قال رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وزعيم الطائفة الختمية محمد عثمان الميرغني، إن حزبه لن يسمح بالتفريط في سنتيمتر واحد من السودان «بلد المليون ميل مربع»، وحذر من الاستهانة بوزن وتأثير الحزب الاتحادي في الساحة السودانية. وأكد الميرغني، في مقابلة نشرت امس بصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، ان مسؤولية الحفاظ على السودان موحداً مهمة وطنية وتاريخية «لا نمتلك فيها ترف التفريط أو التنازل»، وزاد «سنتصدى بقوة لكافة الأجندات التي تستهدف التقسيم أو التشرذم». وحذر أنه في حال انفصال الجنوب، فلن يكون هناك استقرار ولا سلامة في الخرطوم أو جوبا أو الفاشر، كما أن الخطوة تهدد الدول الأفريقية بوصفها «سابقة خطيرة» تعرض القارة لأخطار جمة، موضحاً أن منظمة الوحدة الأفريقية سبق وأن منعت انفصال إقليم «بيافرا» بنيجيريا في 1967. واستغرب الميرغني تشجيع دول غربية لانفصال الجنوب، قائلاً «هذا يبدو غريباً وعجيباً»، لأن هذه الدول تعهدت كضامنة لاتفاقية السلام، بتوفير المنح لصالح تأمين السلام والوحدة وليس الانفصال أو الانقسام. وقال «نرى أن مسؤولية قيادة الحركة الشعبية ممثلة في رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت الالتزام باتفاقية السلام التي تتحدث عن الوحدة الجاذبة»، وأضاف أن مسؤولية الحركة تعبئة الجماهير لصالح الوحدة. وجدد الميرغني دعوته لانجاز وفاق وطني عبر حوار يجمع كافة القوى السياسية والكيانات «حكومة ومعارضة» لتجاوز مرحلة الاستفتاء في يناير 2011 وتسوية أزمة دارفور، ومقابلة «التحديات الجسيمة» التي تواجه السودان. وقطع الميرغني بأن جماهيرية حزبه تتسع على امتداد مدن ومناطق السودان، وزاد «يخطئ من يستخف بوزن الحزب الاتحادي الديمقراطي وتأثيره». وأشار إلى أن العنصر الأهم أن الاتحادي الذي يمثل غالبية أهل السودان والجماهير الأكثر وعياً وانتماءً للوطن، هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك أو يساند أي انقلاب عسكري أو تعاون مع نظام شمولي منذ انقلاب 1958 إلى انقلاب 1989 «لذلك يتعين أخذه في الاعتبار في كل مجريات الأحداث الماثلة والقادمة».