الخرطوم : ولاء جعفر: امتلأت مواقف الحافلات وأزقة الشوارع وأرصفة الاسواق الشعبية بعبوات غذائية شارفت صلاحيتها على الانتهاء او تجاوزت فترة الصلاحية المحددة على غلافها الخارجي ببضعة ايام بأسعار مغرية / «الصحافة» القت نظرة على عالم بيع المواد الغذائية منتهية الصلاحية داخل اسواق الولاية وحول مواقف المواصلات ولفتت انتباهنا طاولات ينصبها الشباب مع اقتراب موعد غروب الشمس لترص المشروبات والعصائر وعلب المربي والقشطة بطريقة جذابة وملفتة للانظار بجانب علب البسكويت ليسيل لها لعاب المواطن البسيط الذي يتقاطي عن تاريخ انتهاء الصلاحية مأخوذا بسعر السلعة فكان الاقبال عليها كبيرا من طرف المواطنين خاصة وان اسعارها في متناول الجميع التي تمثل نصف سعرها في المحلات العادية . اقتربنا من احدى الطاولات لمعرفة السر وراء هذا الاقبال الكبير فعرفنا ان الاسعار منخفضة للغاية مما ادي الى لفت انظار المارة حيث لا تتعدى علبه عصير التانج عشرة جنيهات في الوقت الذي يتعدي فيه سعر العلبة الواحدة في المحلات 25 جنيها. واكتشفنا ان السبب وراء بيعها بهذه الأسعار يرجع الى ان مدة صلاحيتها اقتربت من الانتهاء، بيومين او ثلاثة وبالتالي يستغل العديد منهم قرب انتهاء صلاحية هذه المشروبات والعصائر، فيقومون ببيعها للزبائن بأسعار منخفضة بنسبة تتعدى 50 بالمائة. وحول استاد الخرطوم وداخل ميدان جاكسون كان المكان يعج بالحركة والنشاط التجاري، أظهر بعض الباعة والمشترين جهلهم بموضوع انتهاء الصلاحية والتسمم الغذائي، فأكد احد البائعين عدم علمه بالأمر، مشيراً الى أنه يشتري من المحال التي تعرض بضائع رخيصة لاقتراب انتهاء سعرها فيلجأ اصحاب تلك المحال الى تصريفها للباعة المتجولين للتخلص منها قبل انتهاء مدتها .أما سعيد «40 سنة»، الذي اشترى كل ما يريد من عبوات البسكويت التى كانت معروضة للبيع على قارعة الطريق بنصف سعرها الأصلي، ففاجأنا قائلاً انه لا يدري أين يكتب تاريخ الصلاحية، ولا يعرف كيف يقرأه . ولدى حديثنا مع بعض المواطنين ممن كانوا يقبلون بكثرة على اقتناء تلك المشروبات، علمنا أنهم يدركون تماما أنها تقارب على انتهاء صلاحيتها اذ يقبلون عليها ويتعمدون شراءها متحججين بأسعارها المنخفضة والمناسبة، والتي ستمكنهم من التمتع بها لأيام قبل انتهاء صلاحيتها وامام احدي طاولات البيع المكتضة بالمواطنين قالت احدي السيدات بأنها من بين الكثيرين الذين يقبلون على اقتناء هذه المشروبات والعصائر، فأسعارها مناسبة للمواطن البسيط ومشجعة وتضيف قائلة انها تعودت على شرائها منذ مدة طويلة، حيث لم تتعرض ولا يوم لتسمم ما، لتعقب بأنها على علم تام ومسبق بأنها تقارب موعد انتهاء صلاحيتها، لذلك فهي لا تقوم بتخزينها، بل تستهلكها مباشرة. واكدت احدي السيدات بأنها لا تستطيع اقتناء شيء، مدة صلاحيته توشك على النهاية، مبررة ذلك بانها لو كانت جيدة لما تم بيعها بنصف ثمنها. ومن جانبة اكد احد خبراء التغذية «للصحافة» أن الخطر الحقيقي من سوء التخزين والتعرض للشمس يكمن في المواد الغذائية المعلبة، لأن الحرارة يمكن أن تقصر عمر المادة الغذائية الى نصف المدة المحددة لاستهلاكها، أو تسبب تغييراً في الخواص الفيزيائية، فكل منتج مدون بجانب مدة الصلاحية ظروف التخزين، لأنها مهمة لكي يبقي المنتج محتفظاً بخواصه الغذائية. وعلى المستهلك ملاحظة أي تغيير على المنتج، سواء في الشكل أو الطعم، وشدد على ضرورة التخلص من المنتجات المنتهية الصلاحية لأنها أصبحت فاسدة، وقد تسبب خطراً على مستهلكها مثل التسمم الغذائي الذي تكون علامته غثياناً راستفراغا بجانب ارتفاع الحرارة وقد تؤدي الى الوفاة اذا لم يتم غسيل معدة لمن تناول تلك المواد كما لفت الى أن شراء سلعة تبقي على تاريخ صلاحيتها أيام قليلة يعدّ تصرفاً غير سليم وضربا من المغامرة بالصحة لأنه لا يعرف ظروف تخزينها.