تقرير : اشراقة الحلو : تسعى شركة سكر كنانة الوصول الى انتاج اكثر من مليون طن العام 2015وتستهدف شركة سكّر النيل الأبيض التابعة لكنانة انتاج 250 ألف طن اعتباراً من العام 2014 ما يساعد في تغطية الطلب المحلي البالغ 1.2 مليون طن وزيادة الصادرات. ويقدر محللون أن المصانع المحلية تنتج ما بين 600 و700 ألف طن على الأقل سنوياً، وتوقعوا ان يرتفع الانتاج العام المقبل. ويأمل السودان أن يصبح لاعباً عالمياً في انتاج السكر عام 2020 لينافس قادة عالميين منهم البرازيل، وقال بعض الخبراء ان السودان يسعى لانتاج عشرة ملايين طن العام 2025 مع بداية تشغيل مزيد من المصانع. وتخطط كنانة وحدها لافتتاح مصنعين جديدين كما طرحت الحكومة للبيع أربعة مصانع مملوكة للدولة تحتاج الى تطوير وبموجب صفقة مع المستثمرين الخليجيين بشركة كنانة مسموح للشركة تصدير مايصل الى نصف انتاجها، وتصدر الشركة حالياً الى دول أفريقية مجاورة والخليج وأوروبا ولتنويع منتجاتها تخطط كنانة لزيادة انتاجها من الوقود الحيوي وهو منتج فرعي يتولد من انتاج السكَّر الى أكثر من 200 مليون لتر العام 2015، يرى خبراء اقتصاديون ان زيادة الانتاج الى عشرة ملايين طن العام 2020 غير واقعي وتوقع أن يصبح غياب التمويل وعدم توافر البنية التحتية من اكبر العقبات أمام بلوغ نصف هذا الرقم وتتزامن خطط التوسع هذه مع فترة تباطؤ اقتصادي مصحوبة بوفرة كبيرة في معروض السكَّر عالميا. لكن الخبير الاقتصادي بروفسير مالك حسين دعا الى الاكتفاء بما تم من استثمار في صناعة السكر باعتبار ان الماء غير كافٍ لانتاج السكر، ومدخلات صناعته تفوق 40% من رأس المال المستثمر.وقال ان هذا في حد ذاته عائد اقتصادي. واعتبر مصانع السكر القائمة غير ملتزمة بالخارطة الاستثمارية في السودان ، وقال ان القائمين على امرها ينظرون اليها نظرة اقتصادية بحتة لتحقيق ارباح كبيرة جدا، واضاف ان الخطة الاستثمارية للسكر خارج النطاق الاستثماري القومي، واضاف ان السكر المستورد في كل الحالات ارخص من المنتج محليا، داعيا لسد الفجوة عبر الاستيراد ، وقال ان حصة الشركاء الاجانب بعد تحويل ارصدتهم بالعملة الصعبة تأتي المعادلة لصالح المستثمرين العالميين، خاصة ان الحكومة ليست شريكا ذا نسبة كبيرة ، الامر الذي يجعل مجالس الادارات تتولى تحويل الارصدة الخاصة بارباح المستثمر واعتبرها ورطة سابقة وقعت فيها صناعة السكر خلال ال15 عاما الماضية. وقال الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير، ان قيام مصانع سكر جديدة قد لا يحتاج الى كميات كبيرة من المياه باعتبار ان التكنولوجيا اوجدت عينات من قصب السكر لا تحتاج لكميات كبيرة من المياه، مشيرا الى ان انظمة الري الحديثة قللت من حجم المياه المستخدم في صناعة السكر، مضيفا ان تعلية خزان الرصيرص ساعدت على زيادة منسوب المياه في النيل الازرق الامر الذي ساعد في تنفيذ مشروعات السكر وانشاء مصانع للمنتجات المصاحبة خاصة وان السودان يقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرا الى ان مصنع سكر النيل الابيض طاقته الانتاجية 450 ألف طن في العام. وقال الخبير الاقتصادي بروفسير عصام بوب ان السودان يتأخر عن دول العالم بعدم التخطيط السليم واستهجن خصخصة مصانع السكر وبيعها لاجانب والشروع في اقامة مصانع جديدة، وقال ان السودان ليس لديه المياه الكافية لزراعة المحاصيل الاساسية ناهيك عن قصب السكر ، وتساءل لماذا ندمر مشاريع عظيمة كمشروع الجزيرة والرهد والسوكي ونفكر في انشاء مشاريع جديدة ليس لها هدف استراتيجي او اسهام معروف في الانتاج الاقتصادي في السودان. واعتبر ان السودان الان يمر بحالة فقدان توازن فكري ولا يخطط للمستقبل، واعتبر الامر مجرد اهدار لاموال يحتاجها السودان بصورة عاجلة في مشاريع تنقصها دراسات جدوى. وقال هل ستستمر الحكومة في صناعة الاوراق المالية لتمويل ما اعتبره خيالات في اشارة الى مشاريع السكر الجديدة، داعيا الحكومة لاصلاح الاقتصاد الذي اعتبره مليئا بالفقر.