القضارف : عمار الضو: لم يستسلم سوق «النسوان» كما يسميه العامة بالقضارف للواقع الاقتصادي الماثل فالنساء رفضن اندثار العادات والتقاليد لشهر رمضان المعظم وسارعن لإعداد مطلوبات مائدة رمضان «الحلو مر ، الرقاق ، الأبري الأبيض ، وحزم الكركدي واللوبيا المسحون ، المرس ، التبلدي » زيارة لسوق النساء بالقضارف توحي بان رمضان قد ثبت فمنذ دخول المرء لاول وهلة يجد النسوة وقد اصطففن في حلة زاهية عارضات كل ما تشتهيه الأنفس. ولسوق نساء القضارف شأن غيره من الأسواق الأخري مدلولات ومعان مرتبطة بالموروث السوداني وان لم يخل من النساء الاثيوبيات في وقت باتت فيه المائدة الإثيوبية جزءا من السوق حيث يوجد الدليخ ، الشيرو ، الانجيرا وهي الكسرة الاثيوبية حيث يتم إعداد الزقني في جل موائد رمضان ومناسبات الأفراح ولكن الناظر لحال هذا السوق يجد ان النساء يواجهن ظروفا قاسية وبالغة التعقيد في ظل ارتفاع مطلوبات إعداد وصناعة الحلو مر والمائدة الرمضانية تقول الحاجة حوايا وهي تقوم بإعداد وصناعة الحلو مر بان الزمن أصبح قاسيا حتى في اعداد الابري الذي ورثته المرأة السودانية من حبوباتها وفي مقارنة للاسعار ففي العام الماضي كان رطل الحلبة 3 جنيهات والآان 8 جنيهات القرفة من 8 12 جنيها والكمون من 6 إلي 12 جنيها، الهبهان الرطل من 30 إلي 50 جنيها والقرنجال من 8 الي20 جنيها حتي عيش الفتريتة زاد اذ ارتفع سعر الكيلة الى 25 جنيها بدل 14 جنيها العام الماضي وكشفت حوايا بانها تقوم بإعداد الحلو مر بنظافة الذرة الفتريتة وحفظه داخل المياه 3 أيام حتي يصبح «زريعة» ومن ثم يطحن وبعدها يمدد وتتم العواسة اذ ارتفع سعر ربطة الحطب من 15 جنيها. الحاجة نفيسة يوسف كشفت في حديثها «للصحافة» أهمية الحلو مر والأبري الأبيض والرقاق لصيام شهر رمضان وجميعها متوفرة لدى كل الأسر السودانية داخل وخارج السودان تعاقبت عليها الأجيال وأشارت إلي أن إعداد الحلو مر وتوزيعه يؤكد وجود المرأة القائدة والرائدة داخل الأسرة حيث تقوم الحاجة نفيسة بتوزيع الحلو مر للجيران والأهل وبناتها المتزوجات ومضت في حديثها بان الحلو مر يغسل الكلي وينظف البطن ويقطع العطش وهو اهم من البرتقال والليمون والعصائر الأخري ولا يخلو أي منزل من الحلو مر وأبانت أن إعداد الحلو مر تصاحبه لمة كبيرة تجتمع نساء الحي للعواسة ويقمن بإعداد الجبنة والغداء وهن يحملن السكر والبن وزادت كل يوم يمارسن العواسة مع احداهن ويبدأن الاعداد بتجهيز الشنقات والكتالة «القرقريبة» والكتالة تصنع البلاستيك لطرح عجين الأبري في الدوكة او الصاج واشارت إلي أن الأبري الأبيض يعد من العجين المقشور ويبهر بالهبهان والخرنجال وكشفت الحاجة نفيسة بان سوق نساء القضارف ظل يستقبل عددا من الدول العربية مثل السعودية وأبو ظبي لشراء الحلو مر ومنتجات رمضان ما يؤكد ريادته ونجاح العادات والتقاليد السودانية في استقبال شهر رمضان.