٭ في الوقت الذي قامت فيه اللجنة الاولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم بتحديد سن التقاعد للاداريين العاملين في هاتين المؤسستين الكبيرتين، حيث قامت الاولى بتحديد سن السبعين لتقاعد عضو اللجنة الاولمبية الدولية ويحل محله من يصغره عمراً، اما بالنسبة للاتحاد الدولي فقد تم تقديم اقتراح بأن السن المناسبة للتقاعد من رئاسة الفيفا هي بلوغ الثمانين عاماً، وفي هذا الوقت الذي اتجه فيه الرياضيون بجميع انحاء العالم للاستعانة بالشباب المسلح بالعلم والمعرفة والخبرات المعقولة لقيادة المؤسسات الرياضية، فنحن في السودان مازلنا في مربع «شداد»، هذا الرجل الذي احترم خبراته الا انه ماعاد الشخص المناسب لتولي امر القيادة في المؤسسات الرياضية السودانية، وذلك لاسباب عديدة، منها أولاً أن السن تقدمت به، واذا نظرنا الى اتجاهات اللجنة الدولية والفيفا نجده خارج الحسابات، وثانياً أنه ظل لأكثر من أربعين عاماً قيادياً بالاتحاد السوداني لكرة القدم، وبالتالي آن الاوان له ان يفسح المجال للآخرين حتى تتواصل الاجيال في هذا المجال تواصلاً طبيعياً يقود إلى المصلحة العامة، وثالثاً أن الرجل وطوال فترات حكمه في الاتحاد السوداني لكرة القدم ظل يثير المشكلات والصراعات ويؤججها، فتارة يدخل في صراع مع وزارة الشباب والرياضة ممثلة في الوزير المعني، وأخرى يدخل في مشكلة مع مسجل الهيئات الشبابية والرياضية، وبالمناسبة شداد هو الذي تقدم بمقترح إلغاء منصب المسجل والاستعاضة عنه بمفوضية الهيئات الشبابية والرياضية، وذلك في قانون 2003م، ونجده الآن يطالب بإلغاء المفوضية. وعموماً صراعاته امتدت حتى لجنة التحكيم الرياضية، وهذا غير تحدياته لكثير من القرارات التي اتخذتها الجهات المختصة رياضياً، وقبل ذلك دخوله في صراعات مع ناديي القمة الهلال والمريخ، وهكذا كان هذا الرجل، غير أنه يكرِّس معظم السلطات في يده، وكثيراً ما كان يتخذ القرارات الآحادية. ٭ هذا قليل من كثير شهدته عهود شداد في الاتحاد السوداني لكرة القدم، وللذين يتحدثون عن بعض المخالفات والتجاوزات التي حدثت في عهد الرئيس الحالي معتصم جعفر فإن مثلها أو أكثر قد حدث في عهد شداد، فأسامة عطا المنان الذي يعمل في الاتحاد الحالي هو نفسه عمل في عهد شداد، وكذلك مجدي شمس الدين، بل معتصم جعفر نفسه عمل في العهد الشدادي، ولم يتحدث الرجل عنهم بسوء، بل كان يشيد بهم، ولا أدري ما الذي تغير الآن؟ ٭ من حق معتصم جعفر أن يكون له طموح في رئاسة اتحاد الكرة، بل الذهاب ابعد من ذلك للمؤسسات الدولية والقارية مثلاً كما فعل زميله مجدي شمس الدين، ومن حق اسامة عطا المنان أن يترشح الى مناصب ارفع داخلياً أو خارجياً، خصوصاً أنه اثبت قدرات فائقة في القيادة، وما النجاح الذي اصاب بطولة سيكافا للاندية بكادقلي والفاشر الا خير دليل. ٭ أرجو من الخبير شداد كما يحلو لأنصاره أن يقتنع بأن لكل عهد رجالاً، وأن عهدك في الحكم الرياضي قد انتهى بعامل السن، ولذلك عليك أن تقدم استشارتك لأبنائك في اتحاد كرة القدم والاتحادات الاخرى، وأن تقتنع بمثل ما اقتنعت بمنصب الرئيس الفخري للجنة الأولمبية السودانية بأن تكون رئيساً فخرياً للاتحاد السوداني لكرة القدم، ولا اعتقد أن تلاميذك الحاليين يرفضون بل سيرحبون. ٭ نعم عهد معتصم جعفر في اتحاد الكرة شهد إخفاقات وتداخل المصالح وخلط المصالح العامة بالخاصة، وأرجو إذا قدر لهم الفوز أن يسعوا لتصحيح المسار، ولكن في نفس الوقت كانت هناك الكثير من النجاحات التي تحسب لهم، وأول ذلك الاستقرار الذي شهدته كرة القدم في السنوات الأخيرة، وزوال حالات الاحتقان التي كانت في العهود الماضية بسبب التحديات والعنتريات، ولذلك أرجو من أعضاء الجمعية العمومية أن يعطوا الفرصة مجدداً للحكام الحاليين لمواصلة المسيرة، بدلا من العودة مرة أخرى للمربع الشدادي.