممكن منها والمستحيل اضافة لذلك فالمدرب يبقى فى مأمن من أى تقصير ولا أحد يعاقبه وأقصى عقوبة توقع عليه هى أعفاؤه وعمليا عندما يتم اقالة مدرب فيكون عندها قد تم تحفيزه تلقائيا وليس معاقبته من واقع أنه سينال كافة حقوقه وعلى رأسها « المصيبة الكبيرة التى تسمى بالشرط الجزائى وعادة ما يكون عبارة عن مرتب كذا شهر حسب نص العقد ومن بعد ذلك له حق التعاقد مع أى نادٍ اخر. *المدرب فى السودان وخاصة الأجنبى يجد وضعية متفردة وتختلف عن كافة أوضاع المدربين فى العالم فهو يأخذ وقد لا يعطى يتم تحفيزه عند الاجادة ولا يعاقب فى حالة الاخفاق والتقصير - يظل يطلب المستحيلات ويبرر اخفاقه ويلجأ للتنظير والفلسفة ويرفض التدخل فى شئونه ويتمدد فى صلاحياته ينال مقدم عقد وراتب وكافة المخصصات وفى كل الحالات هو برئ وبالطبع هذا وضع خطأ وغير منطقى وفيه كثير من التناقضات . *فالمعروف أن مهمة أى مدرب هى تطوير الفريق وتقويته ومن ثم تحقيق الأهداف المتفق عليها ان كانت « صناعة فريق قوى أو تحقيق بطولة » ولكن « عندنا هنا الوضع مختلف - مدرب أجنبى والموضوع انتهى فلا أهداف استراتيحية يتفق عليها ولا مهام واجبة التنفيذ ولم يلتزم أى مدرب بهذا الخط سوى الألمانى الخبير أوتوفيستر عندما اتفق مع الاخ جمال الوالى على أنه سيصل بالفريق للنهائى الأفريقى بشرط أن يوفروا له احتياجات معينة ومن بينها تسجيل الثنائى « أبالوا التوغولى وباولينو البرازيلى » وقد كان الرجل عند كلمته وأوصل المريخ لنهائى بطولة كأس الاتحاد الأفريقى، هو فقط وان كان هناك اخر فهو مواطنه كروجر والذى كان قمة الالتزام . *وان أخذنا المريخ والهلال كمثال من منطلق أن كافة مشاركاتهم ان كانت محلية أو خارجية تأتى بغرض تحقيق البطولة وفى سبيل ذلك يلبيان كافة الطلبات ويجتهدان فى توفير الأسلحة والعناصر اللازمة والمقومات المطلوبة من « لاعبين جيدين وطنيين وأجانب لهم سيرهم ويستجلبون أشهر المدربين ويصرفون على التسجيلات والاعداد والمعسكرات ويأتون حتى بلبن الطير » وبرغم ذلك يحدث الاخفاق وهذا قد يكون أمرا عاديا فالبطل واحد ولكن غير المفهوم هو غياب مبدأ الحساب والعقاب للمدرب - فاللاعب عندما يخفق أو يخطئ أو يخرج عن الخط يتم عقابه بالخصم والايقاف ولكن هذا الوضع لا يحدث مع المدرب علما به أنه المسئول خاصة وأنه « يتفشخر ويعمل فيها ستين بجنيه » عندما ينتصر ولكن حينما يخسر يلجأ لتفصيل الشماعات ويجتهد فى حياكة الشماعات على شاكلة « اللاعبون لم ينفذوا المطلوب منهم - الأرضية ليست جيدة - الفريق فى طور البناء - فترة الاعداد لم تكن كافية - غياب ذاك اللاعب كان له كبير الأثر - طلبت كذا وكذا ولم ينفذوا - الفريق كان فى غير يومه - التحكيم كان ظالما - هناك لاعبون فقدوا الثقة فى نفوسهم - الضغط الجماهيرى تسبب فى ارباك اللاعبين - البرنامج مضغوط - اللاعبون مرهقون - الخصم لعب بعنف زائد - وكثير من المبررات الساذجة وغير المنطقية يلجأ اليها المدربون لتبرير فشلهم واخفاقهم »، والأغرب فهم يحاولون ايجاد الأسباب ويبررون الاخفاق ولا أحد يعاقبهم أو يسألهم بل يقولون وبكل سذاجة « نصبر عليه شوية و نديه فرصة وهم يعلمون أنه سيقودهم الى الخور » - لم يحدث أن عاقبوا مدربا ولا حتى بالتوبيخ أو الخصم أو حتى مجرد التهديد بالاعفاء ، وبالطبع فان السبب فى ذلك هو « العقدة وضعف الثقة بالنفس - وعدم المعرفة اضافة لتجنب كارثة اسمها الشرط الجزائى والتى وضعوها هم أنفسهم ». *فى كل العالم تتعامل الأندية مع المدرب بطريقة واضحة فيها الشفافية والالتزام بمبدأ الحقوق والواجبات تنجز تنال الحافز والراتب تخفق يتم الخصم ، ولكن هنا الوضع مختلف فالمدرب برئ فى كل الحالات وهو محل قدسية لا أحد يحقق معه أو حتى يسأله فى حالة تقصيره - الى متى. *نسأل لماذا توافق الأندية على وضع الشرط الجزائى فى العقد قبل التجربة - بمعنى أن يكون المدرب المعنى تحت الاختبار لثلاثة شهور فان اثبت جدارته فعندها يمكن التعاقد معه ووضع ذاك الشرط وان وضح أنه ضعيف ومتواضع القدرات فليس هناك سوى أن نقول له مع السلامة عليك يسهل وعلينا يمهل . *فى سطور *من حق الهلال أن يفاوض أى لاعب مريخى انتهت فترة قيده أو تم شطبه من المريخ وهذا وضع طبيعى وعادى وللمريخ نفس الحق ونرى أن ما جاء على لسان رئيس الهلال الأخ الأمين البرير هو عين الصواب حينما قال سنفاوض أى لاعب مطلق السراح أو يشطبه المريخ - نقول ذلك حتى لا يخرج علينا أحدهم ويطالب المريخ أن لا يقترب من لاعبى الهلال . *بامكان المريخ تسجيل أى لاعب فى أى نادى ليس فى السودان فقط بل فى كل أفريقيا وهذه حقيقة معروفة وثابتة. *هناك من يرون أن الهلال له كامل الحرية فى مفاوضة وتسجيل أى لاعب من المريخ ولكنهم يحرمون هذا المبدأ على المريخ ويكفى أنهم هللوا لتسجيل باكمبا وادوارد وحمودة وبشير وعلاء الدين يوسف واعتبروا هذه الصفقات شطارة ونجاحا اداريا وعندما ضم المريخ اللاعب كلتشى وهيثم مصطفى فقد هاجموا المريخ وانتقدوا تسجيله للاعبى الهلال - اتخيلوا . *ليس هناك أسهل من توجيه الاتهام للناس والتعدى على الأبرياء والطعن فى ذممهم والتعرض لخصوصياتهم واتهامهم بما ليس فيهم خاصة وأننا نعيش عصر الفوضى حيث لا رقابة ولا عقوبة ولا حتى ضمير . *شتيمة الاخرين هى ليست شطارة أوشجاعة ولا تفسير لها الا أنها « قلة أدب وسوء تربية ». *القلم ليس أداة لتجريح الناس ومن يرى أنه وسيلة أو سلاح لارهاب الناس وتخويفهم وتهديدهم فهو واهم ومن المتوقع أن يأتى الرد أكثر عنفا وبسلاح اخر أكثر فعالية وايلاما. *النقد لا يعنى اساءة الاخر وحرية التعبير ليس معناها أن تشتم وتسب وتتهم وتجرح وتجرم وتتعدى كما شئت . *من غير المنطقى أن نهاجم ونحتقر ونستفز ونوجه سهام الحقد والتشفى ونستهدف كل من يتطوع للعمل فى الرياضة ذلك بحجة أن المنصب العام يتيح للاخرين اساءة من يجلسون عليه . *من هم الذين يحمون هواة الشتائم والاساءات ويقفون من ورائهم ؟.