دينا عمر ، طالبة بمرحلة الاساس.. امتحنت لشهادة مرحلة الاساس هذا العام من مدرسة أحمد بشير عبادي بام درمان.. وهي المدرسة الافضل على مستوى الولاية لسنين عددا.. كانت دينا طوال عهدها بهذه المدرسة دائمة التفوق في كل المواد خاصة اللغة الانجليزية بشهادة مدرستها وزميلاتها واسرتها والتي تتابع اداءها اولا باول.. ولتميزها في اللغة الانجليزية وخاصة التخاطب كان يتم اختيارها للتحدث بالانابة عن زميلاتها لضيوف المدرسة من الزوار الاجانب وكانت من بينهم السفيرة البريطانية.. تحصلت دينا على مجموع «86» درجة «ثمانية وستون» وبالرغم من ان هذه الدرجة تعتبر من الدرجات الكبيرة الا ان دينا ووالدتها وهي المذيعة التلفزيونية سلوى صالح النيل انخرطتا في بكاء مر.. حيث ان كل المؤشرات تقول ان دينا ستتحصل على الدرجة الكاملة او اقل قليلاً.. وعند الاطلاع على تفاصيل الشهادة اتضح انها بالفعل متفوقة في كل المواد ما عدا الانجليزي فقد تحصلت على ثلاث درجات فقط.. وقد اذهلت هذه النتيجة البائسة في اللغة الانجليزية الجميع خاصة مدرستها والتي تقوم بتدريسها هذه المادة.. وقالت لا يمكن ان تكون دينا قد تحصلت على هذه الدرجة وانا اعلم مستواها الحقيقي ويكفي انها تحصلت على الدرجة الكاملة في الامتحان التجريبي في اللغة الانجليزية. ولثقة هذه الاستاذة التامة في قدرات تلميذتها فقد اتفقت مع والدتها وبعلم والدها وكيل احد الجامعات بضرورة اتباع الاجراءات المطلوبة في حالة التظلم وعدم الاقتناع بالنتيجة.. وبالفعل حيث التقى الجميع بمدير ادارة مرحلة الاساس الاستاذ عبد الرحمن محمد عبد الحفيظ وهو من ابنائنا بمدينة ام روابة.. والذي استلم منهم الطلب وقال انه سيحوله الى لجنة مختصة للفحص والمراجعة للورقة المذكورة والاتصال بهم بعد اسبوع.. ولكن.. بعد اقل من ساعتين اتصل بهم عبد الرحمن على الموبايل واخبرهم ان اللجنة اجتمعت واقرت بصحة النتيجة!! وقد اخطرهم بان دينا قد جاوبت على جميع اسئلة الانجليزي بنجاح تام ما عدا الانشاء. لان المطلوب منها ان تجاوب على الموضوعين المذكورين في الورقة ولكنها جاوبت على واحد فقط مع حدوث بعض الاخطاء الاملائية.. ولكن اكد لنا عدد من الاساتذة ان الشيء المعتاد ان يختار الطالب موضوعا واحد.. وهنا ينافي قول الاستاذ عبد الرحمن باختيار موضوعين.. كما ان الاخطاء الاملائية لن تهبط بمستواها لهذه الدرجة.. وقد ترتب على هذا الفعل الآتي: أولاً: نتيجة الانجليزي جعلتها تفقد فرصة الدخول الى المدرسة النموذجية التي كانت تتطلع اليها وهي مدرسة اسماء عبد الرحيم النموذجية والتي حددت 172 درجة للقبول. ثانياً: هذا الظلم البين ترك أثره على نفسية دينا وقد امتد حتى لشقيقتها والتي قالت ما الفائدة من الاجتهاد وهنالك من يجد نفسه في مثل هذا الواقع؟! المطلوب: أولاً: اعادة فحص ورقة الانجليزي للطالبة دينا ليس فقط من اجل دينا ولكن من اجل آلاف الطلاب الذين يضعون ثقتهم الكاملة في الادارة التربوية والتعليمية لولاية الخرطوم. ثانياً: التحقيق في ما يقال من احاديث حول الطريقة التي يتم بها تصحيح الاوراق، وما يحيط بها احيانا من اتهامات بعدم التركيز في اجراء التصحيح والذي قد ينتج عنه بعض السهو مما قد يؤثر على النتيجة النهائية. أخيراً: نحن لا ننكر الدور البناء الذي يقوم به الكثيرون من الاساتذة الافاضل الذين وهبوا حياتهم لمهنة الانبياء ولكننا في نفس الوقت نريد ان يرتبط ذلك بالسلوك المهني القويم.. حتى لا تضار فلذات اكبادنا.. ونشيد بجهودهم المتصلة في الارتقاء بالعملية التربوية في بلادنا.