دنقلا: عادل عبدالله عمر : اشتهرت الولاية الشمالية بانتاج عدد من المحصولات النقدية ومنها التمور ،وذلك لملائمة المناخ والتربة ،ولكن في هذا العام شهد المناخ تغييرات لم تكن معهودة تمثلت في هطول امطار ،اكد البعض تأثيرها السالب على محصول البلح ،فيما يرى آخرون ان هناك عوامل عديدة غير الامطار اسهمت في تراجع انتاج التمور. ويشير وزير الزراعة بالولاية المهندس عادل جعفر الى حدوث أضرار متفاوتة اوقعتها الامطار على النخيل بعدد من الجزر ،والمساحات الزراعية الواقعة على ضفاف النيل ،لافتا الى أن حصر الاضرار يتطلب وقتاً بسبب بدء عمليات الحصاد ،وعزا ضعف انتاجية الموسم السابق لارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 50 درجة مئوية. أما مدير محطة الابحاث الزراعية بدنقلا الدكتور الطيب أحمد عبدالقادر، فقد اشار قبل التحدث عن اضرار الخريف على محصول البلح الى ان انعدام الولاية من مراكز متخصصة في التمور يعود الى خلو الولاية من التصنيع الغذائي للتمور ،بالاضافة لعدم وجود سياسات تسويقية ومخازن لحفظ أصناف التمور، وقال ان التعامل التقليدي مع البلح هو الذي أدى الى التدني في الانتاجية، حيث ينحصر استهلاك البلح في شهر رمضان غالباً، كما أن زراعة النخيل تركها المزارعون لعوامل الهجرة والاغتراب، ومشكلات الميراث، فظل النخيل منحصر على ضفاف النيل بدون تجديد، هنا لابد أن أشير لبرامج تطوير زراعة النخيل بأنواعه التي كانت قد شهدت إبان وجود د. عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم الحالي (كوزير للزراعة بالولاية في وقت مضى) قيام معمل للأنسجة يعنى بأبحاث النخيل وكان مقرراً إنشاؤه بمروي، لكنه نقل إلى الخرطوم لأسباب غير معلومة، وتأخر تشغيله لسنوات. أكبر مشكلات النخيل وانتاج التمور بالولاية تجلت في دخول آفة الحشرة القشرية الخضراء، حيث استجلبت شتول نخيل من السعودية لتحسين الانتاجية، وكانت تحتوي على هذه الحشرة التي ينعدم عدوها الطبيعي بالولاية، فانتشرت وشكلت آفة قضت على كثير من الأشجار، وانتقل ضررها إلى الدبة جنوباً ،والبرقيق شمالا وكلفت مكافحتها أعواماً وجهوداً وأموالاً وذلك منذ أواخر الثمانينات، كما كلفت الولاية خسائر كبرى في عائدات التمور ،قدرتها إخلاص أحمد مفتش حجر زراعي بوقاية النباتات بالولاية بستة وأربعين مليون وخمسمائة ألف جنيه سنوياً تقريباً. ويشير مزارعون الى أنه وفي ظل تعثرالعملية الزراعية بالولاية الشمالية واخفاقات المواسم الشتوية التي تعول عليها الولاية بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج، ينبغي توجيه القدرات والامكانات المتاحة وتوحيد الجهود في العناية بالنخيل وصناعة التمور كمورد اقتصادي لأهل الولاية الشمالية، وانه ينبغي توفير الاحصاءات الدقيقة بأعداد النخيل المنتج منها والمصاب، وتقديرات الاضرار التي تتسبب فيها عوامل طبيعية وغيرها لأن وجود المعلومة والاحصاءات هو السبيل والمعين لوضع المعالجات وتلافي السلبيات وتلك احدى مشكلات الولاية الشمالية.