الخرطوم:جوبا:الصحافة: اعربت مجموعة اصدقاء جنوب السودان،بالولايات المتحدة الاميركية،عن قلقها العميق من مخاطر حقيقية متزايدة تهدد مصير الدولة الوليدة . وبعثت مجموعة الاصدقاء التي تضم المبعوث الاميركي الخاص الاسبق للسودان روجر ونتر،والباحث في الشأن السوداني بروفيسور اريك رييفز،ومؤسس منظمة كفاية الاميركية جون برندر قاست،وعضو الكونغرس السابق تيد دينج،برسالة للرئيس سلفاكير ميارديت وعدد من قيادات ومسؤولي حكومة الجنوب،»انه بدون تغييرات واصلاحات جذرية،فإن جنوب السودان قد ينزلق الى صراعات وعدم استقرار،وازمات ممتدة»، واتهمت المجموعة ،التي كانت من اوائل الداعمين للحركة الشعبية في حربها الضروس ضد حكومة الخرطوم ،القوات الامنية في الجنوب «بتجريد حملة عنف منظمة في مواجهة المدنيين،لانهم ببساطة من اثنيات مختلفة،أو لانهم معارضون للنظام القائم في جوبا»،مؤكدة «ان عمليات العنف كانت صادمة واشتملت على الاغتصابات والاغتيالات والسرقة،وتحطيم الممتلكات»، واعربت المجموعة عن قلقها العميق من الادلة والبراهين التي تُظهر كل يوم انتهاكات القوات الحكومية في جونقلي»،مشيرة الى ان هذه الانتهاكات الرهيبة ترتكب «لان القوات الحكومية تعلم جيداً انها لن تتعرض للمحاسبة»،وزادت الرسالة»هذه الانتهاكات ليست فردية ،وانما بحسب معلومات مؤكدة تتم بواسطة قيادات عسكرية ومسؤولين حكوميين ،ومما يدحض اي شك في ان هذه الانتهاكات فردية،ان الاوامر تصدر من قيادات معروفة في الحكومة». واشارت الرسالة التي مهرتها القيادات الاميركية الاربعة،الى غياب العدالة وافلات المسؤولين الكبار الذين يرتكبون جرائم بحق الدولة،مبينة ان الاعتداءات على المدنيين،بما في ذلك قتل رجال اعمال اجانب»حيث قتل رجل اعمال كيني،بجانب الصحفي الجنوبي» كلها جرائم مرت دون عقاب او مساءلة،وكشفت المجموعة عن وجود تقارير رسمية بقيام القوات الامنية الحكومية بضرب وجلد المدنيين وحتى مسؤولين كبار في الدولة مما يخلق حالة من الافلات من العقاب. وتناولت الرسالة،انتشار الفساد في الجنوب،وقالت انه رغم دعاوى استجلاب اموال كبيرة للاستثمار،في البني التحتية،الا ان الناتج عن ذلك ضعيف،الامر الذي يظهر جلياً في قلة الطرق المعبدة،وشح الخدمات الصحية، والتعليم لملايين الجنوبيين الذي ينتظرون في امل نتائج الاستقلال»،ومضت الرسالة تقول،»ان المستفيدين من هذه الاموال،هم اولئك الذي يرسلون ابناءهم للمدارس الخاصة في الخارج،ويتحصلون على افضل الخدمات الطبية الموجودة في العالم،وهذا يحدث بينما المواطن العادي الذي بقي في الجنوب لايتمتع بأدني خدمة صحية او تعلمية لابنائه». وكشفت الرسالة عن التحقيقات التي اجراها البنك الدولي وسلمها لوزارة العدل في الجنوب بدلائل وبراهيين ملموسة عن الفساد المتفشي في الجنوب،موضحة ان وزارة العدل لم تحرك ساكنا حتى الآن ولم تقدم احدا منهم للعدالة.وقدمت المجموعة سلسة من المقترحات لاصلاح الاوضاع،ابرزها اجراء اصلاحات جذرية اولا في وزارة العدل،التحري والتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان،توجيه انذارات واضحة للقيادات العسكرية بشأن الاعتداء والهجوم على المدنيين،اعداد بني تحتية واضحة لقطاع النفط ،وتخفيض حجم الجيش الشعبي، وحذرت المجموعة في ختام رسالتها، الرئيس سلفاكير من «ان المطلوب عمله كبير وكثير ،وما لم تبدأ بمخاطبة هذه القضايا الآن فإن الفتق سيتسع على الراتق،ونحن كاصدقاء للجنوب،نطلب منك مواجهة هذه التحديات بأعجل ما تيسر،وبكل الوسائل الممكنة».