يعتبر سوق مايو من اكبر الاسواق الشعبية بمنطقة جنوبالخرطوم واكثرها تواضعا وبرغم الكثافة السكانية العالية للمنطقة المحيطة بالسوق الا ان البيئة هنا تفتقر للكثير خاصة واننا علي مشارف الخريف ويشتكي الباعة هنا - وجلهم من اصحاب رواكيب -من تجني السلطات وقيامها بازالة الرواكيب « الصحافة» ، تلقت شكاوي بعض تجار السوق فعمدت الي زيارة المنطقة وتلمس هموم وقضايا الناس بغية طرحها امام ولاة الامر : العم صالح ، شيخ يخطو نحو السبعين صاحب طبلية لبيع المواد التموينية اشتكى من التدمير الدوري لراكوبته بواسطة منسوبي المحلية وذلك بدعوي عدم حصوله علي تصديق برغم ان الرجل يدفع للمحلية مبلغ «50» جنيها في الشهر، وناشد شيخ صالح سلطات المحلية بمراعاة الاوضاع الاقتصادية للباعة الذين يعتمدون في اعالة اسرهم علي العائد من عملهم وهو بالكاد لا يتجاوز توفير لقمة العيش في حدها الادني، ومضي شيخ صالخ في صرخته انابة عن العاملين في السوق طالبا من سلطات المحلية اعداد السوق للخريف المقبل علما بان السوق في الخريف يتحول الي مستنقع للمياه الاسنة بصورة تعيق العمل . الحاجة عائشة، بائعة الجراد قبل ان تتحدث عن همومها مع السوق نصحتنا بتناول كمية من الجراد وتذوق طعمه البديع خاصة انه علاج ناجع لامراض الضغط والسكري وسخانة البول وهو بالتالي علاج للفقراء خاصة ان سعر ربع الملوة يتراوح بين «1-3» جنيهات، ظلت الحاجة عائشة مشغولة اثناء حديثها بازالة الاجنحة والارجل عن بضاعتها، ولم تخف ان بعض زبائنها من الطبقات الراقية وظلوا يزورونها بين الحين والاخر لشراء كميات كبيرة من الجراد المحمر بالزيت لزوم التسلية والمقرشة وعندما وقفت المرأة علي هويتنا تحدثت مطالبة بنقل معاناتهم مع منسوبي المحلية لسلطات الولاية لان الرسوم والجبايات بالسوق تشكل هاجسا خاصة انها تضطر الي السفر لكردفان لشراء البضاعة من هناك وترحيلها الي الخرطوم ، واضافت الحاجة عائشة انها تناشد السلطات المختصة في الشؤون الهندسية ان تستعد مبكرا للخريف حتي تجنبهم المعاناة . علي مقربة ليست ببعيدة عن السوق وجدنا سوق القمامة وهو عالم لوحده فهنا تري جبالا من الملابس وقد وضعت علي طاولات ضخمة اقتربنا اكثر من احدي الرواكيب ليتحدث الينا محمد ابكر، صاحب احد المحلات قائلا ان الملابس تأتي من السعودية عبر ميناء بورتسودان وتباع لهم بالشنطة ويبلغ سعر الواحدة ألف جنيه، ويتراوح سعر القطعة بين «2-4» جنيهات ، كان اللافت هو تلك الروائح النتنة كما كانت الملبوسات بالية تماما ، صادفت زيارتنا للموقع وجود عدد من الزبائن وجلهن من النساء تحدثت لنا احداهن قائلة انها ظلت تتردد علي السوق لشراء الملابس لاسرتها وعما اذا كانت لا تخشي علي نفسها واسرتها انتقال اية امراض قالت انها وعقب عودتها للمنزل تقوم بغسل الملابس جيدا .. الزبونات هنا وفدنا من ام درمان وبحري. كانت الروائح الصادرة عن تلك المبوسات مزعجة لحد اننا قررنا العودة ادراجنا نحو سوق مايو واذا عمدنا للمقارنة هنا فالتباين واضح جدا فسوق مايو لا يحتاج الا لبعض اعمال المراجعة والمراقبة والاستعداد المبكر لمرحلة الخريف اما بالنسبة لسوق القمامة فاننا نتقدم بدعوة للسلطات لزيارة سوق القمامة المجاور لسوق مايو