الخرطوم: شمس الدين حاج بخيت: بات لافتاً في الحياة الاجتماعية لأهل السودان ارتفاع نسبة مساهمة الرجل في الاعمال المنزلية.. وبرغم ان عدداً محدوداً من منسوبي الوظائف العامة كانوا يساهمون بقدر محدود في مساعدة زوجاتهم العاملات، وكانت المساعدات لا تتجاوز اعداد كوب الشاي خاصة شاي الصباح، فقد كانت تلك الاعمال تتجاوز اعداد الشاي الى المكواة، اذ يفضل البعض مساعدة الزوجة بكي ملابسه، فيما يذهب البعض الى مساعدة الصغار في ارتداء ملابس المدرسة او اعداد ساندوتشات الافطار للصغار، وتبقى تلك المساهمات محدودة جداً في اطارها المجتمعي، وساعد على ذلك ان غالبية الزوجات غير مرتبطات باي عمل غير رعاية الابناء والاعمال المنزلية. جملة من التحولات الاجتماعية دفعت الغالبية من ربات البيوت للخروج للعمل بهدف زيادة الدخل، اذ ادى غياب ما يسمى دولة الخدمات خاصة في مجالات التعليم والصحة الى ضرورة مضاعفة دخل الاسرة حتى تتمكن من الايفاء ببعض مستلزماتها الحيوية، وقد ادى خروج المرأة للعمل الى بروز العديد من الظواهر الاجتماعية التي كانت بمثابة الانقلاب على الأعراف والتقاليد المتوارثة، ولم تعد المرأة لوحدها قادرة على القيام بكل المتطلبات داخل البيت. العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الشأن أكدت قيام الرجل بالمساهمة داخل البيت. وتقول سماح احمد «موظفة» انها لا ترى عيباً في ذلك ولا ضعفاً، وتعتبر الامر في اطار التعاون، وهو شيء مطلوب في زمن صعب يتطلب المشاركة، وهكذا هي الحياة لا بد ان يعيشها الزوجان بوحدة وتعاضد، مهام المرأة يقوم بها الرجل والعكس مهام الرجل يمكن أن تقوم بها المرأة. أما عثمان عبد الرحيم احمد فيرى خلاف ذلك، بقوله إن الرجل يظل رجلاً وله شخصيته وكينونته داخل اسرته، ويجب ألا تتغير مهما كنت الظروف. ويمضي عثمان قائلاً: «نعم أصبحت المرأة عاملة، وقد تكون طول اليوم خارج المنزل، وهذا لا يعني أن يحل الرجل محلها، فهو أيضا له أعماله، ويجب علينا ألا نخلط الأمور، فهذه الأشياء تعتبر في رأيي الشخصي من الثوابت». «يجب ألا ننظر لمثل هذه الأمور بمنظار نقدي»، هكذا ابتدرت تسنيم سليمان عشكوب حديثها وأضافت: «يجب أن نعرف ان مشاركة آدم في أعمال المنزل أضحت أمراً عادياً، وكثير من البيوت السودانية يحدث فيها ذلك، خاصة في ظل ظروف تتطلب خروج حواء إلى العمل، ومشاركة آدم لا أرى غضاضة فيها». سلمى سعيد جقلاب «خريجة».. ترى ان قيام الرجل ببعض الأعباء في لمنزل ليس عيباً كما ينظر إليه البعض، بل يعتبر عملاً ايجابياً جدا لا ينقص من مقداره بل يزيده عند أهل بيته، وقالت: رأيت الكثير من الحالات في أسر تعيش ظروفاً اقتصادية تتطلب مشاركة الجميع حتى الأبناء، والعيب الحقيقي هو إن يترك الرجل كل شيء للمرأة داخل المنزل ويجلس ليتفرج. عبد المنعم محمد علي «موظف» قال: «إن أمر مشاركة الرجل في أمور البيت ليس بالأمر بالمعيب، بل العكس يعتبر شيئاً رائعاً، فهو لا يعمل أجيراً عند الآخرين، بل يعمل في بيته، وأنا شخصياً كثيراً ما أشارك ام أولادي في بعض أعباء المنزل، وكثيرا ما رتبت البيت، واجد متعة خاصة في ذلك، وعلى كل رجل أن يعمل على مساعدة أهل بيته، فنحن نعيش في عصر متسارع جداً.. عصر غالبية أهل البيت فيه تجدهم يعملون من اجل لقمة العيش، ومن الطبيعي يعملون داخله سوياً من اجل ترتيب البيت». رانيا عبد الله الحسن «ناشطة اجتماعية من مدينة رفاعة» أكدت أن صعوبة الحياة وتسارعها يجعل البعض يتنازل عن بعض الثقافة الذكورية، وهو أمر طبيعي، فمشاركة الرجل في بعض الأعباء داخل البيت أمر طبيعي.