محاولة إستغلال الناس وإستغفالهم وإستهبالهم اذا جاز التعبير كنت اعتقد أن ذلك الأمر موجود في دول العالم الثالث والتي بالاضافة لتعرضها للاستنزاف من خلال نهب مواردها عن طريق المستعمر فهى حالياً تعاني من إستشراء الفساد نتيجة لتزايد المجموعات الإنتهازية والوصولية واحكامهم السيطرة على مفاصل الامور، واذا اخذنا الرياضة كمثال نجد أنه تم استغلالها أبشع استغلال ففي ليبيا مثلاً وقبل الثورة نجد أن أبناء القذافي احكموا قبضتهم عليها وفعلوا ما فعلوا بها حتى اصبحت ليبيا متأخرة جداً على الصعيد الرياضي وحتى مشاركتها الخارجية كانت تخضع لمزاج القذافي وأبنائه، ولكن بحمد الله نجدها الآن مشاركة في كل الفعاليات الرياضية الافريقية والعربية وحتى العالمية، أما اذا عرجت على تونس مثلاً نجد أن رجل الاعمال سليم شيبون المرتبط ارتباطاً وثيقاً بنظام زين العابدين بن علي، لم تشفع له الأموال الضخمة التي ظل يصرفها على نادي الترجي بعد الثورة التونسية إذ ظل الرجل مطارداً بتهم الفساد. منذ سنوات ظللت أتابع ما يجري في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» وحقيقة لفت نظري لوجود فساد في هذه المؤسسة الرياضية العالمية الكبيرة حديث المستر زين روفانين سكرتير الفيفا السابق وهو سويسري حيث وجه الرجل اتهامات صريحة في العام 2002م لمواطنه جوزيف سيب بلاتر رئيس الفيفا وكشف كثيراً من التجاوزات منها شركات الرعاية والبث التلفزيوني المرتبطة بصورة أو أخرى ببلاتر وبعض قادة الاتحاد الدولي لكرة القدم. رغم المخالفات والتجاوزات الواضحة التي ذكرها السويسري زين روفانين وكذلك نائب رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم في ذلك الوقت فرح أدو والذي أشار الى أن بلاتر قدم رشاوي الى عدد من أعضاء الجمعية العمومية بغرض انتخابه وذهب أدو أكثر من ذلك وقال إن الذي قدم الرشاوي لصالح بلاتر هو محمد بن همام، بعد فوز بلاتر تقدم روفانين باستقالته من منصب سكرتير الفيفا أما الصومالي فرح أدو تمت ملاحقته قانونياً بسبب الاتهامات التي وجهها لمحمد بن همام وللاسف لم يجد أي سند من رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو والذي في ذلك الوقت كان مرشحاً منافساً لبلاتر وكان يدعمه الصومالي فرح أدو إلا أن حياتو تنكر لادو وتركه وحيداً ليتم إبعاده من منصب نائب رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم ليصاب بالحسرة وبعد ذلك توفي الى رحمة مولاه. القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم السابق الى وقت قريب كان الساعد الايمن لبلاتر ولكن عندما حاول الترشح لرئاسة الفيفا منافساً له دارت الدائرة عليه ليتهم بقضايا الرشاوي لعدد من أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم يجمد نشاطه ومن ثم يبعد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وحالياً أصبح خارج منظومة الفيفا التي يهيمن عليها بلاتر وأعوانه الذين كان منهم محمد بن همام. كثر الفساد في المؤسسة الكروية العالمية وارتفعت بعض الأصورات المنادية بالإصلاح من أصحاب الضمير الحي ولكن للاسف تبنى ذلك الأمر بلاتر نفسه المتهم الأول في قضايا فساد الفيفا وبذلك هُدمت الفكرة. أثناء مؤتمر الفيفا العام الذي عقد قبل أيام بموريشص طالب الخبير الاقتصادي مارك بيث وهو سويسري أيضاً مسؤول عن مراقبة عملية الإصلاحات بالاتحاد الدولي لكرة القدم، طالب بلاتر وأعضاء اللجنة التنفيذية التحلي بالشجاعة والاعلان أمام الجميع بما يتقاضونه من مرتبات وأن ليس لديهم ما يخفونه. حديث الاقتصادي السويسري مارك ونزع الصلاحيات من اللجنة التنفيذية في اختيار الدولة التي تستضيف كأس العالم يؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك تجاوزات ومخالفات كبيرة في هذه المؤسسة الرياضية العالمية التي يجب أن تعاد صياغتها حتى لا تنهار بسبب ضربات الفساد التي أصبحت موجعة في السنوات الأخيرة. بمثل ما طالب الخبير الاقتصادي مارك بيث مسؤولي الفيفا بالكشف عن رواتبهم أطالب هنا قادتنا في الاتحاد السوداني لكرة القدم واللجنة الاولمبية بعرض ما ينالونه من حوافز وفي اطار الشفافية على الرأى العام الرياضي ليقول رأيه بعد ذلك هل هؤلاء القادة متطوعون فعلاً كما ظلوا يتحدثون أم أنهم محترفون يتقاضون مقابل جراء عملهم هذا حتى ولو كان في شكل حوافز؟ والشيء الثاني أرجو منهم أن يوضحوا هل كلهم أو بعضهم له أعمال تجارية مرتبطة بطريقة أو أخرى بمنصبه الرياضي أم أعمالهم تلك منفصلة تماماً عن عملهم الرياضي؟. وأخيراً أرجو من وزارة الشباب والرياضة أن ترد وبشفافية حول الحديث الدائر عن وكالة السفر التي يُلزم رياضيونا بالحجز عن طريقها رغم أنها لا تقدم عروضا أفضل، حسب حديث سكرتير اتحاد العاب القوى وما حقيقتها هل هى فعلاً تتبع للوزارة أم لمسؤول بها أم أنها تقدمت عن طريق عطاء وفازت حسب الإجراءات المتبعة في مثل هذه الأمور، وبالتالي يحق لها تقديم خدماتها للرياضيين السودانيين الذين يمثلوننا بالخارج؟.