تقرير : عبدالوهاب جمعة: اعلنت الولاياتالمتحدة الاميركية تعليق دعوتها لمساعد الرئيس ونائب رئيس المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع لزيارة واشنطون رداً على قرار الخرطوم بتجميد تنفيذ اتفاق التعاون مع جنوب السودان. ونقل موقع سودان تربيون عن مسؤول في الادارة الاميركية لم يسمه ان زيارة نافع لواشنطن لن تقوم نتيجة لقرارات حكومة السودان الاخيرة بشأن وقف ضخ النفط وتجميد انفاذ اتفاقات التعاون، مشيراً الى ان الدعوة نفسها كانت قد ووجهت باعتراضات من قبل عدد من اعضاء مجلس النواب. لكن مدير مكتب المبعوث الاميركي للسودان وجنوب السودان لاري اندريه، دافع خلال جلسة استماع لمجلس النواب، عن الدعوة الصادرة من ادارة الرئيس اوباما، وقال ان واشنطن تبحث عن اي طريقة لايصال رسالتها لمتخذي القرار الاساسيين في السودان، واضاف «عندما اتخذنا قرار دعوة نافع لاميركا في مارس الماضي، لم يكن ذلك من فراغ وانما تم بهدف فعل اي شيء يمكن فعله لانهاء الأزمات والصراعات في السودان»، وتابع بالقول «نحتاج لطريقة لايصال سياساتنا للقيادة في الخرطوم»، وكشف عن ابلاغ الحكومة السودانية بأن الزيارة مرهونة بانفاذ اتفاقات التعاون مع جنوب السودان«، وزاد بالقول «وبما ان حكومة الخرطوم اتخذت سلسلة من القرارات مطلع هذا الشهر بوقف تنفيذ اتفاقات التعاون، بعثنا برسالتنا لنافع بان الزيارة تم تعليقها، رداً على تعليق انفاذ تلك الاتفاقات مع جنوب السودان». وأضاف اندريه نحن ننظر الى ما يجري في السودان ونعرف أن الحسابات الشخصية الخاصة بهم حول مستقبلهم هي التي تملي سياسة حكومتهم». بيد ان نافع قلل من الخطوة مشيراً الى ان زيارته لواشنطن لم يطلبها المؤتمر الوطني ولكنها جاءت دعوة من قبل الادارة الاميركية ، وحددت لها مواعيد في السابق ولكن لم يتم الاتفاق على البرنامج، ونفى نافع في مؤتمر صحفي اول من امس علمه بإلغاء الزيارة وقال نحن لم نطلبها فاذا كانت الادارة الاميركية ألغتها فهذا شأن يخصها واذا حددت لها مواعيد فنحن جاهزون للحوار، واضاف ان المؤتمر الوطني وافق علي مقترح الزيارة في اطار الاستمرار في الحوار. اذن قطعت جلسة مجلس النواب الاميركي قول كل خطيب ، والغت الادارة الاميركية زيارة نائب رئيس المؤتمر الوطني ومستشار رئيس الجمهورية نافع علي نافع ، استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري الدكتورعمر عبدالعزيز قال للصحيفة قبيل الغاء الزيارة ب«48» ساعة انه يرجع اسباب تأخير زيارة نافع لاسباب داخلية تخص البيت الداخلي الاميركي، ويصف ذلك بانه «اسباب بروتوكولية»، والتأجيلات المتعددة لزيارة نافع للولايات المتحدة يرى عبدالعزيز انها محاولة من الدوائر الاميركية لكسب الزمن من اجل الحصول على مزيد من المعلومات من مختلف الجهات بما فيها الدوائر الحليفة لاميركا التي تقدم المعلومات الكاملة عن مجمل الاوضاع بالسودان. ويعتقد عبدالعزيز ان الاميركان يعتمدون على دقة معلومات مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في بناء القرار السياسي، مشيرا الى ان السياسيين هناك يعملون «هوم ويرك» بانتظار نتائج التطورات السياسية. ويعدد عبدالعزيز بعض المتغيرات التي ربما ادت بالاميركان لتأجيل الزيارة من قبيل انتظار نتائج احداث ابوكرشولا ومدى قدرة الحكومة على التعامل مع الضغوط المختلفة وكذلك اتفاق امبيكي الاخير وإلى اي مدى يستطيع الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد ازالة الاحتقان السياسي بين حكومتي السودان ودولة الجنوب . على ان تأجيل الزيارة في اعتقاد استاذ العلوم السياسية البروفيسور الطيب زين العابدين يرجع الى تأثير جماعات الضغط، ويضيف «اكثر من مرة تخرج الانباء بزيارة نافع ثم يأتي تداول اخبار عن تأجيلها»، ويرى زين العابدين ان هناك مشكلة تتعلق بجماعات الضغط التي ترى ان نافع رجل متشدد، مشيرا الى ان الحكومة الاميركية تلتفت الى الرأي العام وتخشى الدخول في مواجهة مع الرأي العام وجماعات الضغط، وذلك ما جعلها تؤخر زيارة نافع. على ان بروفسور العلوم السياسية حسن الساعوري يستبعد ان يكون التوتر بين حكومتي السودان ودولة الجنوب سبب الغاء الزيارة ويلفت الى ما سماه المتغير الداخلي الذي دفع الولاياتالمتحدة الى الغاء زيارة نافع ويؤكد ان خطة المعارضة باسقاط الحكومة في «100» يوم وراء الغاء الزيارة مشيرا الى خطط المعارضة باسقاط النظام بجناحيها العسكري الذي تقوده الجبهة الثورية والمدني الذي يقوده الصادق المهدي ويعتبر الساعوري ان ذلك هو المتغير الجديد الذي دعا الادارة الاميركية الى الغاء الزيارة. والان وقد تحققت حتمية الغاء الزيارة رسميا من الجهة التي وجهت الدعوة الى نافع علي نافع بعد حوالي «60» يوما من اول اعلان للزيارة، وقرار الالغاء قضى على آخر خيط امل لاختراق قوي في العلاقات بين البلدين، والغاء الزيارة فتح الباب واسعا امام سؤال جوهري لماذا اعلنت الادارة الاميركية قرار الالغاء بعد عدة حالات من التأجيل وماهى الرسالة التي تريد واشنطون ايصالها؟ القيادي بالمؤتمر الوطني والاعلامي ربيع عبدالعاطي يؤكد ان الزيارة لم تكن حلما لهم مشيرا الى ربط الادارة الاميركية لاتمام الزيارة بانفاذ الحكومة لاتفاقيات التعاون مع دولة الجنوب انما هو اشبه «بمن يقايض الزيارة بما لايملك» وقطع عبدالعاطي بكلمات واضحة «انهم لا يستحقون ان نذهب اليهم» مؤكدا انهم لن يفرطوا في حقوقهم ونفى عبدالعاطي الاقاويل التي راجت ان المؤتمر الوطني سعى جاهدا الى اميركا وقال لم نسع الى الاميركان لا حبا في جزرتهم ولا رهبة من عصاهم. واذا كانت الاصوات المقربة من المؤتمر الوطني ومن نافع نفسه بعد الغاء الزيارة التي ركزت في دفاعها على ان «الزيارة الى واشنطون لم يطلبها المؤتمر الوطني ولكنها جاءت من الادارة الاميركية» فهل كانت حسابات المؤتمر الوطني خاطئة في التعامل مع اساطين مستشاري البيت الابيض البراغماتيين ؟ يجيب بروفسور الساعوري بالقول ان حسابات الحكومة بالحوار مع الادارة الاميركية غير صحيحة مشيرا الى تجربة العشرين عاما الماضية التي نقض خلالها الاميركان ما ظلوا يعدون به الحكومة. على ان الساعوري يلفت الى ان الزيارة كانت فرصة لاعادة التفكير في السياسة الاميركية بعد مجئ وزير الخارجية الاميركي الجديد ومستقبل العلاقات بين البلدين بيد انه يؤكد ثبات الموقف الاميركي ويقول «اميركا لديها خط واحد لا يتغير».