سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    كامل إدريس يدين بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالفيديو.. الفنان طه سليمان يفاجئ جمهوره بإطلاق أغنية المهرجانات المصرية "السوع"    إلى متى يستمر هذا الوضع (الشاذ)..؟!    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    قرار مثير في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حث بشدة على اتخاذ خطوات لزيادة الشفافية
مركز كارتر: مخالفات واسعة النطاق في تجميع الأصوات في الانتخابات (1)
نشر في الصحافة يوم 12 - 05 - 2010

في بيان صادر امس الاول ، افاد مركز كارتر انه بناءً على ملاحظاته المباشرة، فان عملية عد وتجميع الاصوات بالانتخابات السودانية كانت فوضوية، وغير شفافة، وقابلة للتلاعب الانتخابي بشكل كبير. ونتيجة لذلك، فان المركز قلق بشأن دقة النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية القومية للانتخابات، حيث ان الاجراءات والضمانات التي قصد منها ضمان الدقة والشفافية لم يتم تطبيقها بانتظام، وفي بعض المناطق جرى تجاوزها بصورة مكررة. كذلك لاحظ المركز وجود مخاوف حقيقية حول وقوع العنف الانتخابي والترهيب في العديد من الولايات خاصة في شمال بحر الغزال والوحدة وغرب الاستوائية.
ويحث المركز، من اجل توفير شفافية اوسع وبناء الثقة العامة، المفوضية القومية للانتخابات على نشر نتائج التصويت الخاصة بكل محطات الاقتراع على حدا، وبأعجل ما تيسر وعلى اوسع نطاق، وان تقوم بمراجعة النتائج بشكل متعمق، خاصة تلك القائمة على التجميع اليدوي، والتي تفتقر الى ضمانات نظام التجميع الالكتروني، او حيثما وقع انحراف عن الاجراءات. ان النشر العاجل لنتائج كافة محطات الاقتراع يسمح لكل ذوي الشأن بالتحقق من دقة البيانات الرسمية، والتعامل مع الشكوك القائمة بشأن مصداقية النتائج. يجب على المفوضية القومية للانتخابات اتاحة نتائج محطات الاقتراع كل على حدا، حتى تتمكن كل الاطراف من الحصول على البراهين اللازمة لرفع شكاوى واستئنافات وطعون ذات معنى ضد نتائج الاقتراع. ويجب على المفوضية القومية للانتخابات والمحكمة السماح برفع الشكاوى والاستئنافات متى وحالما توفرت نتائج محطات الاقتراع.
لقد اتسمت فترة العد والتجميع، بصورة عامة، بالهدوء في معظم المناطق، الا انه ابلغ عن وقوع حوادث خطيرة في العديد من الولايات. في جنوب دارفور قضى 22 شخصا نحبهم في قتال نشب في منطقة شرق الجبل، مما اعاق العد والتجميع. كما أدى العنف اللاحق للانتخابات بولاية الوحدة الى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. ان المركز يعبر عن قلقه العميق لهذا الحادث ويدعو قوات الامن، والسلطات المحلية، والاحزاب السياسية، والمرشحين، لاظهار احترامهم وتقيدهم بالاحتجاج المدني السلمي. وبجانب العنف الخطير الواقع في ولايات جنوب دارفور والوحدة، كانت هناك وقائع اعتقالات لا يسندها القانون، واساءة معاملة لموظفي اللجان الولائية العليا من قبل قوات الامن في شمال بحر الغزال وغرب الاستوائية، وفي ولاية الاستوائية الوسطى تشكل حوادث سرقة اجهزة الحاسوب واستمارات نتائج انتخابات الولاة من مقار اللجنة الولائية العليا، بواسطة قوات امنية مسلحة غير معروفة مدعاة للقلق العميق. من الضروري ان تلتزم السلطات الولائية بحكم القانون وضمان الا يتعرض المواطنون والمرشحون وموظفو ادارة الانتخابات للمضايقة والاعتقال غير القانوني. كذلك يقع على عاتق حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان دور هام في تعزيز أمن المواطنين.
رفض عدد من الاحزاب السياسية نتائج الانتخابات، او اعلنت انها ستطعن فيها لدى المحكمة. لذا من الضروري ان تعمل كل من المفوضية القومية للانتخابات والمحكمة القومية العليا، في الوقت المناسب، على تيسير هذه العملية بنزاهة ووفقا لالتزامات السودان الدولية.
وإذ نرحب بعقد الانتخابات القومية في السودان، الا ان المركز يرى ان الانتخابات ليست سوى واحدة من مجموعة واسعة من الالتزامات الواردة باتفاقية السلام الشامل. انه من الضروري، خلال الاشهر القادمة، ان يضمن السودان معالجة اوجه القصور والمخالفات التي وقعت في انتخابات عام 0102م حتى تتحسن العمليات الانتخابية في المستقبل، ومن ثم يتم تمكين حدوث تحول ديمقراطي حقيقي. إن تحسين اجراء الانتخابات المتوقعة في الجزيرة وجنوب كردفان والمناطق الاخرى لهو امر حاسم. اضافة لذلك، يحتاج القادة السودانيين مضاعفة جهودهم في التصدي للالتزامات الديمقراطية الاخرى الموضحة في اتفاقية السلام الشامل، والتي لم يتم الوفاء بها.
حلت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمركز كارتر في السودان منذ فبراير 8002م بدعوة من قيادة حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان. وفي اوائل ابريل 0102م نشر مركز كارتر اكثر من 07 مراقبا قصير المدى لمراقبة عمليات الاقتراع، والفرز والعد، والتجميع، للانتخابات القومية. وقاد بعثة مركز كارتر للمراقبة كل من جيمي كارتر، الرئيس الامريكي الاسبق، والاخضر الابراهيمي، وزير خارجية الجزائر الاسبق وعضو لجنة الحكماء، والقاضي جوزيف سيندي واريوبا، رئيس وزراء تنزانيا الاسبق، ود.جون هاردمان المدير التنفيذي ورئيس مركز كارتر. عقب اختتام الاقتراع يوم 51 ابريل، ظل مراقبو مركز كارتر موجودين في كل ولايات السودان لمراقبة عمليات الفرز والعد والتجميع، في مراكز ومحطات الاقتراع، ومراكز البيانات الولائية، وفي مركز البيانات القومي في الخرطوم. هذا وسيستمر موظفو مركز كارتر الاساسيين، ومراقبو المركز على المدى الطويل في تقييم عمليات الشكاوى والطعون في مرحلة ما بعد الانتخابات، وحل تلك الشكاوى والطعون، وسيبقون لمراقبة تحضيرات وتنفيذ انتخابات المجلس التشريعي في ولاية الجزيرة، وجنوب كردفان، والانتخابات الاخرى التي تمت جدولتها للاعادة.
يجري مركز كارتر تقييمه لعملية انتخابات السودان القومية بموجب اتفاقية السلام الشامل لسنة 5002م ودستور السودان الانتقالي، وقانون الانتخابات القومية، وقانون الاحزاب السياسية، وكذلك التزامات السودان الدولية. وقد قامت بعثة مركز كارتر بمهمتها بحسب اعلان المبادئ الخاص بعمليات مراقبة الانتخابات الدولية.
يغطي البيان التالي مرحلة العد والتجميع. وكان مركز كارتر قد اصدر تقريرا بتاريخ 71 ابريل حول مرحلة الاقتراع في الانتخابات يجب قراءته متصلا مع هذا البيان، الذي يعتبر تصريحا اوليا. وسينشر مركز كارتر تقريرا ختاميا عند نهاية العملية الانتخابية.
بيان حول مراحل العد والتجميع في انتخابات السودان
01 مايو 0102م
يشيد مركز كارتر بجهود موظفي الاقتراع وادخال البيانات بالسودان على عملهم لساعات طويلة خلال عملية العد والتجميع في اعقاب خمسة ايام من التصويت ويقدر الروح السمحة التي ابداها معظم وكلاء الاحزاب السياسية، وافراد قوات الامن، في دعمهم لعملية عد وتجميع هائدة نسبيا. وعلى الرغم من هذه الجهود، الا ان المركز يفيد بان مراحل العد والتجميع في الانتخابات القومية السودانية كانت فوضوية للغاية، وغير شفافة، وقابلة للتلاعب الانتخابي.
انه من الأهمية بمكان، بالنسبة لانتخابات مجالس الولايات المقرر عقدها بولايات الجزيرة وجنوب كردفان، السباقات الانتخابية التي يجب اعادتها للعديد من المقاعد في كافة انحاء السودان، ان تتخذ التدابير الضرورية لتصحيح اوجه القصور التي تم تحديدها، لضمان نزاهة الانتخابات القادمة.
بتاريخ 61 ابريل، اي بعد خمسة ايام من الاقتراع، بدأ عد الاصوات بمراكز الاقتراع في كافة انحاء البلاد. ومن ثم نقلت استمارات النتائج الى اللجان الولائية العليا للانتخابات للتجميع في عواصم الولايات، لتنقل بعدها نتائج كل ولاية الى المفوضية القومية للانتخابات بالخرطوم. وقد حدث تأخير في العد في بعض المناطق ومشاكل لوجستية في استعادة بطاقات الاقتراع واستمارات النتائج.
لقد تم تطبيق نظام المفوضية القومية للانتخابات لمراحل العد والتجميع بصورة غير منتظمة، وهي مشكلة ضاعف منها الموظفون غير المدربين بشكل كاف، والموارد الشحيحة، وانعدام الشفافية، والمشاكل اللوجستية في العديد من ولايات السودان، وعلى الرغم من ان المفوضية القومية للانتخابات صممت نظام تجميع الكتروني يحتوي على العديد من الضمانات في ادخال البيانات، الا ان العملية لم يتم اتباعها كما هو مقرر، مما حال دون عمل خطوات التحقق والفحص الرئيسية الشيء الذي اضعف من دقة النتائج. في بعض الحالات لجأ المسؤولون الى التجميع اليدوي متجاهلين التدابير الخاصة بحماية البيانات والمقررة من قبل المفوضية القومية للانتخابات. ويدعو مركز كارتر المفوضية القومية للانتخابات للتحقق، بشكل شامل، من النتائج التي تتلقاها من اللجان الولائية العليا للانتخابات لضمان الا تتعرض نزاهة الانتخابات للمزيد من التقويض.
يحق للمفوضية القومية للانتخابات اعلان النتائج النهائية خلال 03 يوما بعد انتهاء الاقتراع. وحيث ان النتائج الكاملة لمحطات الاقتراع لم تتوفر بعد، فان قدرة المرشحين على الطعن في النتائج محدودة للغاية، ان الاعلان السابق لاوانه للنتائج النهائية سيعيق من لجوء المرشحين للطعن في نتائج الانتخابات. على كل من المفوضية القومية للانتخابات، والمحكمة، استخدام سلطتهما لضمان امكانية رفع الشكاوى والطعون على اساس النتائج المنفصلة لكل محطة اقتراع على حدا، متى تم التوفر عليها.
ظل مراقبو مركز كارتر متواجدين في كل ولايات السودان، لمراقبة عملية العد والتجميع بمحطات ومراكز الاقتراع، ومراكز البيانات بالولايات، ومركز البيانات القومي بالخرطوم، ان التصريحات الواردة في هذا التقرير مستقاة من الملاحظات المباشرة لمراقبي مركز كارتر وموظفيه الرئيسيين.
العد
تمثل عملية العد الدقيقة والخالية من التمييز، ويشمل ذلك اعلان النتائج، وسيلة جوهرية لضمان ان الحق الاساسي في الانتخابات تم الوفاء به. يلاحظ مركز كارتر عجز مسؤولي الانتخابات عن اتباع الاجراءات الادارية السليمة، وموافقة عدد بطاقات الاقتراع التي تم استلامها مع العدد الذي تم احصاؤه (أي، صالحة، غير صالحة، تالفة، غير مستخدمة) الامر الذي نجم عنه اكمال عدد كبير من استمارات النتائج بصورة غير دقيقة. لقد خلق الفشل في التوفيق السليم بين عدد الاصوات المدلي بها في محطات الاقتراع عبثا كبيرا على اللجان الولائية العليا، وجعل عملية فرز النتائج عرضة للتلاعب في المراحل اللاحقة.
بدأ العد، في معظم المناطق، في 61 ابريل، أي اليوم التالي لانتهاء مرحلة الاقتراع، وذلك وفقا للتوجيهات الصادرة من المفوضية القومية للانتخابات، الا ان العد ابتدأ مباشرة بعد قفل باب الاقتراع في كل من النيل الازرق والقضارف واعالي النيل، الشيء الذي اظهر ان بعض المناطق لم تتلق التوجيهات الكافية ولم يحصل العاملون في محطات الاقتراع على فترة الراحة المقررة لهم.
شهد مركز كارتر في كل من شرق الاستوائية وجونقلي، والبحيرات، وجنوب كردفان، واعالي النيل قيام وكلاء الاحزاب السياسية بمساعدة مسؤولي الاقتراع في عد البطاقات، الا ان المركز لا يسعه ان يخلص الى ان هذه الممارسة تمت بنية خبيثة، شارك افراد الامن في غرب دارفور وشرق الاستوائية في عملية العد مما يتنافى والاجراءات الانتخابية.
اورد مراقبو مركز كارتر ان البطاقات الانتخابية كثيرا ما تعتبر غير صالحة عندما لا توضع فيها العلامة بدقة داخل الدائرة المخصصة، وذلك حتى عندما يبدو ان مقصد الناخب واضح وظاهر بحسب القسم 77 من قانون الانتخابات القومي لعام 8002م تعتبر البطاقة سليمة طالما ان خيار الناخب يمكن تحديده بدرجة معقولة دون اية شكوك. وهو امر يتماشى ايضا مع افضل الممارسات الدولية.
لم يتم استكمال الاستمارات على النحو الصحيح بطريقة مكررة، كما لم يتم عرضها خارج مراكز الاقتراع كما تقتضي دواعي الشفافية. لقد كان هناك قدر من انعدام الاتساق في اعلان النتائج في محطات الاقتراع، حيث تباينت الممارسة من ولاية الى أخرى. لقد ساعد الاعلان الفوري للنتائج، على مستوى محطات الاقتراع، مباشرة بعد اكتمال العد، ساعد على زيادة شفافية العملية. هذا ويمثل الفشل في اعلان النتائج في كل المواقع فرصة مهدرة لتحسين الثقة في نزاهة نتائج الانتخابات على مستوى المجتمع المحلي.
استعادة المواد الحساسة
ان المشاكل اللوجستية التي اخرت توزيع بطاقات الاقتراع على الدوائر الانتخابية على مستوى البلاد، أعاقت كذلك استعادة صناديق الاقتراع، واستمارات النتائج، والشكاوى الرسمية، والمواد الحساسة الاخرى بنهاية العد، وفي جنوب كردفان وعلى امتداد جنوب السودان، تأخرت استعادة هذه المواد من المناطق الريفية لعدة ايام بسبب مشاكل النقل، وزاد هذا الامر من قابلية التلاعب واخر بدء مرحلة التجميع في بعض الولايات. لقد كانت مساعدة بعثة الامم المتحدة في السودان في نقل المواد الانتخابية من المواقع النائية الى عواصم الولايات غاية في الحيوية.
التجميع
أفاد مراقبو مركز كارتر ان عملية التجميع كانت فوضوية تعوزها الشفافية في كل البلاد، مما أثار اسئلة جدية حول دقة نتائج الانتخابات. ان نزاهة العملية قوضت عبر مسيرة من المشكلات، ويشمل ذلك التدريب غير الكافي لموظفي ادخال البيانات، والفشل في استخدام الضمانات المرساة ضد تزوير النتائج او الاخلال بها، وأوجه القصور في تصميم برامج التجميع الالكترونية، وتعديل النتائج المخالفة للاجراءات القياسية. وبينما كان تعديل النتائج، في احيان كثيرة. محاولة لتصويب اخطاءرياضية، الا انه تم تغيير الارقام جزافا في بعض الحالات دون توضيح شافي.
لاحظ مراقبو مركز كارتر في مراكز التجميع الولائية مشكلات واسعة النطاق في الغالبية العظمى من استمارات النتائج التي عالجها موظفو ادخال البيانات. وشملت المشكلات الشائعة اخطاء الموظفين، والحسابات الرياضية الخاطئة، والتباين في توافق البيانات في استمارات النتائج.
لاحظ مراقبو مركز كارتر، بشكل مباشر، وجود عدد من الاستمارات ذات الاخطاء الفادحة، بما في ذلك استمارات اعيدت فارغة، او تنقصها معلومات ضرورية مثل مركز الاقتراع، محطة الاقتراع، معلومات عن الدائرة الانتخابية، او نتائجها. كانت هذه مشكلة روتينية لوحظ وقوعها في مراكز بيانات في 61 ولاية. لقد اورد المراقبون تكرر خلو الاستمارات من الختم، او من التوقيعات الكاملة لرئيس المركز الانتخابي او وكلاء الاحزاب السياسية، وهي تدابير القصد منها ابراز قبول النتائج الواردة من جانب ذوي الشأن المعنيين.
على المفوضية القومية للانتخابات التعامل مع مزاعم عدم الدقة والتي اثيرت في العديد من الدوائر الانتخابية والولايات، وذلك بغرض بناء ثقة الجمهور في النتائج.
الوصول الى مراكز التجميع
واجه وكلاء الاحزاب السياسية، وكذلك المراقبون المحليون والدوليون مصاعب في الوصول الى ومراقبة عملية التجميع. ويتعارض دور اجهزة الامن والعاملين في اللجان الولائية العليا في منع أو حصر او وصول و كلاء الاحزاب السياسية والمراقبين الدوليين والمحليين الى مراكز التجميع، مع احكام قانون الانتخابات القومي، المادة 08، كما يتعارض مع التزامات السودان، ومع افضل الممارسات الدولية والاقليمية.
في سبع ولايات تم منع مراقبي مركز كارتر منعا كاملا او منحوا فرصة محدودة جدا للوصول الى عملية التجميع، في تعارض مع مذكرة التفاهم الموقعة مع المفوضية القومية للانتخابات. لقد منع مراقبو مركز كارتر في الفاشر، شمال دارفور، وعلى نحو متكرر، من مراقبة التجميع، ليتضح ان اللجنة الولائية العليا كانت تعقد جلسات ليلية للتجميع رغم اعلامها من قبل العاملين في ادخال البيانات ان مركز البيانات الولائي قد تم اغلاقه في السادسة مساء، هذا وقد وجد المراقبون في كل من الخرطوم وجنوب دارفور ان عمليات تجميع موازية كانت تتم في عدة مواقع احدها مركز البيانات الرسمي الذي تمكن المراقبون من الوصول اليه، والاخر حيث تمت عمليات تجميع يدوية وكان الوصول اليها محدودا. وأورد مراقبو المركز في اعالي النيل ان عمليات تجميع الاستمارات برمتها كانت تتم، كما يبدو، بطريقة يدوية، في غرفة مغلقة كان وصول المراقبين اليها محدودا، وغاب عنها بوضوح وكلاء الاحزاب السياسية والمراقبون.
من جهة أخرى كانت شارات اعتماد المراقبين المحليين التي تم اصدارها لبعض المنظمات صالحة لتغطي الفترة من 11 حتى 81 أبريل فقط، الامر الذي حد من قدرة هذه المنظمات مراقبة كامل عملية التجميع. وفي بعض الحالات لم يسمح مسؤولو اللجان الولائية العليا للمراقبين السودانيين ووكلاء الاحزاب السياسية بالوصول الى مراكز التجميع. ذلك بينما كانت غرف مراكز البيانات في 4 لجان ولائية عليا مكتظة، الامر الذي حد من عدد المراقبين الذين يمكنهم التواجد في وقت واحد. ان نقص وعي المراقبين المحليين ووكلاء الاحزاب السياسية بأنه من المسموح لهم الوصول الى مراكز التجميع ساهم في ان يكون تواجدهم محدوداً.
تحضيرات غير كافية للتجميع
لاحظ مراقبو مركز كارتر في تسع ولايات ان المسؤولين ويقوموا بصورة عامة، بالتحضيرات الكافية لاجراء التجميع. في احدى هذه الولايات المتأثرة نقل المراقبون ان ست لجان ولائية عليا لم تبدأ في تعيين وتدريب العاملين الضروريين للعملية الا بنهاية العد. تم اكمال كتيب العمل في 21 ابريل ولم تبق اللجان الولائية العليا نسخا منه الا قبل ايام فقط من بداية التجميع، مما لم يفسح الا وقتا محدودا للتعود على النظام المعقد، أدى ذلك الى التأخير في او عدم كفاية تدريب العاملين في ادخال وادارة البيانات. اوقف التأخير في دفع حقوق العاملين عملية التجميع بصورة مؤقتة في ولايات الاستوائية الوسطى، وشرق الاستوائية، وشمال بحر الغزال، وجونقلي، والبحيرات، كما حدثت مشاجرات ومواجهات عدة على مقربة من مكاتب اللجان الولائية العليا.
الانتقاص من ضمانات التجميع
بهدف ضمان كشف الاخطاء الحسابية الفعلية وتحديد الحالات التي تكون فيها النتائج موضع للشك. طورت المفوضية القومية للانتخابات نظاما مزدوجا لادارة ادخال البيانات يقوم على جدول (إكس) يستخدم بالتزامن مع نظام اكثر تطورا لادارة النتائج. وذلك بحيث يمكن القول بانه فقط عند استخدام النظامين تكون الضمانات الملائمة لعزل النتائج التي تتطلب مزيدا من التقصي والتصويب قد تم انفاذها. ويتضمن نظام ادارة النتائج تحذيرات مدمجة داخليا تنبه الى ضرورة تقصي محطات الاقتراع التي تشوبها مخالفات محتملة عديدة، على سبيل المثال، عندما يكون عدد الناخبين المشاركين اكثر من 59% من عدد الناخبين المسجلين، او عندما يكون العدد الكلي لبطاقات الاقتراع المحررة للناخبين أعلى من عدد الناخبين المسجلين او الناخبين المشاركين، اذا نشط اي عامل من عوامل الحجر الاحد عشر، يتم التنبيه الى البيانات الداخلة، ومن ثم يجب الا تمرر تلك البيانات حتى يجري تحقيق كاف وتتخذ اجراءات التصويب.
مع ذلك، فقد أفاد مراقبو مركز كارتر في اكثر من نصف الولايات التي تمت مراقبتها، ان اللجان الولائية العليا لم توظف الا مكونا واحدا فقط من مكونات النظام الالكتروني، مما حال دون تطبيق ضمانات ادارة النتائج بصورة ملائمة وفتح الباب أمام أفعال قد تنتقص من نزاهة العملية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.