تقرير: إبراهيم عربي : اختلفت الآراء وتباينت وجهات النظر حول زيارة مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع على نافع «رجل الحزب والدولة» الأخيرة لولاية شمال دارفور وبرفقته وفد رفيع من القيادات الحزبية والشبابية بالمركز، للمشاركة فى ختام فعاليات المشروع الشبابى للبناء الوطنى بالولاية بالفاشر، والتى جاءت عقب انتقادات حادة وتساؤلات غاضبة واجهت بها الجماهير ولاة «شمال وجنوب ووسط دارفور وجنوب كردفان» أي «كبر وجار النبي وكاشا وهارون» إبان انعقاد مؤتمرهم الصحفى المشترك في الفاشر، متسائلين عن سر غياب قيادات الدولة وضعف تمثيل المركز سياسياً فى انطلاقة فعاليات بطولة سيكافا «39» في السودان بكادقلى وختام فعالياتها بالفاشر. وهناك مراقبون ربطوا بين زيارة مساعد الرئيس وتلك التساؤلات، وقالوا إن لها علاقة وطيدة بها، واعتبروها بمثابة اعتذار وإجابة مباشرة عن تساؤلات الجماهير عن سر غياب قيادات الدولة وضعف تمثيل المركز السياسى، إلا أن القيادى بالمؤتمر الوطنى الدكتور ربيع عبد العاطى يقول فى حديثه ل «الصحافة» إنه لا يعتقد أن تكون زيارة نافع لها علاقة بما برز من تساؤلات، بل دافع عبد العاطى بشدة عن منهج تعامل قيادة الدولة وعلى أرفع مستوياتها مع دارفور، وقال إن دارفور من أولويات واهتمامات مؤسسة الرئاسة وقيادات الدولة العليا، ولا ترتبط زيارتها بمجرد برنامج فى حدود الزيارات المبرمجة، ويوضح عبد العاطى أن غياب مؤسسة الرئاسة عن ختام فعاليات سيكافا لم يكن مقصودا بل لدواعٍ وظروف موضوعية. القيادى الشمال دارفورى بالمؤتمر الوطنى بالمركز الحافظ عمر ألفا، ذهب فى حديثه ل «الصحافة» قائلاً إن المؤتمر الوطنى لديه مؤسسية ويعمل وفق منهج وبرنامج منظم وليس عفوياً، ودافع ألفا بشدة عن شمال دارفور وقال إنها إحدى ولايات السودان التى قطعت شوطاً كبيراً «تنفيذياً وسياسياً وتنظيمياً»، فالزائر إليها يلحظ ذلك واقعيا، وزاد ألفا موضحاً أن زيارة مساعد الرئيس لشمال دارفور جاءت ليقول لأهلها شكراً رفعتم رأسنا وقدمتم دارفور للعالم بثوب جديد، ويقول إن الزيارة ذاتها كانت فرصة للجلوس مع فعاليات مكونات شمال دارفور، ووقوف مساعد الرئيس بنفسه على الأوضاع فيها «تنفيذياً وسياسياً وتنظيمياً»، إلا أن أمين الإعلام والناطق الرسمى باسم الحزب ياسر يوسف رفض التعليق على الزيارة، وقال إن زيارة الدكتور نافع للفاشر جاءت بصفته التنفيذية مساعداً لرئيس الجمهورية وليست الحزبية. والدكتور نافع من جانبه أكد أن استضافة وانجاح فعاليات البطولة بكل من كادقلى والفاشر نجاح لكافة ابناء الشعب السودانى، وأردف مساعد الرئيس معبراً عن تقديره الكامل لما قامت بها حكومة شمال دارفور واللجان المساعدة من جهود أسهمت جميعها فى تحقيق ذلكم الحدث الكبير، إلا أن هذه الإشادة قد تنزلت برداً وسلاماً وامتصت غضب الجماهير، إلا أن نافع لم يترك هذه الفرصة تمر دون اتهام البعض بالارتهان للأجنبى، مؤكداً عزم وقدرة الشعب السودانى على مواصلة مسيرته الرامية للتحرر والانعتاق من كل اشكال التبعية السياسية والفكرية والاجتماعية، مشيراً فى ذلك الى المكاسب التى حققها السودان بالاعتماد على ذاته خلال العقدين ونيف الماضيين فى مختلف مجالات الحياة، وأكد فى ذات الوقت أن تلك التحولات الضخمة قد جعلت من الشعب السودانى رائداً للشعوب الاخرى فى مجال قيادة ثورة الأصالة والتأصيل على حد قوله، ولم يتجاوز مساعد الرئيس الحديث دون الاشارة الى منهج الحكم الاتحادى الذى ارتضاه الجميع وسيلة فعالة للمشاركة فى الحكم، وقال إنه وفر المناخ الملائم لتفجير الطاقات الشعبية وتحقيق الإبداعات فى مختلف مجالات الحياة التى من بينها الرياضة والثقافة، ووصف نافع حصول مريخ الفاشر على المرتبة الثالثة فى بطولة سيكافا بمثابة كسر حالة احتكار الفرق العاصمية لهذه البطولات، وقال إن مريخ الفاشر أثبت للدولة ضرورة المضى قدماً فى تهيئة الاسباب الملائمة التى تمكن الشباب من تحقيق النجاحات المطلوبة فى هذا الجانب. إلا أن مساعد الرئيس قد قرأ تماماً تطلعات أهل دارفور، فجدد الدعوة للحركات الدارفورية المسلحة إلى التخلى عن حالة الارتهان الى الإرادة الأجنبية وإلقاء السلاح والعودة الى حضن الوطن والمشاركة مع الجميع فى مسيرة البناء والتنمية، كما طالب فى ذات الوقت جميع اهل دارفور بنبذ الصرعات القبلية والعمل سوياً من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والسلام، حتى لا تكون حالة الفرقة والتشتت والصراعات القبلية مدخلاً لأعداء السودان حسب تعبيره. إلا أن رئيس السلطة الإقليمية الدكتور التيجانى سيسي قد وصف ما يجرى في الإقليم من صدامات قبلية مسلحة وصراع بين القوات الحكومية بأنه «فوضى خلاَّقة»، وقال إنها صراعات بين قوات وجيوش «الحكومة الواحدة»، مبيناً أن ما يجرى يهدد استمرارية الحكومة بتقويض الأمن والسلم الاجتماعي ليس في إقليم دارفور فحسب بل في السودان كله، وقال إن الدولة السودانية بدأت تتآكل من دارفور بسبب الصراعات الجارية، مؤكدا ان السلطة والحكومة الاتحادية تعملان بجدية من أجل ايجاد الحلول الناجعة والمعالجات الجذرية لكل التوترات التي تدور في دارفور، وجدد سيسي دعوته الى كل حاملي السلاح بتحكيم صوت العقل لتفادي ما يعطل سير إنفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور وإفساح المجال للتنمية تمهيداً للعودة الطوعية المنشودة للنازحين، فيما شن المحلل الساسى صلاح الدومة هجوماً عنيفاً على المركز، وقال إنه كان سبباً فى كل تلك البلاوى التى تحدث فى دارفور حسب حديثه ل «الصحافة». والى شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر أكد من جانبه أن تنظيم بطولة سيكافا بالفاشر جاء للايمان العميق بأن الرياضة باتت تمثل واحدة من اهم ادوات وآليات التغيير الاجتماعى ، وأكد أن حكومته عقدت العزم على استضافة البطولة لتمثل جهداً اضافياً لتحقيق السلام والاستقرار بدارفور، وقال كبر: «استضفنا سيكافا لايماننا بأن السياسة تخدم الرياضة وان الرياضة تخدم السياسية، وان الاثنين معا يعملان لخدمة السلام»، مؤكداً أن البطولة قد قدمت دارفور للعالم فى صورة جديدة بعكس ما ظلت تردده وسائط الاعلام الدولية. فيما شرف مساعد رئيس الجمهورية الفعاليات الختامية للمشروع الشبابى للاتحاد الوطنى للشباب السودانى، وقد تضمن افتتاح عدد من المعارض ونافذة للتمويل الأصغر ومركزاً للحاسوب والمشغل اليدوي، بجانب تدشين مشروع صيانة الحاسب الآلي ومركز مودة للتأهيل الأسري، وكرنفالاً شبابياً بعقد قران ألف شاب وشابة، إلا أن زيارة مساعد رئيس الجمهورية ذاتها قد حققت أغراضها وخرجت فى مجملها بانطباعات جيدة متبادلة لها ما بعدها، وربما تكون قد أجابت عن تساؤلات الجماهير إن كان عدم حضور قيادات الدولة والمركز لفعاليات بطولة سيكافا غياباً أم تغييباً؟